منتدى العمق

“الشان” بدون بطل

قبل انطلاق منافسات “الشان” الخاصة بالمنتخبات المحلية بالجارة الشرقية الجزائر، استعد أسود الأطلس لغمار هذه المنافسة واضعين نصب أعينهم لقباً ثالثا يضعُ المحليين على رأس منتخبات القارة الأكثر تتويجا بالمسابقة، كيف لا وهم أبطال النسختين الماضيتين عام 2018 بالمغرب و 2020 بالكاميرون.

وقد أصبح الدفاع عن لقب الشان أهم ما وضعه منتخب المغرب في حساباته بعيدا عن اللغط الذي رافق هذه المسابقة خاصة تلك التي تتعلق بقدرة الجزائر على مسايرة الركب الكروي تنظيميا من جهة ومن جهة ثانية ما سلطته وسائل الإعلام على الكرة الوطنية بعد إنجاز المنتخب الأول في مونديال قطر 2022.

لقد كان لزاما على أسود الأطلس المحافظة على هذه القيمة العالمية في جميع فئات المنتخب. اقترب الرهان وخرجت اللجنة المنظمة للشان هناك في الجزائر لتبين على نيتها في عرقلة مسار النخبة الوطنية حتى قبل لعب أولى مبارايات الدور الأول في مجموعة تبدو سهلة على الورق تضم بالإضافة إلى السودان كل من مدغشقر وغانا.

ومن أجل تفنيد كل هذه الادعاءات خرجت الجامعة الملكية المغربية مدافعة عن حقها في توفير رحلة مباشرة نحو قسطنطينية في طائرة مغربية شأن ذلك جميع المسابقات التي يشارك فيها المغرب وباقي بلدان العالم، لكن المسؤولين هناك في الجزائر أصروا على إبقاء هذه الحزازات مع منتخب شرف عرب العالم والقارة الإفريقية كاملة في منافسات كأس العالم، ضاربين عرض الحائط كل الأعراف التي توصي بها الكاف والاتحاد الدولي للعبة عموما.

فما هكذا تورد الإبل، بعد حفل افتتاح متواضع توسطته إيحاءات عنصرية نحو المملكة المغربية، تصدى لها الاتحاد الافريقي بفتح تحقيق في الموضوع، نظرا لخلط أمور سياسية في الرياضة، وقبلها تعنت واضح في عرقلة التحاق منتخب المغرب بالأراضي الجزائرية، من المنتظر أن تتعرض -نتيجة لهذا- الأندية الجزائرية لعقوبات قاسية على مستوى مشاركاتها قاريا. وبهذه الأحداث تدق الإدارة الجزائرية آخر مسمار في نعش ملفها لتنظيم كأس الأمم الأفريقية عام 2025، كونها غير قادرة على توفير الجو الملائم لجميع المشاركين على حد سواء ضد ما تمليه قوانين وأعراف الكاف.

واقعيا، انطلقت كأس إفريقيا للمنتخبات المحلية دون مشاركة أعتد البلدان قاريا في المسابقة ويتعلق الأمر خاصة بكل من المغرب ومصر وتونس، ولكل أسبابه. هذا أدى إلى إضعاف هذه المنافسة كرويا، خاصة وأنها تعلب في وقت يتزامن مع انطلاق مجمل الدوريات الأوروبية الأكثر متابعة بعد كأس العالم، لتضعف حتى التغطية الإعلامية لهذه المسابقة القارية إضافة إلى ما رافقتها من مشاكل ستبقى جاثمة على صدر الكرة الأفريقية تُضعفها على النهوض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *