منتدى العمق

على طريق التغيير

إن دور الإنسان المسلم في الحياة يتجلى في صنع واقع أفضل ، ويكون ذلك بالمشاركة في تغيير هذا الواقع إلى الأفضل ، عبر تنزيل القيم التربوية ، والأخلاق الإسلامية في المجتمع المعاصر، واستنبات شباب يكون همهم إرضاء الله ، والمحافظة على الصلوات جماعة وفي المسجد ، وإتباع سبيل المؤمنين ، من خلال تطبيق القران والسنة وهدي سلف الأمة في الحياة ، وخلق جسور من الحوارات البناءة ، والتواصل مع الآخرين ، على أعلى مستوى ، ونبذ التفرق، والتشرذم، والاختلاف، وكثرة الجدال ، والتعاون على المتفق عليه –وهو كثير –وأن يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه –وهو قليل جدا – و أن ينصح بعضنا بعضا في السر .

الشباب فترة عمرية مهمة في حياة الإنسان تدل على الحيوية ،والإبداع، والعطاء اللامحدود ، ويجب توفير برامج هادفة من طرف المربين، والدعاة الى الله ، وكل المنظمات المدنية ، وجمعيات المجتمع المدني تستوعب اهتمامات الشباب ، ويفرغوا فيها طاقتهم ، ويكونوا نماذج يحتذى بها في حرية التعبير المسؤولة ، والمشاركة الفعالة في كل الأنشطة الهادفة ، واقتحام الصعاب بالمرابطة على طلب العلوم النافعة ، والتكوين الذاتي العصامي على أعلى مستوى ، مرافقة أصدقاء جدد متألقين ، ورساليين ، وآمرين بالعدل ، وايجابيين ، آمرين بالمعررف، وناهين عن المنكر برفق، ولين، ووسطية، واعتدال وعن علم .

الإنسان المسلم خلقه الله في هذه الحياة ليعبده عن علم ،وينصر الدين، والفضيلة رفقة إخوانه الدعاة ،بتفان ،وإخلاص ، وصدق مع الله ، وسبر أغوار النفوس المستجيبة لدعوة الله ، وتوضيح جمالية الدين لها ، ومحاربة كل الظلمة والمعتدين ، في الحياة وكشفهم لعامة الناس حتى يحذروهم ، وإيقافهم عند حدودهم ، وعدم التطبيع مع من يصر على إغضاب الله ، والمبتدعة ، والمفسدين في الأرض ..
الإنسان المسلم رباني الغاية والوجهة ،طموحا ، ولا يرضى بالدون ، ولا يرتاح ولا يهدأ له بال ، حتى يقام العدل ، وشريعة الله في الأرض ، بمعرفة كل: ما له وما عليه ،وتكريس مبادئ الدين في الواقع بسن قوانين تجرم الرذيلة ، وتشجع على الفضيلة ، وتبلور إصلاح حقيقي في الواقع في ظل الاستقرار ، وتعاقب كل من يساهم في زعزعة الأوطان الآمنة بتهوره،أو بالركوب على الأحداث أنى كان نوعها ، وسن قوانين زاجرة لكل من يتجرأ على الدين الإسلامي وتعاليمه ، ومعاقبة كل من يحاول السخرية والاستهزاء من الجادين ، الأقوياء والأمناء ، ومن يزرع الفتن في المجتمع ويريد تفريق الكلمة ، التشريع الإسلامي يهيب بالرجال الأقوياء الذين يصلحون ما أفسد الناس ، والذين يسعون للتمكين لدين الله في الأرض عبر كل الوسائل المتاحة ، من إيصال رسالة الإسلام صافية، وشمولية من القران والسنة ..إلى كل الناس .

إن الطريق إلى النبوغ، والعبقرية، وسلوك طريق الناجحين ،والأبطال ، والنجوم يتمثل في إتباع الحق ، ونصرة المستضعفين ، والدفاع عن الحقوق ، وصون كرامة المسلمين من طرف المسؤولين ، وإلزامهم بحسن استقبال المواطنين، وحل مشاكلهم على وجه السرعة بدون ابتزاز أو تأخير أو تماطل أو ارتشاء ..الدولة الإسلامية الحقيقية تشيد بالمبدعين ، والأذكياء ، والمدمنين على القراءة ،والفاعلين ، على أعلى مستوى، ولا تترك بعض الإعلاميين الفاقدين للمصداقية ، والفنانين يسخرون منهم في الإعلام الذي تنفق عليه الدولة بلا حساب ..الإصلاح الحقيقي يقيم عدالة اجتماعية ، ويحدث من خلاله الرفاه الإقتصادي ، وتصان الحقوق من خلاله ، وتجفف ينابيع الظلم ،والبغي من المجتمع ، والإدارات ، وكل المرافق ، ويشاد بالموهوبين ، بدل كثرة ذكر الاحتفاء بالمعاقين في النشرات الإخبارية ، وكأننا شعب معاق بأكمله ..