مجتمع

توفي في الحراسة النظرية.. أسرة الشبلي تطالب بنتائج التحقيق لمباشرة مسطرة التقاضي (فيديو)

احتجت صبيحة اليوم الخميس، أمام محكمة الاستئناف بمدينة مراكش، عائلة وجيران الفقيد ياسين الشبلي، المتوفي بعد وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية بابن جرير، مطالبين بالكشف عن نتائج التحقيق الذي فتحته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في القضية.

ولم تتمكن عائلة الشبلي، من ولوج باب المحكمة، للقاء وكيل الملك قصد معرفة مستجدات قضية ابنهم، خاصة الاطلاع على نتائج التحقيق والتقرير الطبي الذي أُخضع له الفقيد. بحيث تم منعم من طرف السلطات التي ظلت مرابطة أمام باب المحكمة، مما أدى إلى إغماء أخت الفقيد.

ورفع عائلة “الشبلي” وجيرانه، مسنودين بفعالين حقوقيين من مدينتي ابن جرير ومراكش، شعارات قوية للمطالبة بالكشف نتائج التحقيق، من قبيل: “استحالة استحالة.. نرضى أنا بالمهزلة”، “الشبلي ماشي وحدو.. معه حنايا كاملين”، العائلة هاهي.. والعدالة فينا هي”.

أم الفقيد، قالت في تصريح صحفي لجريدة “العمق”، إن العائلة لم تحصل على نتائج التحقيقات والخبرة الطبية، التي سهرت عليهم الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، مشيرا إلى أنه تم إخبارهم في وقت سابق أنه تم انتهاء البحث التمهيدي.

وأضافت الأم، امباركة معاد، أن روح ابنها “لم تنصف لحدود الآن، ولم تحصل العائلة على حقها في ياسين الشبلي، معلنة تصعيدها بنقل الاحتجاج إلى مدينة الرباط، أمام مقر النيابة العامة.

في ذات السياق، كشفت أخت الفقيد، أنهم تلقوا وعودا وضمانات من عند مسؤولين كبار، بأن البحث سيمر في ظروف تتسم بالشفافية والمصداقية، “وتبعا لهذه الوعود قمنا بدفن أخينا، لأننا وضعنا ثقتنا في في المسؤولين وفي المؤسسات، فإذا بنا أصبحنا نُمنع من ولوج المحكمة لمعرفة مستجدات القضية”.

وأضافت أخت الشبلي، أن حضورهم المتكرر أمام محكمة الاستئناف اليوم، يروم الحصول على تقرير التشريح الطبي وتقرير الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من أجل مباشرة عملية التقاضي، “ومحاسبة المتورطين في قتل أخي”، وفق تعبيرها.

هذا وقد أثار تأخر الكشف عن نتائج التحقيق في قضية وفاة الشاب ياسين الشبلي، الذي كان موضوعا تحت تدبير الحراسة النظرية بمدينة بن جرير، (أثار) شكوكا لدى عائلة الفقيد، والمتتبعين لأطوار القضية، خاصة بعد ظهوره في فيديو يحمل آثار ضرب وتعذيب.

وحسب المعطيات المتوفرة، فإن أسرة الفقيد ياسين الشبلي، تظل مرابطة أمام محكمة الاستئناف بمراكش، للمطالبة بالكشف عن نتائج التحقيق خاصة بعد ما بلغها أن الشرطة القضائية “أنهت تحقيقها، وقدمته للنيابة العامة بمراكش”.

في هذا السياق، علق الناشط محمود هرواك، إن أسرة الفقيد تحتاج “للتنويه، لأنها انتظرت وصبرت بحكمة وضبط للنفس ووثقت في إدارة الأمن الوطني، الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، والنيابة العامة رغم مرارة فقدان فلذة كبدها”.

وأضاف هرواك على حساب الخاص فيسبوك، أنه بدأ ينفذ صبر الأسرة بعد أن تحسست غموضا وتباطؤا في الإعلان عن النتائج من النيابة العامة على الرغم من علمها بأن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أنهت مهمّتها ووضعتها فوق طاولة السيد الوكيل العام للملك”.ودعا المتحدث، إلى عدم التعامل مع القضية بـ”منطق كبش الفداء”، مطالبا بالكشف عن نتائج التحقيق في أسرع وقت لأن “الصمت والتباطؤ سم سرطاني قاتل”، وفق تعبيره.

وكانت عائلة الفقيد قد اتهمت رجال الأمن بـ”ضرب وتعذيب” ابنهم داخل مخفر شرطة المنطقة الإقليمية للأمن الوطني بابن جرير أثناء تواجده رهن الحراسة النظرية.

وقالت العائلة في خرجاتها الإعلامية إن ما تعرض له الفقيد، “نتج عنه وفاته ومن تم حرمانه من الحق في الحياة”، مشيرة إلى أنها تتوفر على أشرطة مرئية غير المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، أكثر وضوحا، تتحفظ على نشرها.

كما أنها أعلنت تشبتها بالمتابعة القضائية من أجل الحصول على حق ابنها “بكل ما نملك من عزم وإرادة، متسلحين بثقتنا وفي مؤسسات الدولة الرسمية وفي كل الهيئات والفعاليات الحقوقية وهيئة الدفاع دون تراجع ولا استسلام”، وفق بيان نشرته العائلة.

جدير بالذكر أن بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني، قد أفاد بأن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية هي التي عهد إليها بالقيام بالأبحاث والتحريات الضرورية، للكشف عن الظروف والملابسات الحقيقية المحيطة بوفاة الشاب ياسين الشبلي، الذي كان موضوعا تحت تدبير الحراسة النظرية بمدينة بن جرير.

وذكر بلاغ للمديرية، أن المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي، وجه تعليمات صارمة لجميع المصالح الأمنية المختصة، من أجل توفير كافة الإمكانات البشرية والتقنية اللازمة لدعم إجراءات البحث، وذلك بغرض استجلاء الحقيقة كاملة وتحديد المسؤوليات على ضوئها.

وكانت مصالح الأمن بمدينة ابن جرير قد أعلنت، أمس الخميس، عن تسجيل وفاة شخص كان موضوعا تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية بحث قضائي، خلال نقله للمستشفى، وهو ما استدعى الاحتفاظ بجثته بالمستشفى رهن التشريح الطبي وفتح بحث قضائي لتحديد ظروف وملابسات هذا الحادث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *