سياسة

بوريطة: المغرب والمملكة المتحدة طورا علاقات استراتيجية قوية في كل المجالات

قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي المغربي البريطاني، تأتي في إطار التطور الجد إيجابي في العلاقات بين البلدين، مضيفا أنه بتعليمات ملكية طوّر المغرب مع المملكة المتحدة علاقات استراتيجية قوية في كل المجالات.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي جمع بوريطة بوزير الدولة البريطاني لجنوب ووسط آسيا وشمال إفريقيا والأمم المتحدة والكومنولث، اللورد أحمد طارق، عقب توقيع الطرفين على إطار استراتيجي للتعاون بين المغرب وحكومة بريطانيا بشأن العمل المناخي والطاقة النظيفة والنمو الأخضر.

وأوضح بوريطة، أن العلاقات المغربية البريطانية، علاقات متجذرة، والعلاقات الدبلوماسية لديها أكثر من 13 قرن كما أن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين لديها قرون، حيث أن الاتفاق الأول يعود إلى 300 سنة وكان في مجال الأمن والتنمية بين البلدين.

وأشار المسؤول الحكومي بالزيارات المتبادلة على أعلى مستوى بين البلدين، سواء الزيارات الوزارية والتنسيق في مجموعة من القضايا والحوار الدائم حول القضايا الإقليمية والدولية، مضيفا أن البلدين تجمعهما علاقات برلمانية وتعاون أمني وعسكري جد متطور.

وأضاف وزير الخارجية، أن المملكة المتحدة، شريكة اقتصادي واستراتيجي للمغرب، حيث شهدت المبادلات التجارية تطورا مهم في السنوات الأخيرة، وسجلت أكثر من 12 بالمائة كمعدل في العشر سنوات الأخيرة، وهو أعلى مستوى للنمو للمبادلات التجارية بين المغرب وشريك اقتصادي.

وسجل المتحدث، تطور التبادل التجاري بين البلدين، حيث تطور بـ3 مرات في الثلاث سنوات الأخيرة، وأصبحت الصادرات المغربية إلى المملكة المتحدة اليوم صادرات جد مهمة، مشيرا إلى أن مشاركة المملكة المتحدة في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، كضيف شرف دليل على هذه الدينامية الجديدة.

واعتبر أن حضور 30 شركة من المملكة المتحدة في معرض الفلاحة بمكناس، يعكس رغبة البلدين في تطوير العلاقات الثنائية، مبرزا أن هناك آفاق لتطوير أكثر للعلاقات الاقتصادية والتجارية ولتنمية الاستثمارات البريطانية في المغرب.

وأكد الوزير أن المغرب يرحب وسيواكب إرادة المستثمرين البريطانيين في الاستثمار بالمغرب في قطاعات مهمة كالاقتصاد النظيف والطاقات المتجددة، وغيرها من المجالات، منوها في هذا الإطار باتفاق التعاون الموقع في الطاقات النظيفة، حيث اعتبره مهما وسيشكل مظلة لمشاريع اقتصادية وبرامج تعاون بين البلدين.

على المستوى الإنساني، أوضح بوريطة، أن هناك تطورا مهما في العلاقات منذ التوقيع على اتفاق التربية والتعليم سنة 2018، إذ تم افتتاح 7 مدارسة بريطانية بالمغرب، وهناك آفاق لفتح مدارس أخرى، وهذا يدل وفق تعبيره على أن هذا المجال مهم للتعاون وعلى رغبة المغاربة في الاستفادة من تجربة المملكة المتحدة.

وسجل المسؤول المغربي، أن العلاقات بين البلدين في الشق السياحي في تطور بشكل كبير، إذ أن هناك 52 رحلة جوية أسبوعية بين المغرب والمملكة المتحدة، مضيفا إلى أن الهدف هو الوصول إلى مليون سائح من المملكة المتحدة يزور المغرب سنويا.

وأكد بوريطة، أن “التوجه الذي جاءت بتعليمات ملكية هو أن تصبح المملكة المتحدة شريكا استراتيجيا قويا في كل المجالات واليوم يتجسد على أرض الواقع، والجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بينت بأنه تحقق الكثير والطموح أن نحقق أكثر في كل المجالات”، وفق تعبيره.

في سياق متصل، رحب وزير الخارجية المغربي بالموقف الإيجابي للمملكة المتحدة من قضية الصحراء المغربية، ودورها البناء في إطار مجلس الأمن الدولي كعضو ضمن فريق أصدقاء الأمين العام فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية وكعضو دائم داخل مجلس الأمن ومهتم بالأمن والاستقرار في شمال افريقيا.

وأوضح بوريكة، أنه تم الاتفاق خلال هذه الجولة على تعزيز التنسيق في القضايا الدولية والإقليمية وفي المحافل المتعددة الأطراف، والاشتغال بشكل قوي كشركاء فيما يخص الأمن والتنمية في إفريقيا وفي تعزيز الأمن والتعايش في الشرق الأوسط والدفع بمصالحنا وقيمنا في اطار المنتديات المتعددة الأطراف.

وجدد التأكيد على حرص الملك محمد السادس على التنسيق بشكل أكبر مع المملكة المتحدة، وتطوير هذه العلاقات في كل المجالات، معبرا عن أمله في أن تعطي الجولة الرابعة رسالة للفاعلين الاقتصادين وأيضا في مجال السياحة والتعاون الأمني والعسكري والثقافي بأن هناك رغبة مشتركة للحكومتين لتطوير هذه العلاقات، حتى ينخرطوا بشكل أكبر في إغناء هذه الشراكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *