مجتمع

إملشيل ترزح تحت وطأة الجفاف ..ودعوات لـ “بناء السدود” و”توزيع الأعلاف”

تواجه عدة مناطق تابعة لدائرة إملشيل بإقليم ميدلت موسم جفاف، بعدما غابت الأمطار عن سمائها لأشهر عديدة، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الموسم الفلاحي الحالي، وبالتالي ضعف مساهمة هذا القطاع الرئيسي في التمكين الإقتصادي لعدد من الفئات المجتمعية.

وبات التخوف يعتري الفلاحين الصغار ومربي الماشية، بسبب غياب التساقطات المطرية التي تسببت في قلة الكلأ، لكن الأمر ينذر أيضا بأزمة ماء شروب كبيرة وهو ما يستدعي التحرك بشكل مستعجل لتعبئة موارد بديلة، والعمل بشكل استباقي تفاديا للأزمة مستقبلا.

محمد حبابو، فاعل مدني بالمنطقة، قال إنه “لا حديث بجبال منطقة إملشيل إلا عن مستوى الجفاف الذي وصل إلى درجات متقدمة، ناهيك عن الأشجار التي تحتضر وتسارع بدورها من أجل البقاء والصمود في وجه الجفاف الذي عمر لأكثر من سنتين على التوالي، الأمر الذي خلف موجة تذمر واستياء عارمة بسبب غضب الطبيعة قبل الإنسان هنا بهذه البقعة الجغرافية”.

وأضاف حبابو ضمن تصريح لجريدة “العمق”، أن “ما يزيد الطينة بلة، هو الارتفاع الصاروخي لأثمنة الأعلاف بالأسواق وشح بعضها خاصة المركبة منها بالأسواق الأسبوعية، وهذا ما يؤدي إلى تراجع أعداد المواشي بالمنطقة، وبالتالي سترتفع نسبة البطالة إلى مستويات قياسية، لاسيما في صفوف النساء بإعتبارهن المكلفات بتربية الأبقار بالمنطقة”.

وأوضح المتحدث ذاته، أن “حالة من الحزن وترقب الحالة الجوية تسود بشكل يومي من بين الأهالي، لعل وعسى أن تجود السماء بالغيث الذي إنتظروه كثيرا قبل أن يقدم أغلبيتهم على بيع مواشيهم بسبب شح الغطاء النباتي، والتفكير في الهجرة نحو المدن، وهذا قد يزيد أزمة على أزمة لدى الدولة إن لم تجد حلولا لهذه المعضلة الطبيعية”.

ولفت حبابو إلى أن دورهم كفاعلين مدنيين دفع بهم إلى دق ناقوس الخطر قبل انفجار الأزمة الاجتماعية بالمنطقة، وذلك عبر إقتراح مجموعة من الحلول التي استقوها من طرف أغلبية ساكنة العالم القروي بدائرة املشيل، وفي مقدمتها العمل على بناء السدود التلية، وإنجاز آبار جماعية وتجهيزها بالمضخات والطاقة الشمسية لإنقاذ الأشجار المثمرة من الموت”، على حد قوله.

وطالب الفاعل المدني نفسه، الجهات المسؤولة، بما فيها الحكومة، بـ “إطلاق مشاريع استثمارية لتوفير فرص الشغل بالمنطقة، ودعم الكسّابة بحصص استثنائية من الشعير المدعم والأعلاف المركبة لإنقاذ القطيع من الموت، وتطعيم القطيع بالأدوية ضد الأمراض التي تنتشر في فترات الجفاف، مع العمل على تنظيم حملات تحسيسية توعوية خاصة في المؤسسات التعليمية بأهمية المحافظة على الماء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *