سياسة

شباب مخيمات “تندوف” يقودون ثورة ضد هوس قيادات الجبهة بالسلطة

يقود شباب مخيمات “تندوف”، ثورة صامتة، ضد زعيم جبهة “البوليساريو”، وقيادات أخرى داخل هذا التنظيم الانفصالي، بسبب هوسهم بالسلطة وتباهيهم بها، في ظل الأوضاع المأساوية واللانسانية التي تعيشها الساكنة المحتجزة فوق الأراضي الجزائرية.

وأشارت صحيفة “لاراثون” الإسبانية، إلى أن غالبية سكان المخيمات فقدوا الثقة في القيادة الحالية لجبهة “البوليساريو”، بسبب سلوكاتها غير المسؤولة، وأيضا اللامبالاة والتعب، مضيفة أن هذه الأمور تؤكدها أصوات داخل المخيمات وليس جهة أخرى.

ونقلت الصحيفة، ما ورد في مقال رأي نشر بموقع “الصحراوي”، التابع للانفصاليين، والذي تحدث عن أخطاء وسوء تصرف، والارتجالية، والأداء الضعيف لقيادات وصفها صاحب المقال بالانتهازية داخل الجبهة، والتي تستخدم النضال لتحقيق مآربها، بلا وازع ديني ولا أخلاقي.

وبحسب المصدر ذاته، فقد أدى هذا السلوك من القيادة العليا للجبهة الانفصالية، إلى تقويض الوحدة بشكل كبير، وهو المسؤول عن الوضع السائد في المخيمات من عجز ويأس خصوصا في صفوف الشباب.

كما أشار إلى أن هذه السلوكيات غير الناضجة، تثير شكوك الشباب، وقلقهم، وهو ما دفعهم إلى البحث بكل الوسائل عن مصالحهم الخاصة، وطريقة لكسب لقمة العيش، ونبذ التسليح الإيديولوجي الذي تروج له قيادات الجبهة داخل المخيمات.

وأضافت الصحيفة الإسبانية، نقلا دائما عن موقع “الصحراوي”، أن هناك صراعات قبلية داخل الجبهة، والتشهير والاتهامات المتبادلة بين قيادات الجبهة، خصوصا من الحرس القديم المهووس بالسلطة والمستعد للتضحية بكل شيء من أجلها.

في السياق ذاته، استنكر خبراء دوليون، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الوضع المأساوي واللاإنساني للصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، في جنوب غرب الجزائر.

وانتفض المؤرخ وعضو البرلمان النمساوي، هارالاد تروش، ضد معاناة الصحراويين المحتجزين في ظروف قاسية للغاية في معسكرات تندوف المنبوذة”، مؤكدا أن هؤلاء السكان “يعانون من انعدام الأمن والاستقرار في ظروف لا تطاق، ويحرمون من حقوقهم الإنسانية منذ 47 سنة”.

وشدد على أن الحل الوحيد لإنهاء هذه المحنة يمر حتما عبر مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، وهي المبادرة التي وصفتها قرارات مجلس الأمن بالجادة وذات المصداقية، مشيرا إلى أن هذا المخطط الذي يحظى بدعم دولي متزايد، يتيح “فرصة واقعية” لحل هذا الخلاف الإقليمي ووضع حد للمعاناة الإنسانية التي يعانيها السكان في مخيمات تندوف.

وأبرز أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، الذي يعد “فرصة ملموسة” لتجاوز المأزق الراهن، يمنح الأمل في السلم والتنمية ويضمن استقرار المنطقة المغاربية، داعيا المنتظم الدولي إلى تقديم دعم أكبر لهذه المبادرة الحكيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *