وجهة نظر

هذا ما دفع البوليساريو لخلق مخيمات تندوف

التقسيم الجغرافي يشهد على أن تندوف تقع تحت النفوذ الجزائري وبالتالي فالأمر يتعلق بسيادة دولة لا يمكن أن تتجزأ أو حتى أن تسند تدبير ولو جزء صغير من مجال الدولة لكي يسير بالوكالة من لدن طرف دولة أخرى فما بالك بجبهة انفصالية لا تحمل صفة الدولة ، وضع استثنائي بمكان تعرفه الجزائر باحتضانها أولا لمخيمات لا يعرف أحد هل هي مخيمات للجوء أم بؤرة سوداء للتهجير القسري والتعذيب الذي يطال والى حدود كتابة هذه الأسطر نساء وأطفالا وشبابا وكهولا ، لذلك ومحاولة من الكاتب تنوير الرأي العام الدولي حول هذه الظاهرة سنتعرض لذكر السبب والمسبب والعلاقة السببية التي دفعت الجزائر الى خلق هذا المخيم أمام مرأى ومسمع كل مكونات المنظومة الدولية .

السبب هي قضية الصحراء المغربية التي يقود فيها الجار توجها معاديا للوحدة الترابية للمملكة المغربية ، مؤسسة توجهها على دعم تصفية الاستعمار فعن أي استعمار تتحدث ياجار هل تقصد الاستعمار الاسباني فإذا كان كذلك وللتوضيح فإن اسبانيا قد انجلت عن الاقاليم الجنوبية للمملكة اواسط السبعينيات وشهدت على إثرها المملكة المغربية ملحمة ملك وشعب عنوانها المسيرة الخضراء المظفرة ، أضف إلى ذلك ياجار بأنه وفي عز الاستعمار الاسباني للصحراء المغربية بايع شيوخ القبائل الصحراوية العرش الملكي والوثائق متوفرة والأحكام الدولية تشهد بذلك ياجار إنها روابط البيعة ، ناهيك على أن لكل سبب مسبب.

وبالرجوع دائما الى التاريخ الذي يؤرخ ولا ينسى بأن المغرب كان دائما ذلكم الجار الذي ازر جاره في عز الاستعمار الفرنسي ثم استقلت الجزائر غير أن قيادتها تنكرت للمغرب ، هذا الاخير الذي مافتئ يذكرها بمقومات الجوار وضرورة تنفيذ الاتفاقات بين الدولتين وخاصة فيما يتعلق بمسألة الحدود التي هي من صنيع الاستعمار الفرنسي ، ومع كل هذه التناقضات الجزائرية حاول المغرب ضبط النفس وحتى في عز حرب الرمال التي كانت الجزائر أول من أشعل فتيلها ، وبالرغم من كل هذه المسوغات التاريخية تعنتت الجزائر وحملت على عاتقها وعلى حساب نهضة شعبها تمويل جبهة انفصالية اسمها جبهة البوليساريو التي تأسست في البداية لمقاومة المستعمر الاسباني وليس على أساس ما تدعيه الان بلسان جزائري وفوق أراض تندوف أقل مايمكن أن نقول بشأنها على أنها سليبة لان قاطنيها هم شرذمة ارهابية يمنون أنفسهم بكيان وهمي وعلم لا وجود له أصلا على مستوى التوطين الجغرافي للخريطة الدولية ، له مايسمى بمؤسسات الامن والعسكر والقيادة او مايسمى بالزعيم الذي يزور هويته كلما دعت الضرورة الى ذلك فتارة غالي وبن بطوش تارة اخرى وربما يسمي نفسه تبون في القادم من الايام.

المسبب يتجلى في اماني الجزائر المرتبطة بايجاد منفذ بحري ثان ثم خدمة جملة من الهواجس النفسية من جانب جزائري واحد تتجلى بالاساس بالرد على احداث حرب الرمال التي كانت الجزائر السباقة في اشعال نيرها والتاريخ ينضح بمافيه فحكام الجار يعرفون بالتحلل من الوعود تجاه المغرب ناهيك عن الاحداث الارهابية بمدينة مراكش لسنة 1994 ، غصة مافتئ النظام الجزائري يكررها في كل مناسبة علاوة على مايسميه تصفية الاستعمار فعن أي استعمار تتحدث ياجار هل على الاقاليم الجنوبية التي انجلى عنها الاستعمار الاسباني اواسط السبعينيات والتي تخللتها احداث تاريخية اذا تناساها حكام الجزائر فان التاريخ لا يطمس الحقائق انها البيعة بين شيوخ القبائل والعرش الملكي.

ناهيك عن الاحكام الدولية ففي 16 أكتوبر 1975، أصدرت المحكمة رأيها الاستشاري ووجود روابط قانونية وولاء وبيعة، بين سلاطين المغرب والقبائل التي تقيم بها فعن اي استعمار تتحدث الجزائر ، ثم ماهو مراد الجزائر من التخلي عن سيادتها على تندوف السليبة التي تسيرها امام مرأى ومسمع جميع مكونات المنتظم الدولي جبهة صنفت عقب تنظيم مؤتمر مراكش في خلية الحركات الارهابية دليل دامغ نستبين من خلاله نقطتين أساسيتين أولهما خلق الجزائر لبؤرة سوداء تهدد السلم والامن الاقليمي اما ثنيهما فتتجلى في اجهاز الجزائر على مقومات القانون الدولي فيما يتعلق بجرائم الابادة الجماعية والتهجير والاعتداءات الجنسية التي يوجد من بين ابطالها المسمى تارة غالي وتارة اخرى بن بطوش انها وصمة عار تجسد مرة اخرى بان ساكن قصر المرادية وعسكره لا يهمهم في هذا الباب الا خدمة غصة عنوانها الجار المتقدم الجار المتمسك بالشرعية الدولية والجار الدبلوماسي والذي لم يعد يؤمن بسياسة الكرسي الفارغ لا لشيء الا انه يؤمن بالعدالة الدولية على أساس ايمانه الراسخ بتقديم الحقائق الدامغة والتي تورط دائما الجزائر كطرف رئيسيي في النزاع المفاعل حول الصحراء المغربية وحتى اذا انا اقمنا المقارنة فتندوف سلبية لان بها اعلام تلوح فوقها من صنيع البوليساريو الذي اذا له الان الحق في الموطن التندوفي الذي يقبع فيه بشهادة القاصي والداني والاقاليم الجنوبية التي تقع تحت السيادة المغربية ويرفرف بها العلم المغربية.

لكل ذلك فالعلاقة السببية بين السبب والمسبب ماهي الا اطماع جزائرية تجاه الصحراء المغربية وماهي الا اسطوانة مشروخة قد افل نجمها وذلك بالتزامن مع الاجماع الدولي على حجية ومشروعية الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب سنة 2007 المواكب بدبلوماسية عنوانها الدليل في مواجهة الاكاذيب امام الامم المتحدة ومجلس الامن وجميع المحافل الدولي ، لذلك فشتان بين تندوف السليبة والصحراء المغربية ذلك ان واقع الحال يشهد بكل المقومات التاريخية والقانونية التي تميز وضعهما.

بقلم الدكتور العباس الوردي استاذ القانون العام جامعة محمد الخامس بالرباط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *