رمضانيات

كيف نحافظ على المكتسبات الصحية للصيام بعد رمضان؟.. أخصائي يجيب

غدا السبت أول أيام عيد الفطر في المملكة المغربية، وهو ما يعني بداية نظام غذائي جديد مخالف لما كان عليه في شهر رمضان، الذي مكن الصائم من فوائد صحية كثيرة ومهمة من خلال تحسن الأداء العام للوظائف الحيوية للجسم.

ويتساءل الكثيرون عن الأسلوب الصحيح الذي يتوجب عليهم اتباعه في مواصلة الحياة بعد الصوم؛ خصوصًا ما يرتبط منها بعلاقتهم بالطعام.

وفي هذا السياق، قال الأخصائي في الطب الرياضي وطب الأسرة، عبدالغني خرشافي، إن الصوم سيتحول إلى عملية من دون فائدة إذا عاد الشخص إلى عاداته الغذائية السيئة في تناول الطعام قبل الصوم، مؤكدا على أن المحافظة على نتائج الصوم تتطلب اتباع نمط معيشي صحيح بعد الصوم.

وذكر خرشافي في حديث مع جريدة “العمق” أن الفوائد الصحية للصيام عديدة ومثبتة علميًا، حيث يتم تطهير جسم الإنسان من الخلايا القديمة والدهون والفضلات والسموم التي تراكمت خلال العام من خلال نظامه الغذائي ونشاطه.

وأضاف أن الصيام  ينعش الجلد ويقوي الأسنان ويقوي الشعر ويهدئ الحواس ويزيد التركيز، لذلك فإن رمضان هو فرصة جيدة “للتخلي” عن بعض العادات السيئة الضارة بالصحة، مثل الإقلاع عن التدخين ، وتقليل إدمان الكافيين، وغيرها من العادات التي تضر بصحة الإنسان.

وأشار المتحدث إلى أن جسم الإنسان يتكيف تماما مع الصيام خلال النصف الثاني من رمضان، وأن القولون والكبد والكليتين والجلد كلها أعضاء تكون في فترة علاج كامل لإزالة السموم.

وأشار الطبيب ذاته إلى أن الصيام له تأثير إيجابي على القلب والشرايين، حيث يسجل انخفاض للضغط الشرياني واعتدال في نبض القلب ونزول في الوزن، بالإضافة الى انخفاض مستوى الكولسترول الضار والدهون الثلاثية وحمض اليوريك وغيرها من الشوائب في دم الصائم.

وشدد المتحدث على ضرورة الحفاظ على ما وصفها بمكتسبات رمضان، وعدم خسارتها في أول أيام العيد من خلال الإقبال على الطعام والشراب بطريقة غير صحية، وخاصة الإفراط في تناول اللحوم الدسمة وشرب كميات كبيرة من القهوة المشبعة بالكافيين الذي يرفع الضغط ويزيد من تسارع النبض مما قد يتسبب بنوبات قلبية خطرة، وفق تعبيره.

يتوجب على الصائم للمحافظة على صحته، يؤكد خرشافي، الاستفادة من مكتسبات رمضان، والالتزام بتغيير تدريجي في أوقات وجبات الفطور والغداء، إلى جانب تناول وجبات صغيرة ومتفرقة طيلة اليوم، وتناول وجبات من الخضر والفواكه، لما تحتويه من فيتامينات واقية ومعادن بناءة وألياف غذائية مهمة.

وقال إن تغيير النظام الغذائي بعد شهر رمضان بشكل كامل وسريع قد يؤدي إلى مشاكل في المعدة وغيرها، ولذا ينصح بالاستمرار في اتباع نفس النظام الغذائي الصحي الذي كان متبعا خلال شهر رمضان تقريبا، والعودة تدريجيا إلى النظام الغذائي العادي، مع عدم المبالغة بالطعام من حيث الكمية والنوعية.

وأشار إلى أن الصائمين من فئة المدخنين يجب أن يستثمروا فرصة رمضان للإقلاع عن التدخين الذي يعتبر السبب الأول في حدوث الجلطات القلبية والدماغية.

وتوجه في ختام تصريحه إلى الصائمين بمجموعة من النصائح التي قال إنها ستمكنهم من الحفاظ على المتكسبات الصحية خلال شهر الصيام، ونصح بتجنب الأكل ما بين الوجبات أو ما يسمى بـ”الوجبات الخفيفة” التي لها ضرر كبير على صحة الإنسان، خاصة في فترة المساء.

وقال إن هذه العادة من بين الأسباب الرئيسية لزيادة الوزن، والسمنة والسكري، والكوليسترول، مشيرا إلى أن تجنبها يمكن من خلال شرب الكثير من الماء على مدار اليوم لتعزيز الشعور بالشبع.

وشدد خرشافي على النوم الكافي والمريح والذي يساعد على تعزيز التعافي واستقرار عملية التمثيل الغذائي، فضلا عن ضرور الانخراط في نشاط بدني مناسب يمارس مرتين في الأسبوع على الأقل.

وقال إن تناول الطعام بحكمة له أثر في المحافظة على صحة جيدة، إذ يجب استئناف الأكل الصحي بمجرد انتهاء شهر رمضان عن طريق تناول أطباق أخف و تجنب الأطعمة المقلية، وتجنب الوجبات الثقيلة جدًا أو الحد منها على الأقل.

ولفت خرشافي إلى أنه من الضروري التأكد من أن الانتقال من الصيام إلى الأكل المنتظم بعد رمضان يتم بالطريقة الصحيحة، وأن استئناف النظام الغذائي تدريجيًا لفترة تساوي على الأقل عدد أيام الصيام.

ودعا المصدر ذاته إلى تجنب تعاطي الخبز الأبيض والمنشطات مثل القهوة والشاي، وإلى تجنب الإفراط في السكريات في الأيام الأولى وتناول الأطعمة النشوية والأطعمة الدسمة والسعرات الأخرى برفق، وتناول الفاكهة والخضروات الطازجة وتناول الحبوب الكاملة.

وشدد على ضرورة شرب الكثير من الماء لترطيب الجسم، والحرص على الحفاظ على عادة الصيام (الصيام المتقطع jeune intermittent ) وجعله أسلوب حياة، ولكن من الضروري استشارة خبير صحي لتحديد الصيغة المناسبة والمدة التي يجب احترامها. ومراعاة عدة عوامل منها: العمر ، والوزن ، ووجود مرض مزمن ، ونمط الحياة، وفق ما جاء في تصريح الدكتور عبد الغني خرشافي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *