سياسة

الجزائر تخرق الأعراف الديبلوماسية وتستفز الوفد المغربي في اجتماع وزراء الخارجية العرب

في خطوة مستفزة ومنافية لكل الأعراف الديبلوماسية، تجاهل مسؤولو النظام الجزائري تخصيص استقبال رسمي لوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، عند وصوله، اليوم السبت، لمطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائرية، للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب تحضيرا للقمة العربية بالجزائر.

وبحسب مصدر دبلوماسي مغربي رفيع المستوى، فإن الوفد المغربي تعرض لخروقات بروتوكولية وتنظيمية متنافية مع الأعراف الدبلوماسية والممارسات المعمول بها في الاجتماعات، وذلك بشكل متعمد من طرف المسؤولين الجزائريين.

وتعرض الوفد المغربي لتهميش واضح منذ وصوله إلى قاعة الاجتماع أو خلال الأنشطة الموازية، بما فيها مأدبة العشاء التي أقامها وزير الخارجية الجزائري على شرف المشاركين، حيث أمعنت الجهة الجزائرية المنظمة في تهميش رئيس الوفد المغربي، متجاهلة تطبيق العرف الدبلوماسي أو الترتيب الأبجدي.

وأكد المصدر ذاته أن من شأن تلك التجاوزات أن تحدث ارتباكا جسيما فيما تبقى من أشغال القمة العربية وهي التي تفسر غياب مجموعة من القادة العرب أو عدول آخرين عن الحضور.

إضافة إلى ذلك، أوضح المصدر الدبلوماسي المغربي أن الوفد المغربي، مثله مثل بقية الوفود العربية، عانى من استفزازات أحد الموظفين الجزائريين الذي اتسم سلوكه بالعنف والهجومية، وغياب الحياد وفرض وجهة نظره وفشله في البحث عن التوافق

ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية الجزائرية على فيسبوك، صور استقبال وزير الخارجية للنظام الجزائري للوزراء العرب، في حين تعمدت عدم الإشارة إلى الوزير المغربي.

وبحسب إعلاميين من عين المكان، فقد وجه مسؤولو الإعلام في مطار الهواري بومديان الصحافيين بعدم إعطاء أهمية لوصول الوفد المغربي المشارك في أشغال ⁧‫القمة العربية‬⁩.

وفي نفس السياق، نفى المصدر الدبلوماسي ادعاءات بعض المواقع ووسائل الإعلام الجزائرية بأن بوريطة غادر مكان اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية بالجزائر، إثر خلاف مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري، موضحة أن هذا الخبر لا أساس له من الصحة.

وأوضح المصدر أن الوفد المغربي بقي داخل القاعة واحتج على عدم احترام خارطة المغرب، كما هو متعارف عليها، من قبل قناة جزائرية، مما اضطر الجامعة العربية إلى إصدار بيان توضيحي ورئاسة الجلسة إلى تقديم اعتذار.

وشدد المصدر ذاته على أنه ليس من قواعد وأعراف العمل الدبلوماسي المغربي، وفق تعليمات الملك محمد السادس، ـن يغادر قاعة الاجتماعات، بل أن يدافع من داخل ـروقة الاجتماعات على حقوق المغرب المشروعة ومصالحه الحيوية.

ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المغربية بفيسبوك، صورا لبوريطة وهو يجري مباحثات مع نظرائه من عدة دول عربية، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين، وذلك على هامش أشغال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.

يذكر أن وزير الخارجية المغربية، ناصر بوريطة، كسر قرار السلطات الجزائرية بإغلاق حدودها الجوية أمام الطائرت المغربية، المدنية والعسكرية، منذ شتنبر 2021، بعدما حلَّ بالجزائر العاصمة، اليوم السبت، قادما على متن طائرة مغربية خاصة، بعد جولة إفريقية قادته لعدد من البلدان.

وبذلك تكون هذه أول رحلة مغربية جوية رسمية إلى الجزائر، منذ قرار السلطات الجزائرية إغلاق مجالها الجوي في وجه جميع الطائرات المغربية، وهو القرار الذي جاء بعد شهر من قطع الجزائر لعلاقاتها الدبلوماسية مع الرباط بشكل أحادي.

وبحسب موقع “فلايت رادار” المتخصص في رصد حركات الطائرة في الجو بشكل مباشر، فإن طائرة وزير الخارجية المغربي حطت بمطار الهواري بومديان بالجزائر العاصمة، حيث أعطت السلطات الجزائرية الأولوية لطائرة بوريطة في النزول، وطلبت من باقي الطائرات الانتظار في الجو.

وتأتي زيارة بوريطة إلى الجزائر من أجل المشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية، وهي أول زيارة رسمية لمسؤول مغربي إلى الجزائر، منذ إعلان الجزائر قطع علاقاتها الديبلوماسية مع المغرب، العام الماضي.

وإلى جانب بوريطة، ضم الوفد المغربي كلا من سفير المغرب في مصر ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية، أحمد التازي، ومدير المشرق والخليج والمنظمات العربية والإسلامية بوزارة الخارجية، فؤاد أخريف، ورئيس قسم المنظمات العربية والإسلامية، عبد العالي الجاحظ.

وانطلق اليوم السبت بالجزائر، اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية، تحضيرا للقمة التي ستنعقد يومي 1 و2 نونبر المقبل، حيث تسلم وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الرئاسة الدورية للقمة العربية في دورتها الـ31 من نظيره التونسي عثمان الجرندي.

وكان خبر أوردته “جون أفريك” عن إمكانية حضور الملك محمد السادس وولي العهد للقمة العربية بالجزائر، قد أثار نقاشا كبيرا الأيام الماضية، وسط مخاوف جزائرية من أن يخطف حضور الملك الأضواء، ويُعتبر الحدث الأبرز في القمة.

وعممت مصلحة التواصل لدى الرئاسة الجزائرية، إخبارا على الصحافة المحلية تفيد بأن الرئيس عبد المجيد تبون يطلب عدم نقل المعلومات التي أوردتها “جون أفريك” حول مشاركة الملك محمد السادس في القمة العربية، وفقا لما نقله موقع “لوديسك” الناطق بالفرنسية.

يُشار إلى أن وزير العدل الجزائري، عبد الرشيد طبي، كان قد حل بالمغرب، نهاية شتنبر الماضي، من أجل تسليم رسالة من الرئيس الجزائري إلى الملك محمد السادس من طرف الرئيس الجزائري، تتضمن دعوة لحضور القمة العربية.

وكانت زيارة وزير العدل الجزائري إلى المغرب، أول رحلة جوية رسمية من الجزائر إلى المغرب، منذ قرار السلطات الجزائرية إغلاق مجالها الجوي في وجه جميع الطائرات المغربية.

وعلى عكس مثل هذه الزيارات الرسمية، لم يدم مقام الوزير الجزائري، حينها، طويلا في المملكة، حيث غادر الرباط مباشرة بعد تسليمه الدعوة إلى بوريطة، في زيارة سريعة لم تتجاوز ساعتين، بما فيه المدة التي استغرقتها إجراءات المطار والنزول والصعود إلى الطائرة.

وبالرغم من أن السلطات المغربية وضعت ترتيبات لاستقبال الضيف الجزائري، من خلال تخصيص فندق “سوفيتيل” بالرباط رهن إشارة الوفد الجزائري لأخذ قسط من الراحة، وتخصيص وجبة غذاء لهم خلال رحلتهم القصيرة، إلا أن الوزير الجزائري أصر على مغادرة المملكة فورا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ سنتين

    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم