ملتقى بوزفور للقصة القصيرة.. حنضور يتحدث عن المنجزات والأهداف والإكراهات

راكم نادي الهامش القصصي 19 دورة من ملتقى أحمد بوزفور الوطني للقصة القصيرة، تناولت الأخيرة منها، التي احتضنتها مدينة زاكورة نهاية الأسبوع الماضي، موضوع “القصة والتحولات الاجتماعية”، وذلك بحضور كتاب ونقاد ومهتمين بالقصة القصيرة، من قبيل أحمد بوزفور، محمد صوف، ربيعة عبد الكامل، سلوى ياسين، مصطفى جباري، قاسم مرغاطا، سعيد كريمي، عبد الرحمان التمارة، سعيد رضواني، هشام ناجح، وغيرهم.
وفي حوار لجريدة “العمق” مع رئيس نادي الهامش القصصي، سعيد حنضور، على هامش هذا الملتقى الذي تم بدعم من وزارة الثقافة، تحدث عن أهداف هذا الملتقى سواء المحققة منها أو المسطرة، كما نبه إلى الصعوبات التي تعترض تنظيمه، خاتما كلامه بالحديث عن الحافز الذي يجعل نادي الهامش القصصي يستمر في هذا المضمار.
ألا يبدو تنظيمكم لملتقى بهذا الحجم في مدينة مثل زاكورة مغامرة كبيرة؟
تنظينم تظاهرة ثقافية بصفة عامة في المغرب أمر تعترضه مجوعة من الصعوبات، فبالأحرى لو تم تنظمها في الهامش، حيث الموارد المادية ضعيفة ومحدودة، والناس منشغلون بصعوبة وقساوة الظروف الاجتماعية، بالإضافة إلى البعد الجغرافي للمؤسسات ومختلف المرافق.
لكن في المقابل يزخر الهامش برصيد مميز من الموارد البشرية، فهنا أشخاص يشتغلون بصدق وحب ونكران للذات، ليظهروا مدينة زاكورة في أبهى حلة، ويمارسون الفعل الثقافي المميز، الذي يجب أن ينجز، بجميع الوسائل الممكنة والمتاحة.
تجربة الهامش القصصي في تنظيم ملتقى أحمد بوزفور الوطني للقصة القصيرة بلغت اليوم دورتها الـ19، وهذا ليس بالأمر الهين والسهل. هذا تراكم. لقد بدأت مكاتب سابقة لنادي الهامش القصصي العمل قبل سنوات، فالكل يشتغل حسب الظروف، ويبقى الهدف الأسمى هو تحبيب فعل القراءة، للشباب والأطفال خصوصا.
بلغة الأهداف.. أين وصلتم وماذا تحقق وما هي مطامحكم في المستقبل؟
كما أسلفت الذكر، فإن 19 دورة من الملتقى الوطني أحمد بوزفور ليس بالأمر السهل والهين. فهناك تراكم سواء على مستوى الغنى الثقافي والمواضيع التي نوقشت في الدورات السابقة، أو على مستوى الندوات والمواضيع التي تم التطرق لها خلال هذه الدورة، وأغلبها لها علاقة بالمحيط والراهنية التي تكون في المجتمع.
هناك أهدف تظهر على المدى الطويل خاصة في المجال الثقافي، يكفي أن عددا من التلاميذ كانوا في الهامش القصصي يقتنون كتبا ويحضرون الورشات أصبحوا الآن نقاد يعدون ورقات، شقوا طريقهم في هذا المجال، وحتى من لم يشق طريقه ككاتب أو قاص أو روائي، فقد تشرب حب القراءة.
بعض أهدافنا تظهر أيضا في الجائزة الوطنية للقصاصين الشباب التي وصلت دورتها الثامنة هذه السنة، فالأغلبية من الأسماء المتوجة تشق طريقها في المجال، ويكون لها صدى على المستوى الإعلامي، لأن الملتقى يشكل لها فرصة للقاء عدد من الكتاب والنقاد.
لا أخفيكم أن هناك أهداف لم تتحقق بسبب طبيعة الجمعيات الثقافية، وهنا أتحدث عن خضوع الجمعيات الثقافية تكون لقانون الجمعيات “ظهير “58”. ربما يجب أن يكون نوع من التكييف لتلك القوانين لكي يمكننا مسايرة التطور الحاصل، خاصة إذا نظرنا إلى شبكات التواصل الاجتماعي وتغيير الأجيال.
ويظل الهدف الأسمى في الأخير هو نشر قيم الجمال والحرية واحترام الآخر وتهذيب الذوق الفني والجمالي، أخذا بعين الاعتبار المؤثرات الموجودة في المجتمع خاصة على الاطفال والشباب. فلكي تجعل طفلا يحمل بين يديه كتابا ويقرأ ليس بالأمر السهل. الكتب متوفرة، ولكن تحتاج إلى مجهود كبير لكي تجعل طفلا أو شابا، ربما له اهتمامات أخرى، متعودا على القراءة.. هذا مجال اشتغالنا في المؤسسات التعليمية، نحاول التركيز على الأطفال على أمل أن يصبحوا كتابا ويشقوا طريقهم في المجال الأدبي.
ما الحافز الذي يجعلكم تستمرون في هذا العمل في ظل الصعوبات التي ذكرت؟
هناك حافز داخلي قوي، نحن داخل جمعية “الهامش القصصي” أصدقاء وإخوة قبل أن نكون أعضاء داخل جمعية. تجربة النادي سكنتنا ولا نريد لها أن تتوقف. فعلا هناك إكراهات كبيرة لكن دائما هناك آمال وتحدي للتغلب عليها.
أحيانا نجد العمل صعبا وفيه عراقيل وإكراهات، لكن نتساءل من سيقوم به إذا نحن تخلينا عنه؟ نحن ولدنا في هذه الرقة الطيبة المباركة، وبالتالي فنحن من يجب أن يحمل هذا المشعل، ونحن نحمله بكل حب، فمادمنا قادرين على العطاء فسيبقى فينا هذا الحب نواصل عملنا بكل تفان وبكل بالوسائل المتاحة والممكنة.
اترك تعليقاً