وجهة نظر

إعادة إيواء قاطني مخيمات السمارة: من المسؤول عن تأخر المشروع؟

شهدت الأيام الأخيرة تساقط بعض قطرات الأمطار بإقليم السمارة لم تتجاوز في مجملها أربعين ملم، ولكنها كانت كافية لتعرية هشاشة البنية التحتية ولإثارة النقاش القديم الجديد حول مشكل تأخر مشروع إعادة إيواء ساكنة مخيمات الوحدة الذين يعانون الأمرين مع كل موسم تساقطات، حيث تتساقط الأكواخ التي تؤويهم منذ خمسة وعشرين سنة.

في عز الحملة الانتخابية لانتخابات 04 شتنبر 2015 ، وفي مسعى لكسب أصوات هذه الشريحة التي تعد خزانا انتخابيا لسماسرة وتجار الانتخابات ، جاء أحد الزعماء الحزبيين بالأقاليم الجنوبية ليخطب في ساكنة الربيب و الكايز واعدا إياهم بحل مشكل السكن في ظرف لا يتجاوز ستة أشهر ، و بالطبع كان هذا الوعد الكاذب كافيا لكسب أصوات الساكنة التي منحته أصواتها ليتربع على عرش المجلس الجهوي و المجلس الإقليمي ، ولكن بعد تشكيل المجالس وظهور بوادر البدء في المشروع ، وذلك بعد أن رصدت الميزانية الكافية وقامت كل جهة بواجبها في التموين ، نسي كل هؤلاء وعودهم ودخلوا في صراع الديكة بين المجالس المنتخبة ظاهرها الدفاع عن المشروع وباطنها النزاع حول الكعكة ، وكانت نتيجة ذلك تأخير المشروع سنة كاملة رغم توفر جميع شروط انطلاقه ليصبح مرة أخرى وجبة دسمة لسماسرة الانتخابات ، وفي كل مرة يصدق هؤلاء المساكن الوعود الكاذبة نفسها .

والآن وبعد أمطار الخير الأخيرة التي أسقطت مجموعة من الأكواخ لتترك أهلها في العراء، برز النقاش نفسه لنسمع عن قرب البدء في بناء 370 وحدة سكنية موزعة بين الكايز و الربيب ، وان كان ظاهرها نية هؤلاء المسئولين في وضع حد لمعاناة هذه الفئة ، فان باطن ذلك و الأخبار المتسربة من مطبخ الشركاء المتدخلين في المشروع تفيد بان القوم اقتسموا الكعكة فيما بينهم ، منهم من فاز بصفقة المواد ومنهم من فاز بصفقة البناء وكل ذلك تحت غطاء مقاولة استقدمت من أكادير لوضعها في الواجهة ، كما أن تكلفة بناء 55 متر تجاوزت 170 ألف درهم لتحطم بذلك كل الأرقام القياسية في تكاليف صفقات البناء مع العلم أن سكان السمارة يعلمون جيدا أن تكلفة بناء 100 متر وإتمام أشغالها لا تتجاوز في أحسن الأحوال 100 ألف درهم .

إذن القضية ليست من سيفوز بشرف الإسراع في إيواء قاطني مخيمات السمارة ، بقدر ما هي من سيفوز بأكبر قدر من كعكة الصفقة التي تذر ذهبا على أرباب الشركات الوهمية بالسمارة بينما يعيش أبناء المخيمات في جحيم من المعانات و الذل الذي لم نجد له مثيل في العالم سوى في مناطق النزاعات و الحروب كسوريا و العراق.