مجتمع

بنزاكور: حضور أمهات اللاعبين بالمونديال تشبث بالهوية والتلاحم الأسري للمغاربة

أثار رد فعل اللاعبين بعد انتصارهم في كل مباراة بمعانقة أمهاتهم، اهتمام كبريات الصحف العالمية، التي خصصت حيزا كبيرا للحديث عن حضور أمهات اللاعبين وتأثيره على أدائهم.

وخصصت صحف عربية، أعدادا كاملة للحديث عن الانجاز التاريخي للمنتخب الوطني المغربي بمونديال قطر ببلوغه النصف النهائي، منها جريدة الوطن المصرية، التي تحدثت عن الحضور الوازن لأمهات اللاعبين، حيث عنونة إحدى مقالاتها بـ”الأم هي كلمة السر”.

وفي هذا السياق، قال الأستاذ الجامعي المتخصص في علم النفس الاجتماعي، محسن بنزاكور، إن الإضافة النوعية التي استند إليها المدرب الوطني وليد الركراكي، والجامعة الملكية لكرة القدم، هو السهر على حضور عائلات اللاعبين لمساندة أبنائهم في مونديال قطر 2022.

هذا الحضور العائلي حسب تصريح بنزاكور لجريدة “العمق”، ناتج عن عمق حضور الأسرة المغربية في ذهنية اللاعب المغربي، والمواطن المغربي بشكل عام، وبالتالي، فهذا الدور، يترجم مصطلح رضاة الوالدين، الذي يعني الارتباط الروحي والوجداني بالوالدين والأسرة.

وأضاف أن هذه المفاهيم كانت حاضرة في ذهن المدرب الوطني، مشيرا إلى أنها ساهمت بشكل فعال في خلق التحفيز لدى لاعبي المنتخب المغربي، حيث إن حضور هذا الرابط الأسري، تزكيه احتفالات اللاعبين مباشرة بعد انتهاء كل مقابلة، مع عائلاتهم، وبالخصوص مع الوالدة.

وحول التركيز على الأم بالضبط، شدد بنزاكور، على أن لحمة الأسرة تتشكل عبر الأم، بصبرها وعاطفتها وتضحيتها، لأن الأم تشكل الارتباط والهوية، وامساك اللاعب بيد أمه والجري بها وسط الملعب والرقص معها، كما فعل سفيان بوفال بعد انتصار المنتخب على البرتغال وتأهله لنصف نهائي مونديال 2022، دليل على الارتباط الروحي والهوياتي والوجودي والاجتماعي للأم، وهو وجود مستمر.

واعتبر أستاذ علم النفس الاجتماعي، أن الأم، تشكل تلك النقطة التي تجمع شمل الأسرة، وبالتالي هذا البعد الثقافي والوجداني لا يمكن انكاره في الأسرة المغربية، لأن قوة الأسرة حاضرة على أعلى مستويات وإن كان الأمر يتعلق بالرياضة، لأنه مهما كانت مكانة ومسؤولية الشخص، فلا يعني انسلاخه عن جذوره وانتمائه الأسري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *