منتدى العمق

طريق الإستقامة والفلاح (1)

عندما ندور حول الأفكار والقيم والأخلاق والحق والفضيلة و التفوق، والاستقامة فإن هممنا تعلو وطموحاتنا تكبر وقلوبنا تحيا، وذلك يدفعنا لتقوية صلتنا بالله، وللقيام بأعمال صالحة كبرى يكون نفعها عام،ومتعدي إلى الآخرين. أكيد أن الجواهر والكنوز ،والدرر موجودة بين ثنايا أمهات الكتب فنستفيد من قراءتها بتركيز دروس وعبر ،وعظات كثيرة قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين”،وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة” ،قال الله تعالى:” شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط”،وقال أيضا:” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”،والهدف من طلب العلم النافع هو العمل الصالح قال الله تعالى:” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”،وعندما نضع ما نعرفه في نقطة الفعل فسنتقدم بثبات نحو الله، وسنسعد أكثر كلما افتقرنا إلى الله وانقدنا،واستسلمنا لشرعه ( القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة)،وطبقنا أحكامهما في تفاصيل حياتنا. يوجد توافق بين صحيح المنقول وصريح المعقول وبين الكون المنظور والكون المقروء( القرآن الكريم)،ومطلوب من رواد العلوم الحقة،والكونية أن يجيبوا عن الأسئلة التي لم يجب عنها الدين الإسلامي مع ضرورة احترام التخصص، وعلى كل طالب علم أن يتخصص في علم معين أو إثنين ،وأن يكون محترف فيهما، والطريق لذلك أن يقرأ عشرات أمهات الكتب والمجلات المتخصصة فيهما،وأن يتتلمذ على روادهما والعلماء المتمكنين فيهما. أكيد أن سبب حياة كثير من الأنبياء والصحابة و التابعين والسلف الصالح و العلماء بيننا يرجع لعلمهم الغزير الذي تركوه لنا،والذي استفدنا منه كثيرا جدا، وكلما قرأنا سيرهم وفهمنا مغزى مواقفهم سنهتدي،وسنرشد لأنهم مثل المعالم،والنجوم المبثوثة في طريق الله سنهتدي بنورهم، وسيرهم إلى الله،وتقواهم لله و خشيتهم منه دليل لنا إلى طريق الجنة.

طريق الله ناح فيها نوح عليه السلام،وألقي فيها نبي الله ابراهيم عليه السلام في النار ، ونشر بالمنشار نبي الله زكرياء عليه السلام،وذبح السيد الحصور يحيى ،ونجى الله فيها نبي الله عيسى عليه السلام ورفعه إليه من تآمر بني إسرائيل عليه عندما أرادوا أن يقتلونه،وأدميت قدمي النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما ضربه الصبيان والسفهاء في الطائف،ونجاه الله من تآمر قريش عليه ورغبتهم في قتله،وكسرت رباعينه في غزوة أحد،واستشهد عزالدين القسام ويحيى عياش،ومحمد الدرة،و سيد قطب وحسن البنا،وأحمد ياسين و عبد العزيز الرنتيسي،وفتحي الشقاقي والخاشقجي ود.محمد مرسي وها نحن على الطريق. طريق الله ليست مفروشة بالورود بل مليئة بأشواك المطامح والمطامع والمغريات، وقربها يوجد قطاع الطرق من شياطين الانس والجن ورفقاء السوء،ودعاة الرذيلة..ومطلوب منا أن نصبر على المكاره قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” حفت الجنة بالمكاره والنار بالشهوات”،وشيء جيد أن ننتصر على أنفسنا ونؤدبها باستمرار ،ونمنعها أن ترتع في المحرمات الموجودة في الواقع والانترنيت، قال الله تعالى:” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”ومن كان سيد نفسه فكأنما فتح مدينة،والطريق لتغيير ما بالنفس أن نتوب إلى الله توبة نصوحا خالصة،وأن نحافظ على الفرائض ونكثر من ذكر الله والدعاء،والاستغفار وقراءة القرآن الكريم، وأن نتقرب الى الله بنوافل الصلاة والصيام والصدقة،وأن نجفف ينابيع المعاصي والمحرمات من تفاصيل حياتنا قال أحمد الراشد:”إذا دخل النور والعرفان إلى القلب خرج منه الزور والبهتان” ووساوس الشيطان.

عندما يتصف المسلم في شبابه بمكارم الأخلاق وبالعفة والحياء والأمانة،ويحفظ جوارحه كي لا تتلوث بالمحرمات ويتقي الله حقيقة فإن الله يجعل له مخرجا في آخر حياته،ويوفقه لخاتمة حسنة ما كان عابدا لله طول حياته في الرخاء والشدة،ولم يكن عابثا ومضيعا لصلواته،قال د.احمد الريسوني :” إذا كانت البداية محرقة فإن النهاية ستكون مشرقة”،قال الله تعالى:” ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوتقى “وقال أيضا:”ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم “..وقال أيضا:” وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين”.. العلم الغزير الموجود في أمهات الكتب يجيب على جميع المشاكل الموجودة في واقعنا والتي حدثت بسبب الوهن الذي أصابنا وبسبب بعدنا عن الله، و بسبب الفجور والمنكرات التي انتشرت في واقعنا مثل البنوك الربوية والخمارات،وصالونات القمار واستهلاك المخدرات، ومقدمات الزنا الموجودة في الإعلام،والفن والانترنيت،للأسف يعاني كثيرا من الشباب بسبب كثرة الفراغ والبطالة،وغياب الجدية في حياتهم وبسبب كثرة ادمانهم على الانترنيت،وعندما يتصالحون مع الله فسيفتح لهم من علمه ورزقه الواسع. حديث السفينة يؤكد أن بعض الساكنة يريدون تقنين خرقهم لسفينة الحياة خاصة دعاة الحريات الفردية ومن ينادون بمساواة الرحل والمرأة في الإرث ضد على النصوص القرآنية القطعية،لهذا ضروري من إحياء عبادة الأمر بالمعروف ( بمعروف) والنهي عن المنكر ( بدون منكر) بقوة،وإحياء خلق النصيحة بين المسلمين مسألة مهمة وضرورية وناجعة،يجب أن يحرص المسلم الحق كي لا يلوث جوارحه،و حواسه بالمعاصي وأن يكون سريع التوبة،والرجوع إلى الله كلما أذنب أو انحرف، وباب التوبة مفتوح،قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” التائب من الذنب كمن لا ذنب له”والإسلام يجب ما قبله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *