حوارات، سياسة

“خمسة أسئلة”.. مرور سنة على الانتخابات بمراكش وسط غياب لمسة المنصوري

مرت سنة كاملة على انتخاب وتكوين المجلس الجماعي لمدينة مراكش، وعنوان هذه السنة عند المتتبعين هي الغيابات المتكررة لعمدة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري (بحكم مسؤوليتها الوزارية) عن أشغال الدورات ولجان المجلس، إضافة إلى انعدام مشاريع تنموية على أرض الواقع من لمسة هذا المجلس.

وبالبرغم من التدشينات التي قامت بها عمدة المدينة لمجموعة من المرافق العمومية هذه السنة، إلا أنها مشاريع مُنجزة ومكتملة قبل توليها عمودية المدينة. كما أن البنية التحتية والمساحات الخضراء للمدينة “العالمية” أصبحت مهترئة، وأغلب الشوارع الكبيرة وسط المدينة محفرة، علاواة على انتشار الأزبال والأوساخ في الأماكن العامة وفي المزارات السياحية.

ولنقاش هذا الموضوع، ارتباطا بعمل المجلس الجماعي لمراكش، تستضيف جريدة “العمق” الناشط المدني، عادل أيت بوعزة، في فقرة “خمسة أسئلة”، لمعرفة نقاط قوة وضعف المجلس، وأسباب غياب المعارضة فيه، وهل تم تغييبها أم غيبت نفسها؟ وعن مآل مشروع محاربة الكلاب الضالة الذي خصصت له ميزانية 900 مليون سنتيم دون أن يكون لذلك أثرا على أرض الواقع؟

بعد سنة على تشكيل المجلس الجماعي لمراكش، كيف تقيِّم انجازات المجلس، وهل استجاب لانتظارات الساكنة خاصة التي وعد بها المواطنين في الانتخابات الماضية؟

بداية، لابد من الإشارة إلى أن انتظارات المواطنين من منتخبي مدينة مراكش كانت كبيرة جداً، وأن الإنتخابات السابقة جرت معها تغييرات كثيرة وعميقة على مستوى المجلس الجماعي لمدينة مراكش، إذ أن الناخب المراكشي كان يراقب ويلاحظ أداء حزب العدالة والتنمية في التدبير الجماعي والحكومي، حتى انتهاء ولايته، والذي أعطى مفاتيح جماعة مراكش لحزب الأصالة والمعاصرة الذي يقود الآن تحالفاً متنوعاً مع عدة أحزاب.

أما بخصوص حصيلة السنة الأولى للمجلس الجماعي لمراكش، فيصعب الحديث عن إنجازات ملموسة، غير أن هناك نجاحات في تدبير بعض القطاعات؛ كالتعمير والمداخيل والأسواق الكبرى، مع تحسن في قطاع الإنارة العمومية. كما أن هناك نواقص أخرى بادية للجميع على مستوى تدبير قطاعات أخرى؛ كالنظافة ومشكل الكلاب الضالة على سبيل المثال.

وفي جانب آخر، لقد نجح المجلس في سنته الأولى في إعداد برنامج عمل الجماعة بطموح كبير وروح تشاركية عالية مع مجالس المقاطعات وأيضا المجتمع المدني. 

من خلال الأعضاء المكونين للمجلس الجماعي لمراكش، يقول اللعض أنه تم التخطيط لتغييب المعارضة، كيف ترى هذا؟ وكيف يؤثر على عمل المجلس؟

بطبيعة الحال، تلعب المعارضة أدوارا أساسية في توجيه الأغلبية وفي مراقبة عملها، من خلال تتبع قضايا المواطنين ونقلها إلى دورات المجلس الجماعي، غير أن تركيبة الأغلبية داخل مجلس جماعة مراكش تبقى قوية بحكم تواجد أحزاب كثيرة ومتعددة، ويكاد يسمع صوت المعارضة داخل دورات المجلس بل إن رئيس فريق المعارضة المنتمي لحزب الحركة الشعبية، يبدع أكثر من غيره في تقديم عبارات الثناء والشكر والتقدير لعمل عمدة المدينة و فريقها.

هذا الوضع يطرح إشكالاً كبيراً، لكن في المقابل لا أعتقد أن هناك تغييب للمعارضة، أو أن عمدة المدينة لها نية في ذلك، فالمعارضة غائبة بقرار منها، بل هي من تفضل الدفاع عن الأغلبية، والحقيقة هي أن العديد من المستشارين المحسوبين على المعارضة يخافون من قطع مصالحهم الجماعية، لذلك فهم يفضلون لعب الأدوار بهذا الشكل.

هل يؤثر الغياب المتكرر للمنصوري عن دورات ولجان المجلس ومكتب العمدة على أداء المجلس؟

بكل تأكيد، غياب المنصوري يؤثر بشكل كبير على أداء المجلس، والدليل على ذلك هو الديناميكية التي تعطيها لعمل المجلس أثناء حضورها، كما أن شخصية المنصوري تحظى باحترام واسع من طرف جميع الأطياف السياسية داخل المجلس وخارجه، وفي نفس السياق لابد من الإشارة إلى أن عمدة المدينة فوضت تقريباً كل اختصاصاتها إلى نوابها وأيضا إلى رؤساء مجالس المقاطعات، لذلك يبدو أن هناك بعض القطاعات التي تسير بشكل جيد، على عكس قطاعات أخرى، ونفس الشيئ بالنسبة لمجالس المقاطعات الخمس بالمدينة. 

أثار موضوع الكلاب الضالة، وما يزال يثير تذمرا كبيرا لدى الرأي العام المحلي، خاصة بعد الحديث عن رصد ميزانية بقيمة 900 مليون سنتيم لمحاربة الظاهرة، ما تعليقك على هذا الوضع؟

لا يمكن لأحد أن ينكر أن ظاهرة الكلاب الضالة أصبحت تؤرق بال الشارع المراكشي بشكل كبير، في ظل تزايد التخوفات من الهجمات المتتالية لأسراب الكلاب الضالة على المواطنين، وقد خلف ذلك بالفعل إصابات عديدة للمواطنين، بل إن بعض الوفيات تم إحصائها نتيجة لهذه الظاهرة، لكن وحتى يفهم الجميع صعوبة التعامل مع هذه الظاهرة فإن المجالس الجماعية أصبحت ملزمة بتطبيق دوريات متتالية لسلطة الوصاية (وزارة الداخلية) في هذا الموضوع . 

وعلى هذا الأساس فإن المجلس الجماعي لمدينة مراكش، مجبر على التعامل مع هذه الظاهرة بإنسانية، إذ أصبح لا يسمح الآن بإعدامها بشكل مباشر، بل من المفروض عليه بالتنسيق مع الجماعات الترابية في محيط المدينة، العمل على إنشاء ملجأ للكلاب الضالة حيث يتم تعقيمها وتلقيحها، وإعادتهم في ما بعد إلى الشارع وهذا الإجراء من شأنه أن يساهم في تقليص عددهم في الوقت القريب والمتوسط، خصوصاً في ظل التعقيدات الإدارية والبشرية في هذا الموضوع. 

وبخصوص الميزانية المخصصة لبناء ملجأ الكلاب الضالة، والتي بلغت 900 مليون سنتيم، فإن ولحدود اليوم بدون أية نتيجة على أرض الواقع.

في نظرك ماهي أبرز نقطة يجب على المجلس الجماعي لمراكش العمل عليها وإخراجها لأرض الواقع قبل انتهاء ولايته الجارية؟

من الصعب تحديد الاولويات المتعلقة بنشاط المجلس الجماعي، لكون انتظارات الساكنة كبيرة وموضوعية في الوقت نفسه. وعلى سبيل المثال، يتعين حل مشكل النظافة بالمدينة، وأتمنى حقيقةً أن يكون المجلس الجماعي قادر على تجاوز عقبات كناش التحملات الرديئة.

ويجب أيضا على مجلس المنصوري العمل على تسهيل المساطر الإدارية التي تواجه المواطنين وتشجيع الاستثمار بإرادة سياسية قوية، علاوة إيجاد حل مشكل النقل العمومي، والذي يستوجب تحسينه وتجويده، خصوصا خطوط طلبة الكليات والمدارس العليا.

كما أنه من الضروري العمل على إنجاح برنامج عمل الجماعة الذي قلنا سابقا بأنه طموح، والعمل على تعبئة الموارد المالية المخصصة لإنجازه على أرض الواقع، لأن البرامج على الورق تكون دائما أسهل من التنفيذ، ومسؤولية ذلك لا تقع فقط على فاطمة المنصوري عمدة المدينة بل على كافة المنتخبين والإداريين التابعين للمجلس الجماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Ahmed
    منذ سنة واحدة

    مراكش اصبحت مهمشة مند عهد الخوانجية اصحاب اللحي والٱن ومع تولي المنصوري لم نشهد اي تحول يدكر كباقي مدن المغرب طنجة الرباط الدار البيضاء واكادير التي تعرف طفرة مهمة في كل المجالات والبنيات ماتم انجازه في مراكش هو كثرة الضوضانات وكفى اصبحت مراكش عاصمة الأزبال بامتياز والحفر في جميع الطرقات