سياسة

سانشيز: سنتفادى كل ما يمكنه الإساءة للمغرب خصوصا ما يتعلق بالسيادة (فيديو)

أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، التزام مدريد والرباط بالشفافية والتواصل الدائم والحوار، عوض الأمر الواقع، مجددا التأكيد على سريان جميع الاتفاقات المبرمة بين البدين، والتي أسهمت في إرساء أسس العلاقات الثنائية في الماضي وآليات التعاون المتقدمة، وذلك بما يشمل الإعلان المشترك الأخير.

وأضاف سانشيز في كلمته خلال افتتاح الاجتماع المغربي الإسباني رفيع المستوى، صباح اليوم الخميس، أن هذا الاجتماع لا يكتسي طابعا استثنائيا منذ 8 سنوات لأنه الأول منذ سنوات، بل لأنه بفضل ما تم الاتفاق عليه ضمن الإعلان المشترك في أبريل الماضي، والذي عزز أسس عمل البلدين بترسيخه للمبادئ التي يقوم عليها العمل المشترك بين الطرفين.

وأردف أن هذا الاجتماع جاء لتعزيز مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، لأنه يكرس لإعلان أبريل الماضي ويمثل أساسا للعم المشترك، مؤكدا أن إسبانيا والمغرب دخلا هذه المرحلة بحس كبير من المسؤولية والوعي التاريخي، وانطلاقا من قناعة عميقة بالإمكانيات الهائلة التي لا يزال يتعين استكشافها في هذه العلاقات، التي تتجاوز مجرد الجوار.

وزاد قائلا: “نلتزم بالاحترام المتبادل كما قال رئيس الحكومة المغربية في خطاباتنا وممارساتنا العملية والسياسية، وسنتفادى كل ما يمكنه أن يسيء إلى المغرب، خصوصا ما يتعلق بالسيادة”، مشيرا إلى أنه يتعين على إسبانيا والمغرب العمل معا من أجل تجسيد توجههما كجسر رابط بين أوروبا وإفريقيا.

وشدد رئيس الحكومة الإسبانية على أن الفرص التي أمام البلدين ستساعدنا على ضمان تحقيق تقدم منسجم، من خلال توطيد الحوار السياسي والأمني، والنهوض بالاستثمارات، وكذا تعزيز التنقل والتواصل بين مجتمعينا، مشيرا إلى أن هذه هي الأهداف التي تم تحديدها خلال الزيارة التي قام بها إلى الرباط في 7 أبريل المنصرم، مضيفا بالقول: “اليوم يمكننا أن نؤكد أننا حققناها وأوفينا بالتزاماتنا، وسنواصل القيام بذلك”.

وأكد المتحدث على أهمية تنسيق السياسات العمومية لإسبانيا والمغرب من أجل تعزيز الترابط بين البلدين ومنطقتهما، قصد تسريع الرقمنة وضمان انتقال الطاقة للنمو معا بطريقة مستدامة، مضيفا أن مجتمعي البلدين بحاجة إلى مخططات جديدة للتنقل والتعليم والتكوين، مشددا على ضرورة “العمل بنهج شامل وبناء في مجال الهجرة، كما نفعل الآن”.

في السياق ذاته، أكد “سانشيز” أن الحكومتان الإسبانية والمغربية اقترحتا أجندة عمل تهدف إلى تعزيز جميع جوانب العلاقات الثنائية، بطريقة متوازنة ومنسجمة، لافتا إلى أن هذه الأجندة تتضمن، أساسا، تعزيز حوار سياسي وأمني بآلية لتتبع الامتثال للاتفاقيات بشكل منهجي، وشراكة اقتصادية متقدمة تعمل على بلورة مشاريع استثمارية جديدة تواكب مسار التنمية الاستثنائية الذي يشهده المغرب، فضلا عن شراكة جديدة لتوطيد الروابط الثنائية الاجتماعية والثقافية.

دوليا، قال رئيس الحكومة الإسبانية “بيدرو سانشيز” إن الحرب في أوكرانيا وعدم الاستقرار في شمال إفريقيا تستدعي “مسؤوليتنا المشتركة لدعم النظام الدولي القائم على قواعد”، داعيا إلى “العمل معا للاستجابة للعواقب الوخيمة لهذه الأزمات في منطقتنا”.

وأكد رئيس الحكومة الإسبانية في الختام على المكانة المتميزة التي يحظى بها المغرب في ظل وضعه المتقدم في الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد تتيح، هذا العام، فرصة لتحقيق قفزة نوعية في هذا الإطار.

وانطلقت أشغال الدورة الثانية عشرة للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، اليوم الخميس بالرباط، برئاسة مشتركة بين رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ونظيره الإسباني بيدرو سانشيز.

ويعرف الاجتماع الـ12 رفيع المستوى بين البلدين، مشاركة فيه وفد إسباني بارز يتضمن 12 وزيرا، إلى جانب 12 وزيرا مغربيا، حيث من المرتقب توقيع نحو عشرين اتفاقية بين البلدين.

وعلى هامش هذا الاجتماع رفيع المستوى، جرى أمس الأربعاء بالرباط، تنظيم منتدى اقتصادي مغربي إسباني، أعلن خلاله رئيس الحكومة الإسبانية عن بروتوكول تمويل جديد بقيمة 800 مليون أورو، يهم مشاريع مشتركة في المغرب.

وصباح اليوم الخميس، أيضا، قام رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بزيارة لضريح محمد الخامس، حيث ترحم على روحي الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني.

وفي نفس السياق، أجرى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، صباح اليوم الخميس بالرباط، مباحثات مع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز.

وكان رئيس الحكومة الإسبانية قد حل أمس الأربعاء بالمغرب، من أجل ترأس أشغال الدورة 12 للاجتماع رفيع المستوى المغرب-إسبانيا، إلى جانب رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وهو الأول من نوعه منذ 8 سنوات.

وأمس الأربعاء، أفاد بلاغ للديوان الملكي، بأن الملك محمد السادس، أجرى محادثة هاتفية مع “بيدرو سانشيز”، رئيس الحكومة الإسبانية.

وخلال هذه المحادثات التي طبعها الدفء، يضيف البلاغ ذاته، أشاد الملك محمد السادس، بالتطور الذي تشهده المرحلة الجديدة للشراكة الثنائية، في سياق من التشاور والثقة والاحترام المتبادل، وذلك منذ اللقاء الذي جرى في 07 أبريل 2022 بين الملك ورئيس الحكومة الإسبانية، حيث تم تفعيل الالتزامات التي تضمنها البيان المشترك المعتمد بهذه المناسبة بشكل جوهري.

ونوه الملك، في السياق ذاته، بانعقاد الدورة الثانية عشرة للاجتماع رفيع المستوى المغرب-إسبانيا، بعد ثماني سنوات على عقد آخر دورة لهذه الآلية المؤسساتية.

وفي أفق تعزيز هذه الدينامية الإيجابية في الشراكة الإستراتيجية الثنائية الممتازة، دعا الملك محمد السادس رئيس الحكومة الإسبانية للقيام بزيارة رسمية للمغرب، في أقرب الآجال.

وستشكل هذه الزيارة مناسبة سانحة لتعزيز العلاقات الثنائية بشكل أكبر، من خلال اعتماد مبادرات ملموسة تتميز بالنجاعة، وبمشاريع فعلية في مختلف المجالات الاستراتيجية ذات المنفعة المشتركة، وفق الديوان الملكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *