مجتمع

حرفة بلادي (ح4): صناعة الجلد بفاس.. مهنة تاريخية صامدة منذ قرون (فيديو)

ما تزال صناعة الجلد بفاس صامدة وراسخة منذ قرون، وصارت اليوم من الصناعات التي تميز المدين ويرتكز الاقتصاد السياحي بالمغرب عموما، والعاصمة العلمية على وجه الخصوص.

تمر هذه الحرفة العريقة من مراحل كثيرة لا تقل أهمية الواحدة عن الأخرى، لتصل إلى المستهلك أو السائح، على شكل سروج أو حقائب أو أحذية تقليدية وعصرية، وتنطلق صناعة الجلد من المذبحة حيث تسلخ جلود الأغنام والأبقار والماعز على أيدي الجزارين، ثم تنقل إلى دار الدباغ ليتم تنظيفها من الأوساخ أولا ثم من الدم والشعر.

يتم غسل الجلد وتقطيعه ومعالجته بمواد طبيعية وكيميائية أساسية كالملح والجير والكولاجين، ويتم تخليص الجلد من الدهون والبروتينات غير المرغوب فيها داخل فناء في هواء الطلق، يسمى بالمدبغة وهي عبارة عن أحواض أو براميل تكتسي شكلا هندسيا مستديرا أو مربعا.

يتم تجفيف الجلد بعد تغيير لونه وصقله جيدا على يد المعلم “الصدار”، ثم يذهب به المعلم “الدباغ” إلى سوق الجلد بـ”المرقطان”، لبيعه لأصحاب المحلات الجلدية قبل أن يتم تحويله إلى حقائب يدوية أو سترات جلدية أو أحذية ونعال تقليدية كالبلغة الزيوانية الأصيلة، بالإضافة إلى سروج الخيل وأحزمة وقبعات، وغير ذلك حسب نوع الطلب.

وتعتبر الجلود الفاسية من أجود الأنواع التي تغزو أسواق العالم، وهي مطلوبة من طرف مشاهير الموضة والأزياء الجلدية في روما وباريس وعواصم الأناقة، أما الصناعة التقليدية الحرفية لم تعد مورداً كافياً يتكل عليه، بعد غزو المنتوجات الصينية والتركية أسواق المغرب باستثناء إثارة إعجاب السياح القادمين إلى مدينة فاس من بعيد لالتقاط الصور التذكارية في البازارات المطلة على المدبغة، واقتناء بعضاً من المنتجات المحلية الملوّنة، المصنوعة يدوياً من الجلد الفاسي الشهير.

باقي التفاصيل في الروبورتاج:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *