منوعات

علماء يكتشفون كيف يؤثر الحرمان من النوم على الدماغ وزيادة الشعور بالألم

يُعد الألم، حسب موقع “دليل (msd) الإرشادي”، السبب الأكثر شيوعًا الذي يدفع المرضى لزيارة الأطباء. ويعد النوم ضروريًا للبقاء على قيد الحياة وصحة جيدة رغم أنه لا يزال من غير المفهوم تمامًا سبب وكيفية ذلك. ولعل إحدى فوائد النوم، حسب نفس المصدر، هي إصلاح قدرة الأشخاص على العمل بصورة طبيعية في أثناء النهار.

وحسب نفس الموقع الإرشادي في المجال الطبي، تتأثر قدرة نفس الشخص على تحمل الألم بحسب المزاج، وطبيعة الشخصية، والظروف المحيطة. ففي لحظات الإثارة في المباريات الرياضية مثلا، قد لا يشعر الرياضي بالألم الناجم عن كدمة شديدة، ولكنه يشعر بذلك الألم بشكل جلي بعد انتهاء المباراة، وخاصةً إذا خسر فريقه. فيما تكشف دراسة حديثة علاقة بين حالة جودة النوم والقدرة على تحمل الألم.

فكيف يؤثر النوم على الألم؟ وهل يمكن أن يدخل في وصفات الأطباء لمعالجة الألم؟

تأثير متبادل بين النوم والألم

كشفت دراسة جديدة أجراها مجموعة من العلماء في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، حسب قناة الجزيرة مباشر، أن الحرمان من النوم يمكن أن يؤثر على الدماغ ويزيد الشعور بالألم.

وتلحق قلة النوم أضرارًا بالجسم من بينها ضعف الذاكرة وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري، إلا أن الدراسة الحديثة تشير أيضًا إلى نتيجة خطيرة أخرى تفاقم “تجربة الألم”.

وحسب نفس المصدر، لفتت الدراسة التي نشرت في مجلة علم الأعصاب إلى أن بعض أشكال الألم، مثل ألم الظهر أو التهاب المفاصل، قد يفقد الشخص القدرة على النوم، إلا أن قلة النوم في حد ذاتها تُزيد الحالة سوءًا وتؤدي إلى مضاعفة الألم.

ووجد العلماء أن هناك منطقة في الدماغ مرتبطة بالشعور بالألم ومع قلة النوم تصبح تلك المناطق شديدة النشاط، بينما تم تخدير المناطق المتصلة بتسكين الآلام.

كيف يؤثر النوم على الألم؟

وحسب نفس القناة، أشار موقع (إكسبرس) البريطاني إلى بحث البروفيسور ماثيو ووكر مؤلف الكتاب الشهير (لماذا ننام؟) وزميله آدم كراوس خلال الدراسة كيفية تفاعل 24 طالبًا شابًا مع الألم عندما ينامون نومًا صحيًا مقابل ردود أفعالهم مع النوم غير الصحي.

ووفقًا للدراسة، تعرضت أرجل المشاركين في الدراسة للحرارة بينما يتم فحص أدمغتهم باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي بعد ليلة من النوم الصحي لمقارنة رد فعلهم على الألم بعد ليلة بلا نوم عند الخضوع لنفس التجربة.

وكشفت النتائج عن زيادة كبيرة في الشعور بالألم حيث كان الطلاب أكثر حساسية. وأوضح كراوس في بيان صحفي قائلا “أفراد المجموعة كانوا يشعرون بعدم الراحة في درجات الحرارة المرتفعة، مما يدل على أن حساسيتهم للألم قد زادت بعد النوم غير الكافي”.

وأضاف أن تجربة الألم كانت هي نفسها، لكن الاختلاف الوحيد هو كيفية تقييم الدماغ للألم دون الحصول على نوم كاف.

ورأى الباحثون خلال الدراسة نشاطًا مكثفًا في منطقة استشعار الألم في الدماغ والقشرة الحسية الجسدية، ومستويات أقل من النشاط في النواة المتكئة وهي منطقة يتم فيها إفراز الدوبامين (هرمون السعادة) لخلق المتعة.

وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن المنطقة التي تقيّم الألم وتهيئ الجسم للتفاعل مع الألم كانت أقل نشاطًا مع الحرمان من النوم.

النوم كعلاج

وتقترح الدراسة أن تبدأ المستشفيات في إعطاء الأولوية لمساعدة المرضى على النوم كجزء من رعايتهم.

وأوصي العلماء بضرورة تحسين نوعية النوم ونمط الحياة عمومًا بخاصة مع الارتفاع الملحوظ في حالات الألم المزمن.

وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بتجنب الحصول على قيلولة في منتصف اليوم مع الحفاظ على مواعيد ثابتة للنوم يوميًا لتوفير الراحة الكافية التي يحتاج إليها الجسم.

ونصحت أيضًا بممارسة بعض العادات التي تساعد على الاسترخاء قبل موعد النوم مثل القراءة والتأمل.

مقدار النوم الصحي

حسب موقع “دليل (msd) الإرشادي”، تختلف المتطلبات الفردية للنوم بشكل كبير، وعادة ما تتراوح بين 6 و10 ساعات يوميًا. وينام معظم الناس في أثناء الليل. وقد يضطر بعض الأشخاص للنوم في أثناء النهار للتكيف مع جدول أعمالهم، وهو ما قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم.

وحسب نفس الموقع الإرشادي، يتأثر مقدار نوم كل شخص ومقدار شعوره بالراحة بعد النوم بالعديد من العَوامِل، مثل:

  • مستوى الإثارة أو الشدة العاطفية
  • العمر
  • النظام الغذائي
  • الألم واستخدام الأدوية

على سبيل المثال، تُسبب بعض الأدوية النعاس، ويمكن لأدوية أخرى أن تجعل النوم أمرًا صعبًا. كما يمكن لبعض المكونات أو الإضافات الغذائية، مثل الكافيين، أو البهارات الحارة، وغلوتامات أحادية الصوديوم MSG أن تؤدي لاضطراب النوم.

ويميل كبار السن إلى النوم في وقت مبكر، والاستيقاظ في وقت مبكر، وعدم القدرة على التكيف سريعًا مع تغير عادات النوم.

قد يؤثر الشخير في النوم – سواءً كان شخير الشخص نفسه أو الشخص الذي يشترك معه في الغرفة أو السرير.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *