مجتمع

تأخر تزويد إقليم طاطا بمروحية طبية يضع أيت الطالب في مرمى الانتقادات

SAMU

استياءٌ كبيرٌ يعترِي ساكنة إقليم طاطا حيال التعثر الذِي تعرفهُ عدد من الخدمات المرتبطة بالقطاع الصحي بالمنطقة، خصوصا ما يتعلق بتعثر توفير مروحية طبية لنقل الحالات المستعجلة بالإقليم سالف الذكر، التي من شأنها أن تعزز خارطة الطريق الجديدة لتجويد النقل الصحي.

وعبرت عدد من الفعاليات المدنية والسياسية في تصريحات متطابقة لموقع “العمق”، عن صدمتها من تلكؤ وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بخصوص توفير هذه الخدمة الطبية، واعتبرت أن هذا الأمر يثير الاستغراب، ويطرح أكثر من علامة إستفهام.

عمر نيت القاضي، فاعل مدني بإقليم طاطا، قال إن“النقل الطبي بإقليم طاطا يعتبر نقطة سوداء تلطخ المنظومة الصحية بالإقليم بشهادة الجميع، وذلك بالرغم من حرص الوزارة الوصية على تفعيل خدمة جديدة (11-SAMU) لنقل المرضى على متن مروحيات وسيارات إسعاف مجهزة بلوجيستيك الدعم والمواكبة، وطاقم طبي وتمريضي متخصص في طب المستعجلات والكوارث، إلا أن إقليمنا تم اقصائه من خدمة (11-SAMU)”.

وأشار نيت القاضي ضمن تصريح لجريدة “العمق”، أنه “بين بلاغات وزارة الصحة المشيدة بتدخلات أطرها والواقع المعيش بالمستشفى الاقليمي وبين مستشفيات القرب في طاطا ضاعت أرواح بشرية ووصلت أخرى متأخرة إلى مراكز الاستقبال، وذلك في ظل غياب إستراتيجية واضحة لتقنين هذه العملية وجعلها مرتبطة بقانون واضح يحدد شروط وظروف العملية، وكذا هوية وتخصص المرافق الطبي حسب حالة كل مريض وما يستدعيه وضعه الصحي”.

وسجل المتحدث ذاته أن “النقل الصحي أوتوجيه المرضى من المركز الاستشفائي بالاقليم إلى مستشفيات أكثر تجهيزا يعد حدثا في المدن الداخلية غير عاد بالنسبة للكثيرين ممن عاشوا المحنة، إذ يصبح البحث عن سيارة إسعاف كمن يبحث عن إبرة في كومة قش، فلازال العديد من المواطنين الطاطاويين  يئنون تحت وطأة آلام المرض، فمنهم من لقي حتفه ومنهم من ينتظر، نظرا لكونهم أقلية في نظر وزارة الصحة، لكنهم كثر على أرض الواقع، قادهم المرض إلى خوض تجارب قاسية خلف نسب عجز متفاوتة، وذاكرة حبلى بساعات من المعاناة، ذنبهم الوحيد أنهم تواجدوا في الوقت والمكان الخطأ ”.

وأشار الفاعل المدني، أن “مشاكل كبرى وفوضى عارمة تلك التي يعيشها النقل الصحي بطاطا، وتتأرجح بين غياب سيارة الإسعاف وافتقارها للعتاد اللوجستيكي، ومحدودية الخدمات المقدمة من طرف الأطر التي تؤمن هذه العملية، مع ضيق الطرقات ووُعورة فِجاجِها، في انتظار رحمة تنزل من السماء، لذلك فإن سيارات الإسعاف بطاطا هي بمثابة أسطول للموت ”.

ولفت المصدر ذاته، أن“عملية التنقيب عن سيارة الإسعاف واللوجيستك والموارد البشرية لمرافقة المريض، تبدأ بمجرد اتخاذ قرار التحويل أو التوجيه في غياب تام لأي برنامج استعجالي أو مصلحة متخصصة كما تنص عليه التوصيات العالمية والعلمية التي تحث على وجود فريق طبي متكامل، من طبيب ومنسق ومنظم للعمليات وممرضين، إضافة إلى سيارات إسعاف مجهزة وأخرى للحالات الاستعجالية التي تتطلب معدات بيوطبية متقدمة، وسط الضغط الكبير الذي يحمله على عاتقه الممرض في سبيل إنجاح هذه المهمة الكبيرة ”.

وطالب نيت القاضي الجهات الوصية بـ“ التسريع بتوفير توفير مروحية طبية لنقل الحالات المستعجلة بالإقليم، بإعتبار أن هذه الخدمة أصبحت مطلبا ملحا وآنيا، خصوصا وأن أغلب المستشفيات المحلية تقوم بتحويل أكثر من عشر حالات يوميا إلى المستشفى المركزي بطاطا والذي بدوره يقوم بتحويل معظم هذه الحالات إلى المستشفيات الجهوية والجامعية في ظروف غير انسانية، طلبا لعلاجات متقدمة”.

وفي سياق متصل، وجهت نعيمة الفتحاوي، عضوة المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، دجنبر الجاري، سؤالا كتابيا لوزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد أيت الطالب، تسائله فيه عن الإجراءات التي ستتخذها الوزارة لتمكين ساكنة إقليم طاطا من الاستفادة من خدمات هذه الآلية المستعجلة من أجل سلامتهم وإنقاذا لأرواحهم.

وسجلت البرلمانية في سؤالها، أن “ساكنة إقليم طاطا الشاسع تعاني جراء غياب مروحية طبية خصوصا فيما يخص الحالات الحرجة والخطيرة التي يقتضي نقلها استعجالا إلى خارج الإقليم”.

وأشارت الفتحاوي، أن“ هذه الوضعية نجم عنها حالات وفاة، خصوصا في صفوف النساء الحوامل وضحايا الحشرات والحيوانات السامة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *