سياسة

الحسيني: نظام الجزائر لا يحركه سوى الحقد ومستعد لوضع كل مخزون الغاز في يد ماكرون مجانا

تاج الدين الحسيني

أبرز الخبير في القانون الدولي والعلاقات الدولية محمد تاج الدين الحسيني أن النظام الجزائري لا يربطه في علاقته مع المغرب سوى “الحقد والكراهية”، وله استعداد كامل لوضع الغاز الطبيعي في يد ماكرون إذا اتخذت فرنسا قرارا ضد المغرب في مجلس الأمن، كما اعتبر أن المغرب يدفع اليوم ثمن حسن نواياه وإفراجه المجاني عن معتقلي معركتي أمكالة دون مقابل ودون شروط.

ولم يخف الحسيني تخوفه من المستقبل وصعوبة التنبؤ بمسار العلاقات المغربية الجزائرية، ولم يستبعد حدوث المفاجأة، وذلك خلال حديثه في محاضرة نظمتها جامعة القاضي عياض، الخميس بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، الخميس، حول موضوع “توازن القوى الشمولي والإقليمي.. أي مستقبل”.

واعتبر أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط والخبير في قضية الصحراء المغربية، أن العلاقة بين البلدين الجارين ظلت خلال نصف القرن الأخير في حالة “لا سلم ولا حرب”، باستثناء بعض المناوشات البسيطة مثل معركة أمكالة 1 و2، والتي اعتقل فيها المغرب جنودا جزائرين وأفرج عنهم بعد توسط ولي عهد المملكة العربية السعودية فهد ابن عبد العزيز ونائب الرئيس المصري يومها حسني مبارك.

وتأسف الحسيني على عدم مطالبة المغرب يومها من الجزائر بالمقابل من أجل الإفراج وبشروط، معتبرا أنه “اليوم يدفع ثمن هذا الخطأ وثمن حسن نيته”.

وأردف أن النظام الجزائري  اليوم “له خطة كبيرة ومستعد لاستعمال كل الوسائل فقط ليتمكن من عزل المغرب”، وأشار في هذا الصدد إلى واقعة استقبال رئيس تونس قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو، معتبرا أن القرار اتخذه الرئيس بشكل شخصي ولا يعبر عن توجه دولة تونس، كما أشار أيضا إلى ممارسة النظام الجزائر ضغوطات كبيرة على موريتانيا من أجل أن يتمكن من محاصرة المغرب.

وتساءل الحسيني عن سبب توقيع الجزائر لاتفاقية أنبوب الغاز مع نجيريا  منذ سنة 2002 بالرغم من كون الجزائر تعد دولة منتجة ومصدرة للغاز، مسجلا أن “السبب الوحيد هو محاولة منع المغرب من الانخراط في مشروع أنبوب الغاز نجيريا أوروبا”، وذلك من “وازع الحقد والكراهية”.

وأضاف أن النظام الجزائري اليوم مستعد لوضع الغاز الجزائري كله بالمجان في يد ماكرون إلى صدر عنه قرار في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، وأنه لا يهمه سوى محاصرة المغرب ولو على حساب مصالح الجزائر والشعب الجزائري الذي يُراد له أن يكون كله كارها للمغاربة.

غير أن الحسيني لم يغلق باب التفاؤل بمستقبل العلاقة بين البلدين الجارين، وشببهما بما كانت عليه فرنسا وألمانيا قبل سنوات، وقال “أعتقد أن المغرب والجزائر يكاد وضعهما في المنطقة يشبه ما كانت عليه فرنسا وألمانيا في وسط أوروبا، حيث جرت بينهما أنهار من الدماء، وليست لهما لغة ولا حضارة وتقاليد مشتركة، ولكن توفرا على رجلين حكيمين استطاعا أن يحتضنا بعضهما في مبادرة رائعة لإقامة السلم ثم شراكة توسعت وتحولت إلى تحالف من عدة دول إلى أن وصلت إلى الاتحاد الأوروبي بمؤسسات فوق وطنية بما يشبه الدولة الفيدرالية”.

واسترجع أيضا محطات تاريخية كانت فيها بشريات نهضة المنطقة واسعة، بقوله “علينا أن ننظر إلى الاستراتيجية المشتركة التي وقعت بين الزعماء المغاربيين والتي تنص على إقامة منطقة تبادل حر في 1992، وتوحيد الرسم الجمركي في 1995، والوصول سنة 2000 إلى سوق مغاربية مشتركة، ثم الوصول فيما بعد إلى اتحاد اقتصادي مغاربي”.

واسترسل الحسيني “واستبشرنا يومها بمستقبل زاهر للمنطقة، لكن الانتكاسة جاءت بسبب أن المؤسسة العسكرية هي من يقف خلف الجدار في الجزائر، والمؤسسة العسكرية لها تدخل كبير وقوي في الجارة الشقيقة، وهي أخطبوط يشكل خطرا على نفسه وعلى الشعب والمنطقة”.

وأضاف “الطغمة العسكرية مستعدة لأن تضع الغاز والبترول مجانا في يد ماكرون إذا اتخذ موقفا مغايرا في مجلس الأمن في الأيام القادمة”، واعتبر أن ارتفاع ثمن البترول سنة 1984 وتحقيق الجزائر لأباح كبيرة كانت من أهم حوافز اعترافها بالبوليساريو، وأن الأمر يتكرر اليوم بشكل أخطر مع الغاز الطبيعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *