منتدى العمق

أهمية المستشفى الجامعي ومعضلته بالمغرب

بقلم: جيهان بنستيتو

يعتبرالمستشفى الجامعي من المراكز الطبية الكبرى داخل أي دولة، وهو مستشفى ملحق بكلية الطب ومعاهد تكوين الممرضين وتقنيي الصحة وبعض كليات العلوم والمختبرات.

وفي المستشفى الجامعي يمارس مانستطيع أن نسميه ب(la vrai médecine)”الطب الحقيقي”.

تتكون أطر المستشفى الجامعي من أساتذة في الطب وأطباء مساعدين وأطباء مختصين وأطباء مقيمين وداخليين وطلبة، وممرضين وطاقم شب هطبي.

وتنشأ المستشفيات الجامعية لغرض تقديم مجموعة من الخدمات، تعنى بمجال الصحة سواء من الناحية العملية او العلمية.

ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، تكوين طلبة الطب ليصبحوا أطباء عامين ومتخصصين، وتكوين طلبة التمريض وطلبة تقنيي الصحة من ممرضين ومتخصصين في التخدير ومتخصصين في الترويض وآخرون، وذلك على المستوى النظري والتطبيقي، بالإضافة إلى تقديمها -المستشفيات الجامعية- لخدمات طبية عالية الجودة للمرضى من تشخيص وعلاج وجراحة وتتبع  (لاتستطيع أن تجدها حتى في أرقى المصحات الخاصة)، وتصلح أيضا لمجال البحث العلمي فيا لطب والأدوية والعلاجات.

• المستشفيات الجامعية ينبغي ان تقدم أرقي الخدمات

ويعد مستوى الخدمات الطبية والعلاجات التي تقدم في المستشفيات الجامعية من أرقى المستويات العلاجية في داخل أي بلد في العالم،مقارنة مع المستشفيات العادية والمصحات الخاصة، وذلك لما تتوفر عليه المستشفيات الجامعية من طاقم طبي وشبه طبي متخصصين وممرضين بمستوى عالي، نوعا وكما، وأيضا لتوفرها على تجهيزات ومختبرات تعمل على تقديم تحاليل جد دقيقة ومرتفعة الثمن، لا يمكن أن تقدمها باقي المصحات والمختبرات العادية، سوآءا منها في مستشفيات الدولة أو في القطاع الخاص.
• معضلة حقيقية تواجه المستشفى الجامعي بالمغرب

كذلك يعتبر المغرب من البلدان الإفريقية التي تعاني نقصا كبيرا في عدد هذه المستشفيات الجامعية، فلو اعتبرنا ان تعداد ساكنة المغربيبلغ أربعين مليون نسمة ومن الممكن أن يكون أكثر من ذلك، سنجد ان بلادنا لا تتوفر إلا على 5 كليات طب و5 مستشفيات جامعية أي بالمعدل الضعيف جدا، حيث نجد إتنان من هذه المستشفيات الجامعية متوسطة الحجم وضعيفة التجهيز والتأطير، حتى في عدد الاختصاصات، وحتى إذا أردنا مقارنة بلادنا مع الدول الإفريقية جنوب الصحراء مثل غانا وسينغال سنجد أنفسنا متأخرين جدا.

أما مقارنتا مع دول الجوار مثل الجزائر وتونس فحدثولا حرج، فلا يمكن أن ننافسهما لا في عدد المستشفيات الجامعية (تونس تتوفر على 13 مستشفى جامعي في العاصمة فقط و20 مستشفى جامعي في تونس كلها) ولا في الأطباء والممرضين، ولا في عدد سيارات الإسعاف،ولا في التخصصات والمختبرات ناهيك عن عدد الأطروحات والمقالات العلمية،والأهم جودة الخدمات الصحية وعدد الأسِرة (les lits).

ومع تبني المغرب لمشروع الجهوية الموسعة، نجد ان كثير من الجهات ذات الامتداد الجغرافي الشاسع والساكنة المهمة، تفتقد لحضور مستشفى جامعي يلبي احتياجات هذه الساكنة في مختلف التخصصات، ويلبي رغبات أبناء هذه المنطقة في إتمام دراستهم بمجال الطب.

مع كل هذا نتمنى من مسيري البلاد أن يقتنعوا بالنهوض بهذا القطاع الحيوي، لأنه بدون مستشفى جامعي لا مجال لتنمية السياحة والصناعة والحضارة، وأي وباء لا قدر اللهقد يعصف بكل الانجازات الأخرى. فكما أعلن المغرب عن الحاق الطرق السيارة بكل المدن التي يصل تعدادها الى 400000 نسمة، أنا أقترح كمرحلة أولى تشييد مستشفى جامعي في كل مدينة تعدادها 100000 نسمة لكي نرقى إلى المستوى العالمي في الصحة.