مجتمع

صحافيون مغاربة يعتبرون زيارة إسرائيل “طعنة للفلسطينيين”

اعتبر صحافيون مغاربة، أن زيارة وفد صحافي مغربي إلى “إسرائيل” هو طعنة للفلسطينيين وخطوة تطبيعية تعاكس إرادة المغاربة الرافضين للتطبيع مع الكيان الصهيوني، مشيرين إلى أن الوفد المعني لا يمثل المغاربة، ومشددين على أن الصحافة يجب أن تظهر الحقيقة وتخدم الإنسان وليس الدفاع عن المحتل والقاتل والمغتصب.

الصحافة ليست خنجرا لطعن الأطفال

ماجدة أيت الكتاوي، الصحافية بموقع “هسبريس”، اعتبرت أن زيارة وفد من الصحفيين المغاربة لإسرائيل لتلميع صورتها إساءة للجسم الصحفي المغربي أولا، وإساءة للشعب المغربي الذي لطالما ناصر القضية الفلسطينية ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وأضافت في تدوينة فيسبوكية: “الصحافة وفق فهمي وطريقة اشتغالي، لطالما كانت في خدمة القضايا الإنسانية أولا وأخيرا، تجيب عن الأسئلة المؤرقة وتبرز مكامن الخلل والظلم، وترفض الحكرة والاستبداد والاستبلاد وتدافع عن القضايا العادلة”.

واعتبرت أنه لا مكان في الصحافة “لاستعمال القلم خنجرا لطعن إخوة لنا قتل أطفالهم وهدمت بيوتهم وحرقت أشجار الزيتون على أراضي أجدادهم وتساقطت عليهم القنابل العنقودية والفسفورية على مرأى ومسمع من الجميع”، مسائلة الصحافيين الذين زاروا “إسرائيل” بالقول: “بربكم، أي صورة ستُجملون؟”.

لن يزوروا جدار الفصل

سناء القويطي، الصحافية بأسبوعية “التجديد”، علقت على زيارة الصحافيين المغاربة لتل أبيب بالقول: “مشاو لإسرائيل باش يشوفوها من الداخل لا كما يصورها الإعلام العربي، زيارة لرؤية العمارات الشوارع المؤسسات الشركات والحدائق، سيجدونها دولة ديمقراطية جميلة تختلف عن دولنا السائرة في طريق النمو”.

غير أن الصهاينة لن يأخذونهم لزيارة المعابر وجدار الفصل، تضيف القويطي في تدوينة لها، متسائلة بالقول: “هل سيأخذونهم لزيارة مخيمات اللاجئين، ولمعاينة الحفريات تحت المسجد الأقصى، هل سيأخذونهم لرؤية السجناء في معتقلات الاحتلال، هل سيأخذونهم ليستمعوا للأطفال والرجال والنساء الذين أعطبتهم القنابل والبنادق، هل سيطلقون عملية حربية ويطلعوهم على الأهداف من المنازل والمستشفيات والمدارس”.

عروض التطبيع بغطاء السياحة

الصحافي عبد العزيز كوكاس، كشف أن صحافيا عرض عليه قبل 3 أشهر “تلبية دعوة رسمية من وزارة الخارجية “الإسرائيلية” لسفر 6 صحافيين مغاربة إلى إسرائيل”، مشيرا إلى أنه أيضا في بداية شتنبر الماضي، اتصل به صديق آخر له معروف بعلاقته مع الأمريكيين والإنجليز، وقدم لي شابة بأنها تشتغل بلبنان بمركز للسلام ، حيث قدمت له “عرضا جادا تحت غطاء السياحة بإسرائيل”، مشيرا إلى أنه رفض بقوة السفر إلى “إسرائيل” في كلا العرضين تحت أي مسمى.

كوكاس قال في تدوينة له، إن مهمة الصحافة هي في الانتصار لقيم السلام والعدالة والحرية والكرامة، مشيرا إلى أن “إسرائيل” لا تجسد اليوم أي من تلك القيم حتى تغرينا بالتطبيع المضر بقضية وجود إنساني يسعى أن يدافع عن حقه في الوجود والعيش الكريم”، معتبرا أن زيارة وفد من الإعلاميين المغاربة إلى “إسرائيل”، جاء في قمة الهجوم “الإسرائيلي” على الإنسان الفلسطيني وتراثه الحضاري وحقه في الوجود.

أشباح لا يمثلون المغاربة

عبد الله البقالي، مدير نشر جريدة العلم ورئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، اعتبر أن الصحافيين المغاربة الذين زاروا “إسرائيل” هم “أشباح لا يمثلون إلا أنفسهم، وكل الهيئات المهنية بالمغرب مع القضية الفلسطينية”.

وقال في تصريح لجريدة “العمق”، إن “مثل هذه الزيارات تتم خلسة ودون الإعلان عنها وعدم الكشف عن هوية أصحابها، وهو ما يؤكد على أنهم يقرون باقتراف فعل غير مقبول لدى الرأي العام المغربي، وهذه فيها إدانة لوحدها”.

واعتبر المتحدث، أن زيارة الكيان على نفقة الحكومة “الإسرائيلية” هو مشاركة فعلية في هذا العدوان والتقتيل، “والشعب المغربي يفرض هذه الزيارة ويرفض هؤلاء الأشباح الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، وننتظر أن يزيدهم الرأي العام إدانة فوق الإدانة التي اقترفوها بأنفسهم بعدم الكشف عن هويتهم”.

الصحافيون المطبعون

عبد الصمد بنعباد، الصحافي المغربي بموقع “عربي 21” الدولي، أشار إلى أن الكثيرين يزورون الكيان الصهيوني من مختلف المهن والحرف والمواقع الاجتماعية، “لكن يبقى مرفوضا دوما أن يكون بين زوار هذا الكيان صحافي، لسبب بسيط أن الصحافي عند الناس هو المدافع الأول عن الحقيقة وعن الإنسان وعن القيم”.

واعتبر في تدوينة له، أنه من الطبيعي أن يكون حجم الغضب من “الصحافيين المطبعين” أكبر عند مقارنتهم بغيرهم من الفئات المهنية، مشددا على أن الحقيقة تقول: هذا الكيان قاتل ومحتل ومغتصب، وفق تعبيره.

كما طالب محمد لغروس، رئيس تحرير موقع “العمق المغربي”، النقابة الوطنية للصحافة المغربية باتخاذ موقف واضح من زيارة الوفد الصحافي المغربي للكيان الصهيوني.

يُذكر أن وفدا يتكون من 7 صحافيين مغاربة، قاموا بزيارة إلى “إسرائيل”، بهدف “تغيير الصورة السلبية التي تظهر فيها “إسرائيل” في المغرب”، حسب ما أكده الناطق باسم وزارة الخارجية “الإسرائيلية” باللغة العربية، حسن كعبية، بينما أدانت حركة حماس هذه الزيارة في تصريح للناطق الرسمي باسمها فوزي برهوم، معتبرة إياها “جريمة بحق الشعب الفلسطيني”.