مجتمع

ثلوج وفيضانات في عز الجفاف.. هل حان وقت إعلان حالة طوارئ مناخية بالمغرب؟

تساقطات ثلجية - ورزازات

يعيش المغرب في الفترة الأخيرة تداعيات مناخية مختلفة، تتوزع بين الجفاف الذي نسف بهكتارات من الأراضي الفلاحية بعدد من المناطق، خاصة الواقعة بجهة مراكش آسفي، التي تبدو كصحراء قاحلة، وبين الفيضانات التي عرفتها مناطق أخرى كإقليم تنغير وزاكورة، إضافة إلى التساقطات غير المعتادة للثلوج بإقليم ورزازات التي حاصرت المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية.

هذا التغير المناخي الذي تتجرع آثاره مناطق متفرقة من المملكة، دفع بجريدة “العمق”، لطرح أسئلة من قبيل، هل الوضع طبيعي أم راجع إلى التداعيات الخطيرة لتغير المناخ؟ وما الذي على الدولة فعله لمواجهة أضرار وخسائر آثار هذه الظاهرة على أحد بلدان العالم الثالث كالمغرب؟ وهل حان الوقت لإعلان حالة طوارئ مناخية بالبلاد؟

وجوابا على أسئلة “العمق”، قال الخبير في المناخ والتنمية المستدامة محمد بنعبو، “إن ظاهرة الجفاف ليست جديدة على المغرب، حيث عاشت المملكة عدة فترات جفاف على مدى أربعين سنة الماضية بمعدل خمس أو أربع سنوات متفرقة، منذ 1940 إلى حدود 2002، لكن منذ سنة 2003 إلى حدود الوقت الحالي، عرف المغرب أطول فترات جفاف بمعدل ست إلى سبع سنوات متتالية”.

وأضاف بنعبو في تصريح لـ”العمق”، بأن “المنحنى المناخي للمغرب يسجل كل 16 أو 20 سنة مرحلة جفاف تمتد من أربع إلى ست سنوات، كما ارتفع متوسط درجة الحرارة بالبلاد طيلة الأربعين سنة الماضية، في مقابل ذلك انخفضت التساقطات المطرية بنسبة 40 في المائة في نفس الفترة، وهذا يبرز جليا سمات المناخ الجديد للمملكة المغربية، حيث أصبح الجفاف يستحوذ على مساحات كبيرة”.

وعلى عكس ذلك، يضيف بنعبو، “توجد مجموعة من المنظومات البيئية الهشة أصبحت تعاني في ظل هذه التغيرات المناخية وندرة المياه”، مضيفا بأن التساقطات الثلجية التي عرفتها منطقة ورزازات منتصف شهر فبراير الجاري، خلفت صدى طيب لدى الساكنة بالرغم من الأضرار التي خلفتها وعزل مجموعة من الدواوير عن العالم الخارجي”.

وتابع الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، بأن “الملاحظ في سياسة الدولة تجاه هذه الكواث، “بأنها تواجه كل ظاهرة من ظواهر المناخ ببرنامج استعجالي معين، فموجة الجفاف واجهتها الحكومة ببرنامج وطني لمحاربة آثاره، ثم واجهت حرائق الغابات بأسلوب معزول عن البرنامج الاستعجالي، وصولا إلى آثار الثلوج الأخيرة التي واجهته الدولة ببرنامج استعجالي من أجل تموين ساكنة المناطق المتضررة وفك العزلة عن ساكنتها”.

وشدد الخبير على “أنه بدل مواجهة كل كارثة ببرنامج استعجالي أو أسلوب منعزل، “فقد آن الأوان بإعلان حالة طوارئ مناخية على الصعيد الوطني بأسلوب يساعد على جلب الدعم من الصندوق الأخضر للمناخ، الذي عبره يتم تمويل الدول التي تتعرض لآثار تغير المناخ، والمغرب يبقى” حسب بنعبو “من أكثر الدول تضررا من تداعيات هذه الظاهرة العالمية على مستوى شمال افريقيا والبحر الأبيض المتوسط”.

وأبرز محمد بنعبو “أن المغرب يتجرع مرارة آثار تغير المناخ سنة بعد سنة، وعليه أن يعلن حالة طوارئ مناخية بشكل عاجل، إضافة إلى اعتماد مخطط وطني استراتيجي لمعالجة جميع الكوارث المرتبطة بتداعيات أزمة المناخ، سواء ما تعلق بالجفاف أو حرائق الغابات أو الفيضانات أو التساقط الكبير للثلوج أو موجات البرد التي تزيد من أزمة عدد من المناطق المعزولة بتراب المملكة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *