مجتمع

مختص يوضح “للعمق” لماذا تفشل محاولات التخلص من الإدمان وهل رمضان فرصة النجاة؟

يبادر عدد من المدمنين على المخدرات إلى التفكير في اغتنام فرصة شهر رمضان للتخلص من إدمانهم أو التقليل منه في أفق الافلات من هذه الآفة في مناسبة آخرى.

هذه المحاولة يمكن الحكم عليها بالفشل، في حالتين اثنتين: الأولى عند انعدام عدم إرادة قوية للتخلص، والثانية، لما يغيب عن ذهن المدمن حالة “العود” التي تباغته من حيث لا يدري.

ويبقى شهر رمضان فرصة مُناسبة ومُواتية للتخلص من الإدمان، وفق العديد من الحالات التي نسمع بها، وكذلك وفق ما أكده الدكتور الصيدلاني والمتخصص في طب الإدمان، هشام خرمودي، في حديث مع جريدة “العمق”.

ويقول خرمودي: “فعلا، يعد رمضان من إحدى المناسبات والفرص العظيمة المواتية التي يمكن أن يستفيد منها المدمن، خاصة الجدد وأصحاب الإدمانات الخفيفة، من أجل التخلص من السلوكيات التي يدمنها”.

ويوضح خرمودي، في التصريح ذاته، أنه يجب في البداية الفصل بين نوعين من المدمنين؛ بين المدمن الذي يعترف ويعي بأن ما يدمن عليه مضر ولديه القابلية للتخلص من عاداته، وبين نوع آخر يعتقد أن المخدر شيء أساسي في الحياة، لا يمكن الاستغناء عنه، لدرجة أنه قد يحببها على نفسه.

ويتابع خرمودي أن النوع الأول، أي المدمن الواعي بخطورة ممارساته ولديه إرادة للتخلص منها، وهو موضوع الحديث، يمكن أن يستغل فرصة رمضان من أجل تغيير المحفز لديه؛ “فبعد أن كان المحفز عنده هو ما يدمن عليه، سيقوم  بتغيير سلوكاته إلى أنشطة أخرى محببة لديه، يعمل من خلالها على نسيان المواد التي يدمنها”.

وينبه المتحدث إلى محاولات التخلص من الإدمان شهر رمضان لا تعني بأنها ستكون ناجحة، خاصة عند أصحاب الإدمانات المتقدمة، بل في هذه الحالة نحتاج لعلاج عن طريقة “TCC” وهو ما يسمى بالعلاج السلوكي المعرفي.

كما أن المدمن يجب أن ينتبه لمرحلة معروفة في طب الإدمان، وهي وضعية”الانتكاسة”، أي العودة إلى الإدمان بعد مدة من الانقطاع، فمثلا؛ في مرحلة علاج إدمان تدخين السجائر، يمكن إحصاء حوالي تسعة وضعيات للانتكاسة.

هنا يجب على المدمن أن يكون واعيا بهذه الوضعية التي يمكن أن تباغته في أي لحظة، وبعد سنوات قد تصل إلى 10 سنوات، قصد تجاوز الأمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *