منوعات

دراسة حديثة تربط بين الصحة النفسية للأطفال والمدة التي قضوها قرب البحر

تعددت الدراسات العلمية التي تبرز فوائد البحر لصحة الإنسان، والتي تُخرج هذا الدور الإيجابي للبحر من عالم الخرافات إلى عالم المعرفة العلمية.

وأكدت دراسات سابقة ما للمناطق الزرقاء من تأثيرات نفسية إيجابية على الإنسان حيث يميل الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من البحار والأنهار إلى أن يكونوا أسعد وأكثر صحة مقارنة بسكان المناطق الأخرى.

ومؤخرا، حسب أندبندنت عربية، توصّلت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يمضون وقتاً طويلاً على الشاطئ أو بالقرب من البحيرات، يتمتّعون بصحّةٍ عقليةٍ أفضل عندما يصبحون بالغين.

وأظهر البحث الذي أجري في 18 دولة، حسب نفس المصدر، أن قضاء الوقت في “مساحاتٍ يطغى عليها اللون الأزرق”، كتلك القريبة من البحر، أو مياه الأنهار والبحيرات، يمكن أن يساهم في تعزيز الصحة العقلية.

وقد انكب الخبراء على استكشاف الفوائد المحتملة التي تنطوي عليها المساحات الزرقاء، بعدما أظهرت أدلة متزايدة أن قضاء الوقت في مساحات خضراء أيضاً يرتبط بتحسين الصحة العقلية.

الاستطلاع الذي أجراه “المركز الأوروبي للبيئة وصحة الإنسان” European Centre for Environment and Human Health التابع لـ “جامعة إكستر” البريطانية، سأل نحو 15 ألف شخص في 14 دولة في أوروبا، إضافة إلى هونغ كونغ وأستراليا وكندا، عن مرحلة طفولتهم.

وقد طلب من المشاركين في الدراسة الاستقصائية تذكر تجاربهم السابقة خلال وجودهم في إطار “مساحات زرقاء” حتى سن الـ16، بما فيها عدد المرات التي زاروا فيها تلك المناطق، ومدى قرب مكان سكنهم منها، وعدد المرات التي سمح لهم أهلهم باللعب فيها.

وسئلوا أيضاً عن أحدث زيارات قاموا بها لمساحات يطغى عليها اللونان الأزرق والأخضر على مدى 4 أسابيع، وعن صحتهم الذهنية على مدار أسبوعين.

الدراسة التي نشرت في “مجلة علم النفس البيئي” Journal of Environmental Psychology، وجدت أن هناك رابطاً بين قضاء مزيد من الوقت في مساحات زرقاء وتحسن الصحة العقلية في سن البلوغ.

وتبين أن السبب في ذلك يعود إلى أن أولئك الذين نشأوا منذ الطفولة على قضاء مزيد من الوقت ضمن مساحات زرقاء، يولون أهمية أكبر للبيئة الطبيعية ويميلون أكثر إلى زيارتها في مرحلة البلوغ. ونتيجة لذلك، تم ربط الوقت الذي يتم قضاؤه في تلك الأماكن، بمستويات أفضل من الصحة النفسية.

فاليريا فيتالي، طالبة الدكتوراه في “جامعة سابيينزا” في روما، والمؤلفة الرئيسة للدراسة أشارت إلى أنه “في عالمنا الصناعي الذي تطغى عليه التكنولوجيا، من المهم أن نفهم كيف ترتبط تجارب الفرد مع الطبيعة في مرحلة الطفولة على نحو وثيق بسلامته الصحية في فترة لاحقة”

وتضيف “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن تعزيز الثقة لدى الأفراد أثناء وجودهم في مثل هذه البيئة، وتشجيعهم على ارتياد المساحات الزرقاء منذ نشأتهم، يساعدان في تكوين شعور داخلي لديهم بالفرح لدى احتكاكهم بالطبيعة، ويسهمان في حضهم على اختيار التجارب الترفيهية ذات الصلة، التي من شأنها أن تعود بالفائدة على صحتهم الذهنية في سن البلوغ”

ولفت خبراء أيضاً إلى أن عدداً من الأطفال قد لا يتسنى لهم أن ينشئوا في مناطق محاذية للمياه، خوفاً من المخاطر المتعلقة بسلامتهم، مما يدفع بالأهالي إلى الحذر منها على نحو بديهي.

وأوضحت أخيراً الدكتورة ليان مارتن من “جامعة إكستر”، أن “هذا البحث يشير إلى أن تعزيز شعور الأطفال بالراحة خلال وجودهم في مثل هذه الأماكن، وتطوير مهارات لديهم كالسباحة في سن مبكرة، يمكن أن تكون لها فوائد طيلة حياتهم، لم يتم التعرف عليها في السابق”.

والدراسة السابقة، حسب موقع (WD) الألماني، ليست المسح الوحيد الذي يشير إلى تأثير علاجي للمساحات الطبيعية الزرقاء على الإنسان. فقد بدأ الباحثون “حول سوزانا موراتو” من كلية لندن للاقتصاد وجورج ماكيرون من جامعة ساسكس استطلاعاً قبل عشر سنوات، انتهى به الأمر بأكثر من مليون إجابة. والنتيجة كانت: أن الناس بين الطبيعة دائماً أسعد بكثير من سكان المدن. وينطبق هذا مبدئياً على المناطق ذات المناطق الخضراء في الغالب مثل الغابات والمروج والجبال ولكن بالأخص على المناطق الساحلية.

وعلى مقياس السعادة المكون من 100 نقطة، سجلت المناطق الساحلية حوالي ست نقاط أفضل من المدن، كما كانت المناطق الطبيعية الخضراء في المتوسط أفضل بنقطتين فقط من المناطق الحضرية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *