منوعات

أمطار وثلوج وسيول .. مداشر وقرى بالمغرب العميق تئن تحت وطأة العزلة

لاتزال التساقطات الثلجية والسيول الطوفانية ترخي بظلالها على عدد من جماعات درعة تافيلالت وبني ملال خنيفرة وجهات آخرى، مهددة بحدوث كارثة إنسانية بسبب العزلة، في وقت يبدو فيه أن إيجاد حلول آنية ومستعجلة كالبحث في كومة قش.

وتسببت العواصف الثلجية والسيول التي تجتاح حالياً مدنا وجهات بالمملكة، بإعتبارها الأسوأ منذ سنوات، في توقف حركية السير بمجموعة من المقاطع الطرقية بسبب إرتفاع مستوى الثلوج التي وصلت إلى مستويات مهمة، نظرا لهبوب عاصفة ثلجية ما دفع بمستعمليها إلى الإنتظار بعين المكان لمدة طويلة، مخافة المجازفة بأرواحهم.

كما أدت الثلوج المتراكمة بالأطلس الكبير والمتوسط إلى عزل عدد من الدواوير عن العالم الخارجي، بعد إنقطاع الكهرباء وشبكة الهاتف والأنترنت ما جعل ساكنة هذه المناطق في وضع لايحسدون عليه، خصوصا مع إغلاق المقاطع الطرقية التي تفصل مداشرهم المعزولة بمراكز الجماعات الترابية التي ينتمون لها.

السيول الطوفانية التي شهدتها مناطق مختلفة من المملكة، كان لها وقع خاص، فبالرغم من أنها كانت سببا مباشرا في إرتفاع حقينة السدود وانتعاش الفلاحين، الإ أنها حملت أنباء غير سارة لأسرة شاب بألنيف جرفته سيول وادي أيت صرود، في وقت إبتسم الحظ لثلاثة شبان آخرين بعدما أنقذتهم فرق الإنقاذ من الغرق في واد أيت ضوشن بجماعة وسلسات نواحي ورزازات.

التساقطات المطرية كانت لها هي الآخرى القدرة بأن تخرج مدنا وأقاليم عن بكرة أبيها، وتحولها  إلى مدن عائمة أشبه بـ “فينيزيا” الإيطالية، بعد أن غمرت مياه السيول والأوحال عددا من الأحياء في مشهد أثار استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تناقلوا صور الحدث على نطاق واسع.

مشهد آخر من مشاهد هذه السمفونية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس هو لمنازل منهارة بسبب عوامل التعرية، بما فيها مياه الأمطار، وآخرى مهددة بالانهيار في أية لحظة، بعد أن أصبحت أسقفها متهالكة ومتصدعة، الشيء الذي ينذر بكارثة في ظل إهمال وضعية هذه المنازل من طرف السلطات الوصية.

وفي المشهد الختامي، وجه مصطفى بيناد، الفاعل المدني بإغرم نوكدال بورزازات نداء إستغاثة عاجل إلى السلطات المحلية والإقليمية، للمطالبة بالتدخل لفك العزلة عنها بسبب التساقطات الثلجية الأخيرة التي عرفها الجنوب الشرقي للمملكة، التي أدت في انقطاع حركة السير بعدد من المناطق الجبلية بالأطلسين الكبير والمتوسط، معبرا عن تخوفه الشديد من هذا الوضع الذي بات يقلق راحتها خصوصا مع قساوة الظروف الطبيعية خلال فصل شتاء هذا العام، وِفق تعبيرها.

ووفق شريط الفيديو التي توصلت “العمق” بنسخة منه، فإن  الثلوج التي شهدتها عدد من المناطق بجهة درعة-تافيلالت، تسببت في قطع الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين مدينتي ورزازات والحوز، وتحديدا على مستوى منطقة أجلموس بجماعة إغرم نوكدال التابعة ترابيا لإقليم ورزازات، بالإضافة إلى الطريق الإقليمية 1501 الرابطة بين تيديلي وإغرم نوكدال.

واستنادا إلى الفيديو ذاته، فإن “مجموعة من الجماعات الترابية تعيش عزلة حقيقية عن العالم الخارجي، من بينها تيديلي وإغرم نوكدال وتلوات وغيرها”، مشيرة إلى أن “حركة السير والجولان متوقفة، واستعمال السيارات أصبح غير ممكن في ظل هذه الأوضاع القاسية حاليا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *