آخر أخبار الرياضة، مونديال 2022

تجاهله الإعلام الجزائري.. أداء “الأسود” في قطر يداوي جروح السياسة بين الجارتين

بالرغم من التجاهل الذي تعاملت به منابر إعلامية جزائرية مع مباريات المنتخب المغربي ضمن منافسات كأس العالم المقامة بقطر، فإن الشعب الجزائري أصر على إظهار دعمه ومساندته لمنتخب الأسود.

وذكرت صحيفة “جون أفريك” الفرنسية أن الجزائريين أشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي بالدعم والمساندة لأسود الأطلس خاصة بعد التفوق على بلجيكا وكندا وبلوغهم الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخ المنتخب المغربي.

وأضافت الصحيفة أن بعض الجزائريين عرضوا بفخر العلم الأحمر مع النجمة الخضراء كإشارة على الدعم والمساندة لأسود الأطلس، فضلا عن انتشار صور ومقاطع فيديو للمشجعين الجزائريين وهم يحتفلون بالانتصارات المغربية في الدوحة إلى جانب أشقائهم وجيرانهم المغاربة.

وفي هذا السياق، أشاد المعلق الرياضي في قنوات BeIN Sports، الجزائري حفيظ دراجي، بأسود الأطلس وهنأهم على حسابه بتويتر قائلا: “ألف مبروك للمنتخب المغربي وجماهيره الكروية تأهل أسود الأطلسي المستحق إلى ثمن نهائي كأس العالم للمرة الثانية بعد مونديال 1986. مواجهة إسبانيا أو ألمانيا في ثمن النهائي ستكون محفزة لتحقيق مفاجئة المونديال .. برافو”.

أما الصحافي الجزائري سعيد بودور، فقد نشر تدوينة على حسابه بالفيسبوك يحكي فيها ما حدث له في يوم مباراة كندا والمغرب وهو في طريقه إلى المنزل.

وقال في تدوينته التي تمت مشاركتها على نطاق واسع: “كُنت في الطريق نحوُ المنزل، لم تكن هُناك زحمة مرورية كتلك المعهُودة مساء كل “خميس وهران” التي تُؤذن لنهاية الأسبوع، فجأة سمعتُ صراخ قوي ذكرني بصراخ مباريات كأس العرب وكأس إفريقيا للامم بمصر، صرخاً قوياً على جانبين الطريق يصدح من المقاهي”.

وتابع: ” قلت لسائق الأجرة أكيد كندا سجلت هدفاً ضد المغرب، اخرجت هاتفي وتفقدت الهدف على النت، وإذا به هدف ثاني للمنتخب المغربي في مرمى كندا”، مضيفا: “فقلت في نفسي: صدقت شوارع الشُعُوب وكذبت منابر السياسية”.

تدوينة الصحفي بودور لقيت تفاعلا واسعا من المتابعين، إذ علقت “كنزة خاتو” على هذه التدوينة قائلة: “لم أؤمن أبدًا بأنّ شعبي البلدين خصمان أو عدوان، لكن للأسف بعض الأشخاص سينعتونك بـ “الجالية المغربية” لأنّك أوّلا صحفي نقلت حقيقة رأيتها اليوم وثانيًا واقعي لأنّك تفرّق بين الشعبي والسياسي والعسكري”.

أما الإعلامية الجزائرية بقناة الجزيرة الإخبارية، خديجة بن قنة، فقد غردت عبر حسابها بتويتر قائلة: “مبارك الفوز لكل الجماهير العربية بتأهل فريق المغرب.. فوز مستحق عن جدارة”، قبل أن تقوم في وقت لاحق بنشر صورة لمشجع يلبس قميصا رياضيا مكتوب عليه “المغرب والجزائر” وأرفقته بعبارة “الرياضة تداوي جروح السياسة”.

وقالت الصحيفة الفرنسية جون أفريك: “وبعيدا عن الحدود المغلقة منذ عام 1994، وجد الجزائريون والمغاربة أيضا طريقة للاحتفال معا بهذا الانتصار التاريخي في الحدود بين مدينة السعيدية المغربية وميناء مرسى بن مهيدي الجزائري، كما هو موضح في بعض مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكر موقع “مغرب إنتلجنسيا” أن تعليمات صارمة وجهت لوسائل الإعلام الجزائرية بعدم نشر أي محتوى إعلامي يتعلق بالأداء المبهر للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم خلال مشاركته في مونديال 2022 الذي يقام في قطر.

وحسب الموقع، فإن هذه التعليمات أبلغت بها مديرية الاتصال وديوان القصر الرئاسي بالمرادية، حيث تم إطلاع وسائل الإعلام العامة مثل وكالة الأنباء الجزائرية ووكالة الأنباء الحكومية الجزائرية والتلفزيون الجزائري الحكومي وفروعه المختلفة، مباشرة من قبل مجلس الرئاسة الجزائرية من أجل تجاهل أي أداء جيد للمنتخب المغربي في مونديال 2022.

ودعت الرئاسة الجزائرية وسائل الإعلام المحلية العمومية منها وحتى بعض وسائل الإعلام الخاصة إلى فرض رقابة على أي محتوى يمكن تفسيره على أنه “نقطة إيجابية” لصالح المغرب.

وحسب المصادر ذاتها فإن خطة الاتصال “المعادية” للمغرب تم تطويرها وإعدادها من قبل 3 مستشاري الرئاسة الجزائرية وهم عبد اللطيف بلقيم وعبد الوهاب بوكروح وعبد الحفيظ اللهوم، هذا الأخير أعلن عن مغادرته وتعيينه قريباً سفيراً للجزائر في بلد من دول أوروبا الشرقية.

كما كشفت الموقع ذاته أن عبد الحفيظ اللهوم هو أحد العقول المدبرة للنظام الجزائري المناهضة للمغرب، مضيفا أن قصر “المرادية” يواصل عبر أجهزته المختلفة “شيطنة” أي عمل أو نهج من المغرب، حيث يعتبره “عدوا لدودا أبديا”.

وتجاهل التلفزيون الجزائري الرسمي الحديث عن الانتصار المغربي أمام بلجيكا، واكتفى بالحديث عن نتيجة اللقاء الثاني من مجموعة المنتخب المغربي التي جمعت بين كرواتيا وكندا، وهو الأمر ذاته الذي قامت به وكالة الأنباء الجزائرية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • 'غزاوي
    منذ سنة واحدة

    مجرد تساؤل. ماذا عن تصنيف "الراي" الجزائري !!!؟؟ جميل جدا، أن يُكتب عن "تجاهل" الإعلام الرسمي الجزائري لأسود الأطلس، لكن لا أحد كتب عن تجاهل الإعلامي المغربي عن تصنيف منظمة "يونيسكو" فن "الراي الجزائري" على قائمة التراث الإنساني، رغم أن القرار صدر خلال اجتماع المنظمة في الرباط. ربما ذلك أيضا بأوامر ملكية.

  • غزاوي
    منذ سنة واحدة

    مجرد تساؤل. ماذا عن تصنيف "الراي" الجزائري !!!؟؟ جميل جدا، أن يُكتب عن "تجاهل" الإعلام الرسمي الجزائري لأسود الأطلس، لكن لا أحد كتب عن تجاهل الإعلامي المغربي عن تصنيف منظمة "يونيسكو" فن "الراي الجزائري" على قائمة التراث الإنساني، رغم أن القرار صدر خلال اجتماع المنظمة في الرباط. ربما ذلك أيضا بأوامر ملكية.