سلاح ” الإحراج “

قناة فضائية تستضيف شخص يدعي تمثيله حركة “فتح”، وكانت الحلقة تناقش موضوع الكفاح المسلح ضد الاحتلال الصهيوني، لقد طرح مقدم البرنامج سؤال مباشر على هذا الضيف، حيث قال: ” إذا اجتاح الجيش الصهيوني كل الضفة الغربية ما هو رد فعل حركة “فتح”؟ وأردف قائلا هل ستكون مواجهة مسلحة وعمليات نوعية كما كان في الانتفاضات السابقة؟ وبدون مقدمات بدأ هذا الفتحاوي “المزور” في جلد أصحاب خيار الكفاح المسلح، واعتبر تسليح الانتفاضات السابقة خطأ فادح..!!، و انتقد العمليات الاستشهادية في تل ابيب قبل أن يستدراك ويترحم على الشهداء..!!، وقال إن حركة “فتح” مع الهبة الجماهيرية و مع المقاومة الشعبية السلمية، وأن تسليح الانتفاضة سيقدم خدمة ل (نتن ياهو)، وقال ردا على فرضية الإجتياح: – (سواء اجتاحوا ولا ما اجتاحوا لن يكون هناك تسليح للانتفاضة..)، وأضاف وهو في حالة انفعال أن كل فلسطين مجتاحة حاليا بما فيها غزة..!! لكن الحقيقة التي تؤلم ” المزور” و كذا سلطة “أوسلو” هي أن غزة ليست “مجتاحة” بل هي محررة لكن محاصرة من الصديق قبل العدو، والدليل على ذلك أنك لن تجد حاجز أمني واحد داخل غزة ولا جندي صهيوني أو مستوطن، لقد تمنى المقبور ” رابين” أن يستيقظ يوما ويجد غزة قد ابتلعها البحر، وفر منها الصهيوني ” شارون” وأخرج جيشه على عجل وخرج كل مستوطن كان فيها إلى اليوم، وهذا بفضل المقاومة المسلحة التي يرفضها الفتحاوي المزور، وفي الأخير قال له مقدم البرنامج هل حركة “فتح ” مع تسليح المقاومة الشعبية أم لا.؟ أجاب قائلا 🙁 بصفتي أمثل حركة “فتح” انا ضد فكرة التسليح ومع الهبة الجماهيرية والمقاومة السلمية لإحراج إسرائيل)، أولا نبارك لسلطة أوسلو ولهذا الفتحاوي المزور إنتاج سلاح (الحرج) M9 المطور، وعليه نحذر العدو و قطعان المستوطنين من سلاح ” الحرج” المدمر، إن سلطة “أوسلو ” تستعمل المقاومة الشعبية السلمية بهدف إظهار عنف العدو و إحراجه، أمام مجلس الأمن و الإتحاد الأوروبي و أمام “رعاة ” مفاوضات السلام بما فيهم” الراعي” الأمريكي، لكن المشكل هو أن عشرات القرارات و العقوبات صدرت ضد العدو الصهيوني وبقيت حبر على ورق، إذن بماذا يفيد سلاح “الإحراج” إذا كان العدو لا تطبق عليه العقوبات، لقد جرب الشعب الفلسطيني كل أساليب المقاومة تقريبا بما فيها السلمية، لهذا خلص الشعب الفلسطيني إلى مسألة مهمة بعد هذه السنين الطويلة من مقاومة الاحتلال، وهي أن الإحراج يكون مفيدا عندما تواجه جيش فيه بقية من اخلاق، لكن العدو الصهيوني و قطعان مستوطنيه همج لا يردعهم إحراج دولي ولا قوانين أو عقوبات، فقط منطق القوة هو الذي يفيد في الردع بحيث يجب ان تفاوض و يدك على الزناد، لأن الاعتماد على الإحراج وحده غير كافي، لهذا يجب إسناد الهبة الجماهيرية بالسلاح، ولن نرجع كثيرا إلى الوراء كي نؤكد على مصداقية خيار المقاومة المسلحة، لقد هدد اليمين الصهيوني المتطرف باقتحام المسجد الأقصى في رمضان وذبح القرابين داخله، فكان الرد صواريخ من غزة وجنوب لبنان و الجولان و عمليات نوعية ضد المستوطنين، عندها تم منع قطعان المستوطنين من الاقتحامات بدعوى ” تهديد” أمن إسرائيل..!!، مسرور المراكشي يقول لكم : – ( والله لولا ردع المقاومة المسلحة للعدو لكان المتطرف الصهيوني”بن غفير” يقضى حاجته أعزكم الله في الأقصى عند كل مناسبة دينية )، لكن هذا الفتحاوي المزور يريد “إحراج” بن غفير بالمقاومة الشعبية السلمية فقط، نقول لهذا المغفل يمكن الجمع بين خيار المقاومة المسلحة و الهبة الشعبية، لكن منطق سلطة ” أوسلو ” هو إلغاء الكفاح المسلح نهائيا، ثم بعد ذلك التفرغ للقضاء على الهبة الجماهيرية في المرحلة الأخيرة، لأنهم في الحقيقة لا يريدون تحرير فلسطين لا بالمقاومة الشعبية ولا بغيرها، فلو كانوا صادقين فعلا لكان الأولى بهم إلغاء التنسيق الأمني ( المقدس)، لهذا فكلام هذا المنتحل صفة فتحاوي ما هو إلا ذر الرماد في العيون و التغطية عن الطابور الخامس، مع الأسف فيه الكثير من كوادر ” فتح ” الذين تنكروا لتاريخ الحركة المجيد في الكفاح المسلح ومبادئها الوطنية، إن جيش المنافقين خطر على الثورة وعلى المقاومة والوطن، (.. يحسبون كل صيحة عليهم، هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون..) سورة المنافقين، هذا تحذير من العليم الخبير أنزل في حقهم قرآن يتلى إلى يوم الدين، لهذا على الفتحاويين الشرفاء القابضين على جمر المبادئ والمخلصين لنهج الكفاح الوطني المسلح، أن يطهروا حركة ” فتح ” من أمثال هذا الفتحاوي المزور الذي يتكلم باسم “فتح”، لقد فقدت هذه الحركة المناضلة الكثير من بريقها بسبب أمثال هذا الفتحاوي المزور …
خلاصة
لماذا سميته بالفتحاوي المزور لأنه ببساطة لا يعبر ولا يمثل كل عناصر “فتح”، فالتاريخ والواقع يشهد بأن شرفاء حركة فتح لم ولن يتخلوا عن الكفاح المسلح، قد ينخدعوا لبعض الوقت لكن ليس كل الوقت، إن الكثير من الفتحاويين منخرطين في صفوف المقاومة في غزة، والكثير منهم انضم إلى فصائل المقاومة المسلحة في الضفة، والزمرة الخائنة في سلطة أوسلو بدأت تنكشف مخططاتهم أمام الجميع وما هي إلا مسألة وقت حتى ينتفض الشعب الفلسطيني بقيادة فتحاويين شرفاء لتطهير السلطة من رجسهم.
اترك تعليقاً