سياسة

في ذكرى تأسيسه الـ68.. مخارق: الاتحاد المغربي للشغل سيظل وفيا لمبادئه (صور)

المخارق

تصوير: عزيز صفي الدين

في متحف المدينة القديمة بالدار البيضاء، عرض الاتحاد المغربي للشغل تاريخه النضالي عبر صور ومخطوطات وشهادات وثقت أبرز محطات الاتحاد منذ تأسيسه في 1955، وذلك في حفل الذكرى الثامنة والستين لتأسيس هذه النقابة.

وحضر حفل التأسيس الذي نظمه الاتحاد هذه السنة تحت شعار “68 سنة في خدمة الطبقة العاملة المغربية والجماهير الشعبية من أجل ترسيخ قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية”، مجموعة من قادة وأعضاء التنظيم النقابي.

وفي هذا الصدد، قال الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الميلودي مخارق، إن “هذا الاحتفال يجسد لحظة تأمل في مسار التجربة النقابية الغنية التي راكمها الاتحاد المغربي للشغل باصطفافه إلى جانب الطبقة العاملة وعموم الشعب المغربي، وما بصمه من سجلات وبطولات في تاريخ المغرب المعاصر”.

وتابع مخارق في كلمته بالمناسبة، أن سبب تخليد الذكرى 68، هو أنها “تعد حدثا هاما وبارزا في تاريخ بلادنا وتاريخ الحركة الوطنية والحركة النقابية المغربية، لأنها تشكل لحظة استحضار للتضحيات الجسام التي قدمها الاتحاد المغربي للشغل من أجل استقلال الوطن، وبناء المغرب المستقل”.

وشدد على أن تخليد هذه الذكرى السنوية، “هي أيضا مناسبة من أجل أن يتذكر مناضلونا، وخاصة الشباب منهم، هذا الحدث المهم في التاريخ
السياسي والنقابي للمغرب المعاصر، ولأجل ترسيخ ثقافة الموروث النضالي للاتحاد بكل قيمه ومبادئه وتضحيات مناضليه”.

وذكر أنه “في مثل هذا اليوم منذ 68 سنة، انبثق من رحم الوطنية والكفاح من أجل الاستقلال، أول تنظيم نقابي مغربي، حققت به الطبقة العاملة المغربية إنجازا تاريخيا، متحدية كل قيود الحجر والمنع، ومحققة بشموخ وإباء ما كان محظورا عليها من طرف سلطات الحماية الفرنسية”.

وقال في تذكيره بلحظات تأسيس الاتحاد، “إنه في 20 مارس 1955، اجتمع ثلة من الوطنيين المغاربة في أحد المنازل الشعبية بحي بوشنتوف بالدارالبيضاء، وفي سرية تامة، كانوا يتسللون سطوح المنازل المجاورة، متنكرين في ملابس تقليدية تخفي هوياتهم الحقيقية، حتى لا تكتشفهم أعين البوليس والخونة عملاء الاستعمار المتربص لكل تحركات الوطنيين أنذاك”.

وأبرز أنه “في مثل هذا اليوم منذ 68 سنة، التأم 35 نقابيا من الوطنيين الأفذاذ، بينهم المحجوب بن الصديق والطيب بن بوعزة والإخوة عبد القادر أواب وإسماعيل صدقي ومحمد بنسعيد الحيوي ومحمد التباري والشرقاوي وبلعيد، وغيرهم، وعقدوا اجتماعهم السري الذي خلق الحدث، ونقش على واجهة الساحة الوطنية بحروف أول تنظيم نقابي بالمغرب”.

وعند إعلان ميلاد الاتحاد، يضيف الأمين العام الميلودي مخارق، “حدث تجاوب منقطع النظير، وإقبال مكثف على الانضمام إلى صفوف منظمتهم النقابية التي انهالت عليها انخراطات وأفواج العمال والأجراء الذين وصل عددهم بعد أسابيع قليلة إلى 500 ألف منخرط”.

وأشار مخارق إلى أنه “بعد الإستقلال انخرط الاتحاد المغربي للشغل في معركة بناء وتشييد صرح المغرب المستقل، حيث اجتهد في إنشاء الصناديق الاجتماعية للعمال والمأجورين وعلى رأسها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والتعاضديات والأعمال الاجتماعية”.

وساهم الاتحاد، يقول أمينه العام، “في إرساء القوانين الاجتماعية، وساهم في المجلس الاستشاري الذي يعد أول برلمان مغربي حيث حظي الاتحاد المغربي للشغل برئاسته إلى جانب المرحوم المهدي بن بركة سنة 1957، وفي تأسيس الشركات الوطنية الكبرى مثل صوماكا ولاسامير والمؤسسات العمومية وغيرها”.

وأوضح على أن ما عرضه هو “جزء قليل من الأعمال العظيمة، والخدمات الوطنية الجليلة التي قدمها الاتحاد المغربي للشغل لبلادنا، والتي لن نتوقف أبدا عن تقديم الغالي والنفيس من أجل ازدهارها وتقدمها ومن أجل ضمان العيش الكريم لكل المغاربة”.

وأكد مخارق على أن “الاتحاد المغربي للشغل الذي سيبقى وفيا لمبادئه، ثابتا على مواقفه، لن تثنيه المؤامرات، ولا الدسائس على مواصلة النضال من أجل الرقي بالطبقة العاملة المغربية. ولن يوقف مساره النضالي شيء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *