منتدى العمق

خواطر عائد إلى الله

الأقدام التي تتردد على الصلوات الخمس في المسجد هي نفس الأقدام التي ستطأ الجنة،والأعين : التي غضت عن المحرمات والتي باتت تحرس في سبيل الله والتي بكت من خشية الله هي الاعين التي سترى الله سبحانه وتعالى في جنة الخلد. قال الله تعالى:” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”، تزكية النفس وتطهيرها من الآثام،وتنمية الخير فيها أمر واجب، قال أحمد الراشد :” إذا دخل النور والعرفان إلى القلب خرج منه الزور والبهتان “،المسلم الحق عليه أن ينشط لعبادة الله وعليه أن يحارب العجز والكسل والفتور في نفسه، وكلما كان قرآني سني فسيفتح الله له من علمه الواسع،وسيرزقه من حيث لا يحتسب.

قال ابن القيم الجوزية رحمه الله:” الإنسان يكون مستقيما على الصراط يوم القيامة بقدر استقامته عليه في الدنيا”،والتوبة النصوح والرجوع إلى الله بداية الطريق إلى الله،وجوهر الإستقامة ألا تلتفت للمغريات وأن تزهد في الدنيا،وأن تملأ أوقات فراغك بالمفيد من الأعمال الصالحة، تتمثل معالم طريق الله في سير الأنبياء وحياة الصحابة،والاقتداء بهم يوصل إلى الهداية..قال محمد إقبال:” تمثل لي الله سبحانه وتعالى في المنام فقال لي:” هل أعجبك عصرك قال قلت لا يا رب قال:” إذن حطمه وامض”.

المسلم الحق يسلك طريق الله بتبصر ويتقي الله حقيقة كي يرشد ويهتدي، وكلما حافظ على الفرائض وتقرب إلى الله بالنوافل فسيغفر الله له ذنوبه خاصة إذا ندم كثيرا،واستغفر ربه وأناب الى الله،وأحسن الظن بالله وابتعد عن طريق النار والضلال والبعد عن الله.

رحمة الله واسعة،وكلما اعتصم المسلم بالله فسيهديه الله إلى صراطه المستقيم، وإذا تصالح المسلم مع المسجد بدوام التردد عليه،وإذا طلب العلم النافع الذي يورث العمل الصالح، ووضع ما يعرفه في نقطة الفعل وكان جادا،وابتعد عن اللهو واللعب وقطع صلته برفقاء السوء في الواقع والانترنيت، فسيهدي الله قلبه لمحبة دينه وكتابه،وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

المسلم الحق لا يأمن من مكر الله،وعليه أن ينظف ماضيه من الذنوب التي اقترفها قبل فوات الأوان ليغفرها الله له ويعفو عنه،وكلما طهر المسلم قلبه فستتطهر جوارحه،وطول الأمل يقسي القلب،لذلك على المسلم أن يتزود بالتقوى،وصالح الأعمال قبل فوات الأوان.

يعلم المؤمن بالله أن رزقه وأجله بيد الله لذلك عليه أن يتحرر من الخوف من غير الله لأنه وهم،والطريق لذلك أن يعظم الله وأوامره ونواهيه،وأن يقوي صلته بالله وأن يبكي على الله ليغفر له ذنوبه السالفة..

عندما يدخل المسلم جرعات روحية،وإيمانية كبيرة إلى نفسه فسيحيى قلبه الميت/ المريض،وعندما يخشع المسلم بين يدي الله تتساقط عنه ذنوبه،يمكن للمسلم أن يداوي علل قلبه بالصلوات الخاشعة،وبكثرة ذكر الله والدعاء وقراءة القرآن الكريم.

وقراءته الكثيرة عن علم التوحيد،وعن أثر الإيمان بالله في حياة الفرد سبيل تصحيح مساره في الحياة كي يكون عزيز النفس ،ورباني الغايةوالوجهة،واستحضاره الدائم لرقابة الله والخوف من الله،والتفاؤل والثقة بالله سبيل إعادة تقوية الصلة بالله من جديد.

المسلم يكون متوكل على الله على الدوام” وتوكل على الحي الذي لا يموت” ويضحي بوقته وجهده،وعلمه ليخدم دين الله، وعليه أن يصاحب جلساء صالحين،وناسا ربانيبن متقين لا يخشون إلا الله همهم أن يحببوا الله إلى خلقه،ويدعونهم لعبادته وتعظيمه،ونبذ عبادة جميع الأوثان ووالأهواء،والشهوات حتى لا يكونوا حطب جهنم والعياذ بالله.

المسلم الحق إنسان عملي ويصطف باستمرار مع دعاة الفضيلة،ويدعو لمكارم الأخلاق وبار بوالديه ويصل رحمه باستمرار ،ويخطط باستمرار لحاضر ومستقبل حياته،ويكره الغفلة والتسويف،ويسعى باستمرار لتقوية صلته بالله،ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم،وكلما أقبل المسلم على الطاعة يتنور قلبه.

صفة مشتركة عند جند الشيطان أنهم يصرون على التدخل في شؤون غيرهم،ولا يحترمون إلا أهل الدنيا فقط ويعلنون حربا شعواء على أولياء الله،ويسعون بكل خسة للنيل منهم وإذلالهم وقهرهم خارج الشرع،والقانون هذا لأنهم لا يستحيون،ورغم أن وجوههم اسودت بالمعاصي،وكبائر الذنوب إلا أنهم يصرون على إيذاء المسلمين الأحرار في كل زمان ومكان.

طريق الله ليست مفروشة بالورود بل مليئة بأشواك المطامح والمطامع،وقربها كثيرا من قطاع الطرق، والمسلم الحق عليه أن يسارع إلى الخيرات وأن يتحرر من وصاية الآخرين عليه، وأن يبني حاضرا ومستقبلا زاهرا بالامجاد،والمنجزات التي يمكنها أن تسره وتسعده بعد مماته.

المسلم الحق عليه أن يسير في ركاب الصالحين،وعليه أن يهجر السوء وأهله،والا يغتر بالدنيا الفانية وأشيائها وكلما استقام على دين الله تتنور بصيرته،ويجعل الله له فرقانا يفرق به بين الحق والباطل،ويخرج من الظلمات إلى النور ومن البؤس والتعاسة،والشقاء إلى الفرح والسرور ،والرضا عن الله عندما يغير نفسه للأفضل..

المؤمن بالله حقا لا يستكين ولا ينبغي أن يتثاقل إلى الأرض، وعليه أن يعالج مرض الوهن في نفسه الذي هو حب الدنيا وكراهية الموت بأن يتقن أعماله،وصلواته كأنها آخر الأعمال الصالحة المتبقية له في الدنيا،وكلما عبد الإنسان المسلم ربه وتوقف عن العبث،وقام بأعمال صالحة كثيرة مخبوءة فسينجيه الله يوم القيامة بقدرته من كثرة الأهوال ومن العذاب.

المسلم الحق لا يجامل أحدا على حساب المبادئ والقيم والأخلاق،وهمته عالية ولا يثق إلا في مولاه،ثم في إخوانه في الله،هدفه أن يرضى الله عنه وأن يسابق المؤمنين إلى جنة الخلد،ولأن طموحه كبير فإنه لا يرضى بالدون،ويحب أن يكون حرا طليقا،ويكره كل أنواع العبودية لأن المذلة كفر..

المسلم الحق لا تهزه التوافه التي ترعب عامة الناس لأنه متعلم،وحياته مليئة بطلب العلم،والدعوة إلى الله والتقرب إلى الله،ويتعاون على الخير مع الغير ،وإيمانه بالله قويا ويكره عدوه الشيطان منذ نعومة أظافره إلى أن يصبح كهلا..

يا سعادة وهناء من يتقي الله حقيقة،ومستقيم على دين الله منذ طفولته، أكيد أنه تعود على طاعة الله،وسار إلى الله بمسافات طويلة جدا هذا في الوقت الذي غيره يلهو ويلعب ويضيع الأوقات الطويلة، المسلم الحق يخشع في صلواته ويعتز بإيمانه وبعلم التوحيد في قلبه، ولا يرهبه في العالم أحد لأن سنده رب العالمين، رغم ترقي المسلم في مقامات الإيمان وتحصين نفسه بأذكار الأحوال، وتقربه إلى الله باستمرار إلا أنه ينبغي أن يكون قويا شجاعا، مقداما لا يخشى إلا الله في الدنيا والآخرة، المسلم الحق عليه أن يكون رباني الغاية والوجهة،وعليه أن يكون صادقا مع الله ومخلصا ولا يخشى في الله لومة لائم، المؤمن الحق يخشى الله ويتقيه ويخاف من عقابه لذلك عليه أن يتوب الى ربه توبة نصوحا خالصة،وأن يتحرر من وصاية الآخرين عليه، وعليه أن يتفطن لمكائد الشيطان الرجيم وجنده،المسلم الحق يكون تقيا خفيا وكلما ابتعد عن الانترنيت،واستغل وقته في فضائل الأعمال وصاحب المتقين والابرار والأخيار فسيدلونه على الله، وسيعبد معهم الله سبحانه وتعالى الرحيم بخلقه..

المسلم راقي التفكير جادا في حياته،ولا ينبغي أن تهزه التوافه التي ترعب عامة الناس، يحرص الشيطان لعنه الله على أن يدخل الحزن لقلب المؤمن بالله،ويصده عن ذكر الله وعن الصلاة،ويأسره إذا انحرف عن طريق الله ويزين له المعاصي.

عندما يسأل الإنسان ربه كشف الضر عنه،ويتضرع إلى الله ويخشع في بعض صلواته،ويندم على أعماله السيئة فإن رحمة الله تدركه فيبعده الله عن طريق الضلال والانحراف،ويهديه ليسلك صراط الله المستقيم مع الرفقة الطيبة والصالحة..

عندما يتجنب المسلم الغفلة وتسويف الأعمال الصالحة وينيب إلى الله،ويتقيه حقيقة فإن الله سبحانه ينور بصيرته،ويمنحه نورا يفرق به بين الحق والباطل.رغم مكائد أعداء الإسلام ومكرهم بالدين الإسلامي،وأهله إلا أن المبشرات القرآنية،والسنية تؤكد أن المستقبل للإسلام وأهله.

سنن الله لا تحابي أحدا، وفي الوقت الذي يضحي فيه أعداء الله،وأعداء الإسلام بالمال الكثير لايقاف الدعوة إلى الله في الغرب،ولتجفيف منابع الدين من حياة العرب والمسلمين إلا أن الإسلام يقوى وينتشر،وسينتصر بقدرة الله الجبار…

أبى الله إلا أن يعز دينه وجنده على مر التاريخ الإسلامي،وهو وليهم وناصرهم ومعينهم،يأبى الله إلا أن يمرغ وجوه اعدائه القتلة والظلمةومن يواليهم في التراب ويجعلهم أذلة صاغرين.

كل حضارة تبالغ في إذلال البشر وتمعن في قهرهم والنيل منهم وإفقارهم وتجويعهم حضارة ستبيد حتما،وسيطويها النسيان لأنها كفرت بأنعم الله،وعاثث في كوكب الأرض فسادا واستبدادا، وسفكا لدماء المسلمين الزكية…

ناهيك عن سجن العلماء والمخلصين والاحرار بعدة دول عربية إسلامية،وعلى رأسها مصر والسعودية،والله من وراء ظلمهم وتنكيلهم باولياء الله محيط..

في خضم الواقع السيء الذي نعيش فيه على جميع الدعاة،والمتدينيين توحيد صفوفهم وأن يطوروا العمل الإسلامي،وعليهم تفعيله ليشمل جميع مجالات الحياة لأن هذه الأخيرة أصبحت مثل الصحراء القاحلة، كما أن كثير من الدعاة إلى الله تواروا عن الحياة العامة منذ مجيء كورونا إلى اليوم كما أن كثير من الناس هجروا المساجد،والتفتوا لمصالحهم الشخصية.. وبسبب تطبيع كثير من الدول العربية والإسلامية علاقاتها مع الكيان الصهيوني تمادت الرذيلة والفسق والفجور
،وابتعد الناس كثيرا عن ربهم والكثير ترك الصلاة من الشباب والشابات،وتعرت شريحة مهمة من الشابات وأصبحن منحرفات،وضللن طريق الهداية والرشد…في ظل هذا الجو العام الموبوء الذي أصبحنا نعيش فيه، علينا أن نبادر لتغيير أنفسنا إلى الأفضل، وأن نتصالح مع الله حقيقة وأن نتوب إلى الله توبة نصوحا خالصة قبل فوات الأوان ونكثر من الاستغفار والدعاء،وذكر الله والصلاة بخشوع وعلينا أن نعلي هممنا ونطور مهاراتنا،ونعكف على القراءة الكثيرة لعل الله أن يجعل لنا مخرجا من الضيق،وعسر الحياة الذي أصاب كثيرا منا…

في الوقت الذي نعود إلى الواقع قصد فهم ما يجري فيه نجد ناسا تعليمهم محدود خبراء فيه ويعرفون تفاصيله،وكأننا كنا مغيبين عنه..التجارب الإصلاحية الكثيرة التي مرت عبر التاريخ الإسلامي كان لها دور في نشر الوعي والثقافة بين الساكنة،وصالح روادها وقادتها كثير من الناس مع خالقهم وهم مأجورين على ذلك،وعلينا مواصلة المشوار الذي بدأوه بعدة طرق..

فعلا تلعب الجلسات التربوية دورا كبيرا في التزود بالعلم النافع الذي يورث العمل الصالح، وتعلمنا منها كثيرا من الدروس أفادتنا عند الحاجة إليها،وعلينا الاستمرار عليها وتوسيعها،وإتقان إلقاء الدروس بعد تحضيرها الجيد… ونسأل الله أن تشفع لنا بين يدي الله ليغفر الله لنا ويعفو عنا إنه سميع مجيب الدعاء.

انعكاس التوبة على حياتك له آثار منها أن النتيجة الحتمية للثورة على النفس أن تندم على المخالفات الشرعية التي قمت بها أثناء غفلتك عن الله،وتندم كثيرا على ذلك،ومعنى أن تخالف هواك وطبعك وشهواتك يعني أن تسلك مسار معاكس لما كنت عليه في السابق فتحافظ على الصلاة جماعة في المسجد وأن تستقيم على دين الله،وأن تتيقظ وتتفطن لمكائد الشيطان الرجيم وجنده من رفقاء السوء في الواقع والانترنيت،التوبة النصوح تجب ما قبلها تشبه إسلامك من جديد،عندما تذكر ربك كثيرا وتدعوه باستمرار وتلجأ إلى الله وتتضرع إليه،وتقرأ القرآن الكريم وتستغفر الله كثيرا فإنك ستجد ربك غفورا رحيما شريطة أن تؤدب نفسك التي تحالفت مع الشيطان ضدك فعصت الله،وكادت أن توردك المهالك…

المسلم الحق تواق الى المعالي،وهمته عالية وطموحه كبير جدا، وهمه أن يرضى الله عنه، ورغم كيد الكائدين وحسد الحاسدين وعلى رأسهم الشيطان الرجيم فإن الله سبحانه أخبرنا أن كيده ضعيف،وبقوة الإرادة الابية،وصدق العزيمة القوية سننتصر على أنفسنا الأمارة بالسوء،وعلى الشيطان وجنده..

قال الله تعالى:” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”، وكلما قوى المسلم علم التوحيد والإيمان في قلبه،وصدق مع الله وأخلص دينه لله فستظهر له الدنيا على حقيقتها بدون زينة أو مكياج بقدرو الله فيزهد فيها،ويحذر الآخرين من الانشغال الكلي بها لأنها لا تدوم على حال..

جميل أن تفتح قلبك لاصدقائك المخلصين والأخيار،وتتعاون معهم على خدمة دين الله،ونصرته والدفاع عنه..ولابأس أن تفضفض،وتدردش معهم عن الأمور التي تشغل بالك.

كما شيء جيد ألا تنس نصيبك من الدنيا،وأن تنشغل بطاعة الله والقرب منه وأن تعبده وتعرفه بصدق،وتتودد إليه ليتجاوز عنك سالف الذنوب.رغم أن حياتنا قصيرة إلا أن ذكرياتنا فيها كثيرة جدا،فيها الحلو والمر ،فيها السعادة والشقاء،والقرب من اللهوالبعد عنه. والانسان كلما عاش متوازنا في حياته بين مطالب الروح ومطالب العقل، ومطالب الجسد فسيحيا حياة كريمة مليئة بالأعمال الصالحة الخلاقةوالمنجزات.

رغم أعمالنا الصالحة القليلة وتقصيرنا في حقوق الله وحقوق خلقه إلا أن أملنا في الله كبير ونرغب أن نرجع بصدق إلى الله، وأن نسابق المؤمنين إلى الجنة، ونتذكر ماضينا التليد الذي نعتز به،والذي يشبه جنة الخلد في الأرض.كلما تصالحنا وتسامحنا مع الله،وصدقنا معه وعبدناه حقيقة،وابتعدنا عن العابثين والفارغين،وتجار الرذيلة فسيسلم ديننا ودنيانا بإذن الله.

أن تغير مسار حياتك 180° ليس مسألة سهلة لكن ذلك ممكن بتوفيق الله وعونه وقدرته،وبالجد والاجتهاد،والفعالية ستحارب العجز والكسل،والفتور في تفاصيل حياتك وستعود إلى سابق عهدك.عندما تتقن الأوامر الإلهية والنبوية وتنتصر على نفسك،وتسافر إلى الله تعالى من خلال صلوات خاشعة في جوف الليل فسيثبتك الله بفضل ذلك في الدنيا والآخرة، وسيمنحك نورا تفرق به بين الحق والباطل، وسيخرجك الله من الظلمات إلى النور ومن الضلالة الى الهدى، ومن الحيرة والتردد الى اليقين، وأداء دورك في الحياة على أعلى مستوى وأنبل غاية.الأمل والحب والتفاؤل،والثقة بالله أساس حياة مستقرةوطيبة بإذن الله.

عندما يخطط المسلم بحاضر ومستقبل حياته،ويسعى لتحقيق مصالحه الشخصية وأهداف حياته فلن يعيش متفرجا على الآخرين بل سيكون فاعلا وقدوة لغيره،وناضجا وراشدا ومؤثرا في محيطه.المسلم الحق لا ينبغي أن يتثاقل أو يستكين إلى الأرض أو يطمئن بها لأن موطنه الأصلي هو الجنة وليس الأرض.

عندما يعظم الإنسان المسلم ربه ويدافع عن القيم والمبادئ،والأخلاق والهوية الإسلامية ويكون له وجه واحد،ويفرض احترامه على الآخرين ويستغني بالله ودينه عن الجميع..

التوبة النصوح الصادقة تجعل صاحبها يكره أن يعود إلى المعاصي كما يكره أن يقذف في النار..ومن ثمار ذكر الله أن يبتعد عنك الشيطان الرجيم،وكثرة قراءة القرآن الكريم تعيد الطمأنينة إلى قلبك،والرضا عن الله وكثرة مناجاته ودعائه سبيل التصالح والتسامح معه،كما أن الحرص على جمع الحسنات،وتجفيف السيئات من حياتنا،وكثرة الخشوع في الصلاة سبيل تساقط الذنوب عنا..

عندما تدرك أنك انحرفت عن طريق الله وابتعدت كثيرا عن الله فاسترشد بمعالم الطريق المستقيم،وهي سير الأنبياء والصحابةوالشهداء والعلماء والدعاة إلى الله كي تعود بسرعة إلى ربك قبل فوات الأوان،وإذا كان الناس جميعا سيذهبون إلى الله بعد مماتهم فأفضلهم من يذهب إلى الله في حياته عن طيب نفس وخاطر، المؤمن بالله حقا ينبغي أن ينيب إلى ربه وأن يعبده بصدق وإخلاص،وأن يعرض عن أولياء الشيطان الذين يحاربون الدين والمؤمنين في كل زمان ومكان،وجميل أن يتصدى لهم رفقة إخوانه المؤمنين شريطة توحيدصفوفهم،وكلمتهم وتأليف قلوبهم وجمع شتاتهم،وتقوية علم التوحيد،والإيمان في قلوبهم بداية طريق النصر . قال الله تعالى:” ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين” وقال أيضا:” كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله لقوي عزيز”. عندما يخطط أبناء الإسلام لنصرة الهوية الإسلامية والدين،والفضيلة على أرض الواقع فإن الله سيبارك خطواتهم،وسيجعل لهم من أمرهم يسرا، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” حفت الجنة بالمكاره والنار بالشهوات” وكلما زهد الإنسان المسلم في الدنيا وأشيائها،وتقلل منها وصغرها في عينيه فسيراها على حقيقتها دون زينة، للأسف دين الله يحاربه أعداء الأمة الإسلامية، وعملائهم من الخونة من أبناء جلدتنا الذين لا عهد لهم ولا ميثاق،والذين يغيرون وجوههم كما يغيرون ملابسهم، ولا وفاء ولا إخلاص لهم. أكيد أن الإسلام دين حق يعز الله به جميع معتنقيه،ويذل من يحاربونه في الدنيا والآخرة.والله سبحانه يحفظ ود أوليائه لانهم حملة الرسالة الإسلامية،ووراث النبوة ومبلغي هذا الدين إلى جميع الناس. المسلم الحق عليه أن يقوي صلته بالله ليسعد حقيقة،وكلما خشع في صلواته تتساقط عنه ذنوبه،ويقود الله خطاه إلى طريقه المستقيم وإذا صدق مع الله وأخلص له دينه وأوقف له حياته ليعلي كلمته،وليرفع راية الإسلام خفاقة فالله وكيله وناصره،ومعينه في الدنيا والآخرة رغم كيد الكائدين وحسد الحاسدين وظلم الظلمة والمعتدين.عندما يوسع المسلم دائرة اهتمامه وينفتح على المستقيمين والجادين،والمبدعين والمتخصصين في جميع أصناف المعرفة،ويحرص أن يكون واحدا منهم فأكيد أن تحركاته ستكون معقلنة،ومضبوطة وفيها استحضار لرقابة الله فقط.جميل ألا ينسى الداعية إلى الله الفطن ماضيه المشرق في الدعوة إلى الله،وفي الإجتهاد وفي منجزاته السابقة،ونشأته في طاعة الله مكسب له سيفتخر به يوم القيامة عندما يظله الله في ظله يوم لا ظل الا ظله.

المسلم الحق عليه أن يكون حسن الخلق ورباني الغاية والوجهة،وعليه أن يتحرر من الخوف من غير الله لأنه وهم ولا أصل له على أرض الواقع، عندما نقتدي بالانبياء والرسل ونتخلق بأخلاقهم ونخطط للحاضر والمستقبل ونأخذ بالأسباب المادية ونحترم السنن الكونية ونجاهد أنفسنا،ونسارع إلى الخيرات فسيهدي الله قلوبنا لدينه وصراطه المستقيم.

طول الأمل يقسي القلب، والعيش في الدنيا كغريب أو عابر سبيل،والتزود بالتقوى والعمل الصالح سبيل النجاة.

وعد الله من اتقاه بالأمن والهداية،وعندما نستقيم حقيقة على دين الله،وندعو الى الله بعدة طرق فسيفتح الله لنا قلوب خلقه، لكن للأسف تقصيرنا واضح ولا نبذل جهودا لمصالحة الناس مع ربهم، وجميل أن ندافع عن المستضعفين وأن نشعر بمعاناتهم لأن المسلم رحيم ويحب الخير لغيره، دورنا أن نعبد الله حقا ليدخلنا جنته، وأن نمارس أدوار ريادية- يكون نفعها عام ومتعدي إلى الآخرين- في الدعوة إلى الله بالحال،وفي صمت وبطرق أخرى،وواقع المدن خصب للدعوة إلى الله، وعلينا أن نساهم في إصلاحه،وإحلال الخير فيه وأن لا نتنازل عن دورنا الرسالي والدعوي..

الفساد الموجود في واقع المدن المغربية غير مؤسس على مرتكزات أو محكم بل ارتجالي وعشوائي،وحصل بسبب غفلة المصلحين والعلماء والدعاة إلى الله،والمتخصصين في جميع أصناف المعرفة الذين مرجعيتهم إسلامية،والنزهاء والراقين فكريا.

من خاصيات المسلم أنه يجدد إيمانه بالله باستمرار ويجدد أفكاره ويعيد ترتيب أولوياته، ويكون سريع التشكل مع متطلبات المرحلة الحالية بالتركيز على إصلاح النفس أولا ثم إصلاح الاسرة فالمجتمع.

رغم اجتهادنا وجدنا وتضحياتنا السابقة التي قمنا بها لازلنا نكافح كي نحافظ على صدقنا واستقامتنا ومصداقيتنا لأن الله تعالى يمكن أن يستبدلنا بناس آخرين إن توليناوالتفتناللمغريات،وانشغلنا بها عن ذكر الله وعن الصلاة،وعن تبليغ هذا الدين العظيم لجميع الناس.

نسأل الله سبحانه أن يثبتنا على الحق إلى أن نلقاه وهو راض عنا وأن يلطف بنا ويغفر لنا ويرحمنا ويتجاوز عنا في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب الدعاء…

الإنسان منذ ولادته إلى انتهاء طفولته إلى أن يصبح شابا مفعما بالحياة،والحيوية والنشاط إلى أن يصبح كهلا يمر من عدة صعوبات في حياته،ويجاهد نفسه وطبعه وهواه وشيطانه، والمعركة قائمة بين الحق والباطل لا تنتهي إلى يوم القيامة،وفي الوقت الذي نجد فيه الناس الصالحين المصلحين يعبدون الله بصدق وإخلاص، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويصلحون الواقع بعدة طرق،نجد أشباه الرجال الذين ملأ الكبر والحسد والبغضاء،والكراهية قلوبهم يكيدون لهم،ويمكرون بهم على طول مسار حياتهم إذ الغل سكن قلوبهم منذ مدة طويلة.

عندما يتقي الإنسان ربه ويرغب صادقا في توبة نصوح خالصة ينبري بعض جنود الشيطان الرجيم كي يعكروا عليه صفو حياته،ويتآمرون عليه ويسعون لإذلاله خارج الشرع والقانون.

كلما تحرر المسلم من وصاية، وسيطرة الآخرين فعليه أن يعتمد على الله ويستقل في حياته ليعيش حياته دون تعسف، واستفزاز بعض الوحوش البشرية الذين ماتت قلوبهم منذ زمن بعيد.عندما يسعى المسلم للتصالح والتسامح مع الله،ويثور على نفسه ويعرض عن الظلمة،والمعتدين يبدأ هؤلاء المرجفين في تنغيص عيشه وحياته دون وازع من حياء.

عندما يحب المسلم العدل والقسطاس ويتحرك بحرية،وتلقائية بين الناس تثور حفيظة مرضى النفوس الذين لا منجزات لديهم في الحياة سوى التآمر على بعض خلق الله مرارا،وخلق متاعب لهم في حياتهم.

في الوقت الذي يسعى المسلم إلى تقوية علم التوحيد،والإيمان في قلبه نجد بعض منكوسي الفطر من المنافقين يكيدون له، ويبالغون في إيذائه فقط لأنه قال ربي الله.

الله عز وجل ينصر أولياءه،وجنده المخلصين الذين همهم أن يرضى الله عنهم،و يدخلهم في رحمته،مؤسف حقا أن ينتشر الغدر في قلوب بعض الناس، ويمعنون في إذلال بعض مقربيهم عشرات المرات،ودون وازع من حياء.

عندما يكشر المجرمين عن أنيابهم،ويتصرفون بحماقة اتجاه بعض خلق الله فيجب التفكير بجد للتصدي لهم،ومقاتلتهم بعشرات الطرق المشروعة لترجع العزة والكرامة لنا.

المسلم الحق لا ينبغي أن يجامل أحدا على حساب الحق والمبادئ والقيم والأخلاق،وعليه أن يوقف أعداءه عند حدهم وأن ينتصر عليهم ولو بمقاضاتهم،نسأل الله أن يكفينا شر الأشرار وظلم الظلمة والمعتدين.

أبى الله إلا أن يذل من عصاه، وأن ينتقم من المتلونين ومن رأسمالهم الكذب،ومن يحاربون من يسيرون في طريق الحق والنور منذ مدة طويلة.

لا ينبغي أن نسلم عقولنا لغيرنا ليفكروا بدلا عنا،وعلينا أن نفكر بمئات الطرق وبالألوان لنكون في وضع اجتماعي أفضل، متمتعين بالحرية والعزة والكرامة،في الوقت الذي يجد ويجتهد المسلم ويقوي إيمانه ويتقرب إلى الله تعالى بالنوافل ويغير مسار حياته نجد جند إبليس تغلي قلوبهم على هذا المسلم حقدا،وحسدا عليه لمرض دفين في أنفسهم لأن هدفهم استعباده،والنيل منه ولا حول ولا قوة إلا بالله.

مللنا من تآمر الأعداء علينا عشرات المرات عندما نستقيم حقيقة على دين الله،مللنا من تعسفهم وتنكيلهم بنا،نسأل الله أن ينتقم منهم،وأن يذلهم في الدنيا والآخرة.
اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري،لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله.

جميل أن يخفي الإنسان نواياه،و طموحاته ومشاريعه المستقبلية،وكلما وضع الإنسان ما يعرفه في نقطة الفعل فسيتقدم بثبات وتبصر نحو الله،وكلما غلب عبادة الرهبة على الرغبة فسيقصد في سيره إلى الله،وعندما يخاف من عقاب الله فسيتوقف عن فعل المعاصي،وسيكون سيد نفسه فيخالف هواه وطبعه وشهواته…

كلما قوى المسلم صلته بالله سيسعدوستنقلب محنه منحا، وكلما سافر إلى الله تعالى عبر صلوات خاشعة في جوف الليل وأدخل جرعات روحية وإيمانية كبيرة إلى قلبه فستحيا روحه وقلبه وسيتم إنعاشهما وسيؤيده الله بالمدد من عنده. قال أحمد الراشد :” إذا دخل النور والعرفان إلى القلب خرج منه الزور والبهتان” ووساوس الشيطان.

كلما عظم الإنسان أوامر الله ونواهيه،وزهد في الدنيا وأشيائها،وأهلها فإن رحمة الله تسعه وتشمله،القراءة الكثيرة تساعد الإنسان على تخطي أزماته،وتجعله لا يكرر الأخطاء السابقة،وتمنحه طمأنينة القلب وتمنحه الصلاة نورا في قلبه، ويخرجه الله بفضل حسن ظنه به من ظلمات كثيرة إلى النور ، ويحول حاله من الضنك،والتعاسة إلى السرور وراحة البال..

كلما اتقى الإنسان ربه يجعل له فرقانا يفرق به بين الحق والباطل،وبين الخطأ والصواب..

كلما وسع الإنسان المسلم دائرة اهتمامه،وانفتح على أصدقاء جدد وعاش متوكلا على الله و عابدا له،ومبتعدا عن شرار خلقه مستعيذا بالله منهم فسيحفظه الله ما اعتصم به من دون خلقه،كما يقال التحرق يولد التحرك، وكما قال د.أحمد الريسوني إذا كانت البداية محرقة فستكون النهاية مشرقة،ومن كان مع الله في شبابه فأكيد سيتولاه الله في كهولته وشيخوخته.

قال محمد إقبال رحمه الله:” تمثل لي الله سبحانه وتعالى في المنام فقال لي هل أعجبك عصرك قال قلت لا يا رب قال له الله إذن حطمه وامض”..

العقلاء وأصحاب الهمم العالية يعبدون الله في السراء والضراء ولهم وجه واحد،ويبلغون رسالات الله ولا يخشون أحدا إلا الله،ولا يخافون في الله لومة لائم…

عندما يصلي المسلم صلاته بإتقان كأنها آخر صلاة كأنما ولد من جديد،وعندما يخشع المسلم في صلاته تتساقط عنه ذنوبه، وأذكار الأحوال تربطه بربه…

المسلم يندم كثيرا على أوقات كثيرة أضاعها في لاشيء،لكن كلما تحرر من أسر الشيطان، وتوقف عن الإدمان على الأنترنيت فستعود له صحته، وحيويته ونشاطه،وعندما يتصالح مع الله،ويعود إلى رشده فإن معية الله تكون معه..

يضع الشيطان عدة فخاخ للمؤمن بالله بهدف تشويه سمعته، ويرسل جنده عليه ليستفزونه، ويبالغون في إيذائه فقط لأنه يقول الحق،ولا يجامل أحدا على حساب المبادئ والقيم والأخلاق..

عندما يتقي الإنسان المسلم ربه يجعل له مخرجا وييسر له أموره،النضال والكفاح كي تبقى قلوبنا حية وأرواحنا حية شيء جميل،

قال الشاعر:
رأيت الذنوب تميت القلوب** وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب** وخير لنفسك عصيانها

تربية النفس على أخلاق الإسلام التي منها : العفة والحياء والفضيلة،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،والوفاء بالعهد ورد الجميل والتجاوز والتماس الأعذار كل ذلك شيء محمود، ونفعه متعدي.

أكيد لو قرأنا جميع كتب : إبن قيم الجوزية،و التابعين والسلف الصالح والعلماء فسنتفطن للحرب التي يعلنها الشيطان الرجيم،وجنده على المؤمنين بالله في كل زمان ومكان، ورغم ذلك يقول الله سبحانه وتعالى: ” إن كيد الشيطان كان ضعيفا”…

قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا”…

الإنسان العاقل حقيقة هو من يؤمن بالله ويعمل للآخرة،ويطمع أن يدخل إلى الجنة كي يرى خالقه فيها،وكل ملحد وعدو للدين،وشيطان رجيم قلبه أسود سيخلد في جهنم وبئس المصير..

أما المؤمن الصادق فسيختم الله حياته الدنيا بعدة أعمال صالحة بإذن الله،وبتوبة نصوح وقد يلقى الله وهو راض عنه…

وستبدأ أفراح المؤمنين بعد وفاتهم وكفى بالله مثبتا لهم، وناصرهم ومعينهم في الدنيا والآخرةوالمؤمن لا يخشى الموت وينظر إليه كباب من أبواب الجنة…قال الله تعالى في سورة الرعد:” سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار”… نسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ويرحمنا،ويتجاوز عنا بفضله وجوده،وكرمه إنه سميع مجيب الدعاء..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *