توجيه بنكيران!

الذين ينتقدون هذا التوجيه من غير أبناء البجيدي، من حقهم ذلك، لأنهم يريدون التعبير عن الغضب والسخط تجاه “الحكرة” عبر “تظاهرات احتجاجية” يشارك فيها كل المغاربة بما فيهم أبناء البيجيدي، فهم يتأسفون لهذا التوجيه العسكري الذي يحرم مناضلي البجيدي من تظاهرة الكرامة ضد الحكرة، والإعلاء من قيمة الشهيد محسن فكري رحمة الله عليه في جنة الخلد.

لكن ليس من حقهم أن يتدخلوا في الشأن الداخلي للبجيدي، فهو حزب مستقل، ولا يمكن أن يشارك في تظاهرات، لا يعرف الأحزاب الرسمية أو المؤسسات التي تدعو إلى ذلك، وهذا ليس جديدا على البجيدي، فهو لايشارك في مثل هذه الاحتجاجات التي تعم الوطن يريد ان يعرف الجهة التي تتحمل مسؤولية هذه التظاهرات، ويعرف سقف هذه الاحتجاجات، فهو حزب مسؤول وتقيده التزمات.

من حق بعض أبناء البيجيدي الغاضبين، أن يتأففوا من هذا التوجيه الذي يقيد من حريتهم، بل إن التوجيهات بدأت تتكاثر خلال السنة الأخيرة، وكان آخر توجيه عدم الالتفات للمسيرة المجهولة الهوية التي نظمت قبل الانتخابات، من حق أبناء البجيدي أن يعبروا عن انزعاجهم هذا فهم ليسوا في ثكنة عسكرية، أصبح الكثير منهم يشعر بالاختناق في الفايس بوك.

لكن ليس من حقهم أن يخالفوا توجيه الأمين العام، وأن يذهب أعضاء الحزب كمؤسسة إلى المشاركة في الاحتجاجات التي تعم مجموعة من المدن المغربية، ومن واجبات العضو أن يلتزم لتوجيهات قيادته، لأنه ينتمي إلى التنظيم وليس ناشط سياسيا ينتمي إلى الفايس بوك!

من حقي “أنا” أن أنتقد تلك اللغة البئيسة التي كتب بها التوجيه، ومن حقي أن اتأسف لبنية التوجيه، التي لا تبدأ بالترحم على الشهيد محسن فكري، وتعزي أسرته، والذي يكتب هذا التوجيه “تكنوقراط” جاف، يستعمل اللغة كما يستعمل السكين.

ولكن ليس من حقي أن أهاجم هذا التوجيه، لأن البجيدي، ينسجم مع نفسه ومع منهجه، حينما يتعلق الأمر بالمظاهرات التي تعم الوطن، فهو لم يخرج عن ما ألفناه عنه، بل المستغرب لو دعا أعضاءه إلى التظاهر غدا.

والحمد لله رب العالمين