مجتمع

“كوب 22”.. تطلعات لنتائج أفضل وغموض في المصير

على بعد يومين من اختتام الدورة 22 للمؤتمر العالمي للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية، والدورة الأولى لقمة الموقعين على اتفاقية باريس، يلف أشغال القمتين غموض في إمكانية خروجهما بقررات وإجراءات تمكن من تحقيق أهدافهما، في ظل آمال كبيرة للدول المشاركة في أن تكون قمة مراكش انعطافة حقيقية للتصدي لارتفاع نسبة الاحتباس الحراري المهدد لمستقبل الأرض.

وفي الوقت الذي تأمل الدول النامية ودول العالم الثالث من تحقيق مضامين اتفاقية باريس، التي من شأنها أن تساهم في دعمها للتصدي للتغيرات المناخية خاصة بإفريقيا وبعض أجزاء آسيا والدول الجزرية التي تعد الأكثر ضررا من التغيرات المناخية، يبقى موقف الدول المتقدمة من تقديم الدعم المالي المطلوب طي الغموض.

شبح ترامب يخيم على “كوب 22”

ساهم الفوز المفاجئ لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأسبوع الماضي، في إحداث “زلزال” بأروقة الفضاء الأزرق بقرية المناخ باب إيغلي التي تحتضن أشغال “كوب 22″، خاصة بعد تهديده بالانسحاب من اتفاقية باريس وعدم تقديم بلاده أي دعم يتعلق بالتغيرات المناخية.

ورغم تأكيد جون كيري في قمة قادة الدول في المؤتمر العالمي بأن بلاده ستفي بوعودها وبتوقيعها على اتفاقية باريس، بدا بنفسه غير واثق من وفاء ترامب بالاتفاقية، حيث أفاد أن الفريق الرئاسي الجديد لم يبلغ بعد مكتب الخارجية بأي موقف خصوص الموضوع.

الدعوة للوفاء وغياب القرارات

الهزة التي خلفها فوز ترامب برئاسة البيت الأبيض، انعكست على مداخلات قادة الدول الذين ركزوا أكثر على دعوة الموقعين على اتفاقية باريس للوفاء بوعودهم، والتحذير من المخاطر المهددة للكرة الأرضية.

ولم تظهر بعد أية ملامح للقرارات المنتظر أن تصادق عليها قمة مراكش، رغم أن الجلسة الختامية ل”كوب22″ ينتظر أن تنطلق بعد زوال أمس الخميس.

غموض 100 مليار دولار.. من أين؟

المؤتمر العالمي للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة للمناخ “كوب 22″، غاب عنه نقاش سبل تحصيل وصرف مبلغ 100 مليار أورو سنويا إلى غاية 2020، والذي نصت اتفاقية باريس على أن تخصصه الجول الغنية للدول الفقيرة من أجل دعم مسارها التنموي ولتطوير صناعاتها بشكل يحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.

هذا في وقت شككت مؤسسات عالمية في أرقام الدعم الذي تقدمه الدول المتقدمة لدول الجنوب، معتبرة أن هذه الدول طرق ملتوية لتضخيم المبالغ المصرح بها كدعم للدول الفقيرة في مجال المناخ.

إفريقيا تتكتل وتقول كفى استعمارا

الدول الإفريقية التي كانت وفودها من أنشط الوفود بقمة مراكش، بدت متكتلة فيما بينها لتحمل الدول المصنعة مسؤولية تعريض الأرض للخطر، وأن انبعاثاتها هي المسبب للاحتباس الحراري المسؤول عن التغيرات المناخية، كما بدت الدول الإفريقية متكتلة في عدد من المبادرات من أبرزها إصدار إعلانين اثنين حملا اسم إعلان مراكش، الأول يتعلق ب”الصحة والبيئة والتغيرات المناخية”، والثاني ب”تعزيز الاستدامة والاستقرار والأمن بإفريقيا”.

وشدد الملك محمد السادس في كلمة بقمة لقادة الدول الإفريقية على هامش “كوب22″، على أن انبعاثات القارة السمراء لا يتجاوز نسبة 4 في المائة من الانبعاثات العالمية، في حين أنها الأكثر تضررا من التغيرات المناخية لسبب الفقر والهشاشة، وكذا تزياد التصحر وتراجع الموارد المائية في عدد من البلدان.

وكان العاهل المغربي قد شدد الملك محمد السادس في كلمته الافتتاحية بقمة قادة الدول المشاركين بالمؤتمر العالمي لأطراف الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة للمناخ، زوال الثلاثاء، على ضرورة تعزيز التعاون بين الشمال والجنوب للحد من آثار التغيرات المناخية، مشددا على أن قمة مراكش يجب أن تكون قمة قرارات في متناول ومصلحة الجميع، معتبرا أن عهد الاستعمار وفرض القرارات ولى.

وأكد الملك في كلمته الافتتاحية لقمة الأطراف الموقعين على اتفاقية باريس الأولى، على أن قمة مراكش يجب أن تكون قرارات جريئة للحد من الانحباس الحراري وليست مجرد وعود وإعلان، داعيا جميع الدول المشاركة إلى تحمل المسؤولية أمام الله والتاريخ والشعوب.