منوعات

طولها 170 كلم وعرضها 200 متر.. السعودية تبدأ بناء أطول مدينة في العالم

تخيل مدينة على شكل خط مستقيم طوله 170 كلم وعرضه 200 مترا فقط، كيف ستظهر من الطائرة؟ وكيف ستكون الحياة فيها؟ وكيف سيتنقل الناس في عرضها الضيق نسبيا وعلى طولها الممتد؟

وسيكون الأمر أكثر إثارة إذا استحضرت أن تلك المدينة التي سميت “الخط” أو “The Line” بالانجليزية، ستأوي قرابة 9 ملايين شخص! ولك أن تسأل عندها عن كيف ستكون العلاقات الاجتماعية في هذه المدينة؟

الخصائص العمرانية لتلك المدينة الاستثنائية المتوقع إنشاؤها في السعودية، جعلتها حتى قبل الشروع في بنائها تسمى بالمدينة الخيالية.

انطلاق أشغال بناء “المدينة الخط”

الجديد في هذا المشروع، حسب قناة الحرة، هو رصد بدء الأعمال فيها وفق ما أظهرته لقطات مصورة بطائرة مسيرة أن العمل بدأ فعلا في مدينة “The Line”، في شمال غرب السعودية.

وحسب نفس المصدر، تظهر اللقطات التي صورتها شركة التصوير الجوي “Ot Sky”، ونشرها موقع “dezeen” العمل الذي بدأ في مدينة The Line الضخمة، والتي يتم بناؤها كجزء من مشروع Neom في السعودية.

ويمكن رؤية العديد من الحفارات وهي تحفر خندقا طوليا واسعا في الصحراء. داخل الخندق، يتم بناء أساسات المدينة، التي من المقرر أن يبلغ طولها 170 كيلومترا.

وتظهر الأعمال أيضا أنه يتم التحضير لنظام نقل تحت الأرض من المقرر بناؤه على طول المدينة، وفقا للموقع.

وفي يوليو الماضي، كشف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تصميمات مدينة “ذا لاين”، بمشروع نيوم الضخم بشمال غرب المملكة.

 

وكان محمد بن سلمان، وهو رئيس مجلس إدارة نيوم، أطلق الفكرة والرؤية الأولية للمدينة في يناير من العام الماضي.

فلسفة “المدينة الخط”

وحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية، تتمحور المدينة حول الإنسان، وتمثل نموذجاً عالمياً رائداً يحقق الاستدامة ومثالية العيش بالتناغم مع الطبيعة.

وتعكس تصاميم “ذا لاين”، بيئة خالية من الشوارع والسيارات والانبعاثات، وتعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، لجعل صحة الإنسان ورفاهيته أولوية مطلقة بدلاً من أولوية النقل والبنية التحتية كما في المدن التقليدية.

ومن أهم مواصفات مدينة “ذا لاين”، أن عرضها يبلغ 200 متر فقط على امتداد 170 كيلو متراً، وارتفاع يبلغ 500 متر فوق سطح البحر. وستُبنى المدينة على مساحة لا تتجاوز 34 كيلو متراً مربعاً، وستتسع لنحو 9 ملايين نسمة، وهو أمر غير مسبوق تماماً في مدنٍ بهذا الحجم، بحسب “واس”.

جزء من اقتصاد “نيوم”

يتوقع، حسب ما سبق أن أعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أنه من المرجح طرح منطقة “نيوم” الاقتصادية للاكتتاب خلال عام 2024، قائلا إنه من المتوقع أن يتجاوز ما تضيفه المدينة إلى حجم سوق الأسهم السعودي، من خلال عملية الطرح، 5 تريليون دولار، بعد اكتمال المشروع السعودي الطموح.

وحسب “بي بي سي عربي” تعرف نيوم رسميا على أنها “مخطط مستقبلي تتطور وتتقدم فيه البشرية دون المساومة على سلامة الكوكب”. إنه مشروع بقيمة 500 مليار دولار (366 مليار جنيه إسترليني)، وهو جزء من رؤية المملكة 2030 الهادفة لوقف اعتماد اقتصاد البلاد على النفط – تلك الصناعة التي جعلتها غنية في المقام الأول.

وحسب نفس المصدر، يقول علي الشهابي، وهو مصرفي سابق يعمل الآن في المجلس الاستشاري لنيوم، إن المنطقة الضخمة ستشمل مدينة بطول 170 كيلومترا، تسمى الخط (ذا لاين)، ستمتد في طريق مستقيم عبر الصحراء.

ويوضح الشهابي أن الخط سيتم بناؤه على مراحل، كتلة تلو الأخرى، ويقول: “البعض يرى أن هذا مشروع جنوني وسيكلف مبالغ مهولة، ولكن سيتم بناؤه وحدة تلو الأخرى، بطريقة تفي بالغرض”.

ستكون شبيهة إلى حد كبير بـ”المربعات السكنية الكبيرة” الخالية من حركة المرور في برشلونة، ويوضح أن كل مربع سيكون مكتفيا ذاتيا ويحتوي على وسائل الراحة مثل المحلات التجارية والمدارس، بحيث يكون أي شيء يحتاجه المرء على بعد خمس دقائق سيرا على الأقدام أو بالدراجة.

عند الانتهاء، سيكون السفر على طول الخط (ذا لاين) عبر القطارات فائقة السرعة، بحيث أن أطول رحلة “لا تزيد عن 20 دقيقة”، على حد قول المطورين.

علاوة على ذلك ستكون نيوم موطنا لأوكساغون Oxagon، وهي مدينة تطفو على المياه التي تمتد لمسافة 7 كيلومترات، مما يجعلها أكبر مبنى عائم في العالم. وقد قال الرئيس التنفيذي لشركة نيوم، نظمي النصر، إن المدينة الساحلية “سترحب بأول مستأجريها في بداية عام 2022”.

وفي مكان ليس ببعيد على ساحل البحر الأحمر عن هذا “المركز الصناعي”، أعلنت نيوم عن خطط لأكبر مشروع في العالم لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية. يزعم موقعها الإلكتروني، الذي يبدو أحيانا وكأنه شيء من رواية خيال علمي، أن المرحلة الأولى من المنطقة الضخمة ستكتمل بحلول عام 2025.

تقول الدكتورة منال الشهابي، خبيرة الطاقة بجامعة أكسفورد، إنه عند تقييم مدى استدامة نيوم، هناك العديد من الأشياء التي يجب مراعاتها. إذ ينبغي أن نعرف هل سيُنتج الغذاء محليا بنظام لا يستخدم قدرا كبيرا من الموارد؟ أم سيُعتمد على واردات الغذاء من الخارج؟

ويزعم الموقع أن نيوم ستصبح “أكثر مدن العالم اكتفاء ذاتيا من حيث الغذاء”، ويرسم رؤية للزراعة العمودية والبيوت الخضراء (الدفيئات)، تعد ثورية لبلد يستورد حاليا حوالي 80 في المئة من غذائه. هناك تساؤلات حول ما إذا كان بالإمكان تحقيق ذلك على نحو مستدام.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Mhammed alami antra
    منذ سنتين

    شئ غريب وجميل جدا الله يوفقكم ان شاء الله.