خارج الحدود

جامعي: أزمة الجزائر والمغرب وصلت حدا غير مقبول بسبب نخبة تنتعش من الأزمات

خاص..شباب مغاربة محتجزون بسجون الجزائر يستغيثون ويستغربون "لامبالاة" القنصل المغربي

سجل أستاذ العلاقات الدولية وتحليل الأزمات بجامعة القاضي عياض، إدريس لكريني، بأن الأزمة بين الجزائر والمغرب “وصلت إلى حد غير مقبول ولا يطاق”، محملا المسؤولية لـ”نخبة” تنتعش وتستمد وجودها من عقيدة العداء وافتعال الأزمات، أدخلت الجميع في متاهات الصراعات الإعلامية.

وقال إدريس لكريني، في حوار مع جريدة “العمق”، ضمن فقرة “خمسة أسئلة”، إن هذه الأزمة “وصلت إلى حد غير مقبول ولا يطاق، وتُحيل على تخوفات كبيرة من المستقبل الذي أصبح يرهن الأجيال الحالية والقادمة”، مَرَدُّ هذا، وفق قراءة لكريني، إلى “حسابات ضيقة تحمل نوعا من المغامرة والمجازفة، بعدما أعلنت الجزائر من جانب واحد، القطيعة مع المغرب”.

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية وتحليل الأزمات خيار القطيعة، “خيارا خاطئا من المنظور الاستراتيجي”، على اعتبار أنه في الوقت الذي استطاعت فيه الكثير من البلدان أن تطوي خلافاتها وأن تنكب على القضايا الحقيقية، عبر توفير المقومات في سبيل تحقيق ازدهار الشعوب المجاورة، “ما زلنا في المنطقة المغاربية نعيش، على إيقاع الهدر والمشاكل المتراكمة، التي تعرض مستقبل المنطقة برمتها لكثير من المخاطر والتهديدات الفعلية”.

وزاد أن هذا الخيار خاطئ أيضا كونه جاء وسط تزايد تهديدات القوى دولية الإقليمية التي تسعى إلى تحقيق أجندتها ومصالحها، باستغلال هذه الفراغات الاستراتيجية وتكريس هذه الفرقة والتحريض عليها، من أجل تحقيق مصالحها الاقتصادية والتجارية، وجعل هذه الدول تابعة لها على المستويات الاقتصادية والعسكرية.

وأشار المتحدث إلى أنه على عكس بعض البلدان الأوروبية الأخرى، فقد كان لبعض النخب المثقفة وللشعوب المتنورة، والفنانين، والفاعلين المدنيين والسياسيين، دور كبير في التغيير والتأثير على توجهات صانعي القرار والنظم السائدة، إذ دعمت خياراتها حول الانفتاح وتشبيك العلاقات، لطي الخلافات وتحويلها إلى فرص للإبداع وتجاوز متاهات الحروب.

“في حين نجد عكس هنا عكس ذلك”، يقول لكريني، ويتابع كلامه: “هنا نخب تنتعش وتستمد وجودها من عقيدة العداء والصراعات وافتعال الأزمات، ومع الأسف تمكنت إلى حد كبير في أن تحول هذا الحقد وهذا البغض والكراهية نحو جزء كبير من شعوب المنطقة”.

وأضاف متأسفا، أن هذه “النخبة”، استطاعت أن تدخِل المنطقة المغاربية في متاهات من الصراعات والحروب الاعلامية التي تمثل تنكرا حقيقيا لكثير من المقومات المشتركة الحضارية والثقافية والإنسانية، والدفاع المشترك لأجل نيل الاستقلال في المنطقة المغاربية في فترات الكفاح ضد المستعمر.

وسجل لكريني، أنه تم إقحام الرياضة أيضا في هذه الصراعات، وبدت المناسبات الرياضية وكأنها منابر لتحجير شُحنات الحقد، ومنصات لإعلان الحروب والمواجهات، معتبرا هذا الأمر خطير على تدهور العلاقات، خاصة وأن كثير من رواد شبكات التواصل الاجتماعي، ساهموا في تكريس هذا العداء وفي الترويج للمنطقة كأنها في حرب أو عاشت حروبا في حين أن المنطقة المغاربية لم تعش ولو جزء يسيرا مما عاشته البلدان الأوروبية في السابق.

وقال إن المسؤولية الكبيرة اليوم، تواجه النخب المثقفة وكل الغيورين على مستقبل هذه المنطقة، لأن المنطق يقول بأن الطبيعة لا تأبى الفراغ، وذلك من أجل تجاوز حالة الصمت والانزواء، إلى الانخراط في النقاشات البناءة، وتضييق الخناق على الخطابات التي تستغل كل المنصات لتكريس العداوات المصطنعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *