مجتمع

بنيس يلتقي نزلاء سجن بني ملال للحديث عن “تمغربيت”

حل الباحث و الأكاديمي سعيد بنيس، أمس الخميس، ضيفا على المقهى الثقافي بالسجن المحلي بني ملال،  وذلك في إطار لقاء فكري مفتوح مع نزلاء ونزيلات المؤسسة، حول كتابه الموسوم بعنوان: “تمَغْرِبِيتْ… محاولة لفهم اليقينيات المحلية”.

وقد نوه سعيد بنيس بفكرة المقاهي الثقافية في السجون، مؤكدا على أهمية هذا النوع من اللقاءات التي يحتضنها المقهى الثقافي بالمؤسسة، سواء من حيث غنى المواضيع التي يتم تتناولها، نظرا لما تكتسيه من أهمية وراهنية، وما يستتبعها من نقاش عميق مع نزيلات ونزلاء المؤسسة، فهي بحق تشكل فضاء رحبا للنقاش الجاد والمسؤول ومجالا للتكوين والتأهيل لإعادة الادماج، وفق تعبيره.

و أشار بنيس في كلمة له إلى أن كتابه “تمَغْرِبِيتْ… محاولة لفهم اليقينيات المحلية”، عمل حاول أن يعيد إلى دائرة الاهتمام بمفهوم تمغربيت في ظل متغيرات التي عرفها ويعرفها المجتمع المغربي، وما طرأ عليه من تحولات جذرية وتفاعلات في العالمين الواقعي الافتراضي، وتروم محاولته هذه فهم سردية تمَغْرِبِيتْ والغوص في جدوى استيعاب اليقينيات المحلية، واعادة التأمل في بعض ملامح الشخصية و الهوية المغربية.

كما أوضح بنيس أن تمَغْرِبِيتْ ترتبط بطريقة عمودية وأفقية بجميع مناحي حياة المغاربة داخل وخارج أرض الوطن، من خلال تصوراتهم و تمثلاتهم ومواقفهم وأفكارهم حول بوادر الشخصية المغربية و مقولة الأمة المغربية و التنوع و التعدد و القوى الناعمة و البيئة الثقافية وثنائية الرسمي و الترابي و التمظهرات الهوياتية و الطقوس الغذائية.

وقال:” إن ما يميزنا هو تاريخنا” فتمَغْرِبِيتْ هي المظلة الثقافية لكل مغربي بغض النظر على أصلة الثقافي أو اللغوي، مشيرا كذلك إلى أن غلاف الكتاب يحيل على هذا الغنى والتنوع الثقافي الذي يميز المغرب بكل مكوناته الثقافية و التاريخية و المجالية.

ويضيف بنيس أن محاولته هذه تروم فهم سردية تمَغْرِبِيتْ، كسردية مغربية تتقاطع ضمنها اليقينيات المحلية، وأضحت خيارا استراتيجيا وثقافيا ومؤسساتيا وسياسيا ودستوريا وإنسانيا وحضاريا كذلك.

وأضاف ان هذا يقتضي تثبيتها عبر ضبط آليات التساكن وممكنات العيش المشترك وتعزيز عناصر الرابط الاجتماعي وبناء عقد مجتمعي، أساسه تحقيق تنمية نوعية، تزاوج بين القوى الناعمة والقوى الصلبة، وتُبَوِّئُ المملكة المغربية مكانة متميزة على الصعيد الإقليمي والعالمي. لاسيما في ظل تراجع قيم العولمة واسترجاع مرجعيات الخصوصية ومن بينها سردية تَمَغْرِبِيتْ التي تنبئ بظهور مناطق غير معولمة، ترتكز على إعادة اكتشاف قيمة الاكتفاء الذاتي، وتعميق التمثلات حول اليقينيات المحلية.

يذكر ان سعيد بنيس باحث وأكاديمي بجامعة محمد الخامس الرباط، حاصل على درجة دكتوراه الدولة في العلوم الاجتماعية  سنة 2006، بكلية الآداب و العلوم الانسانية بالرباط، وعضو بمجموعة من اللجن والمؤسسات العلمية، كما أنه باحث مهتم بقضايا التنمية الجهوية والقيم الثقافية والتغير الاجتماعي، القيم و الأخلاق، الهوية السياسية…، وله العديد من المساهمات العلمية الفردية و الجماعية.

يشار إلى أن برنامج المقاهي الثقافية بالسجون فكرة أطلقتها المندوبية منذ سنة 2017 في إطار الجيل الجديد من البرامج التأهيلية، التي يتم من خلالها تمكين نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية من لقاءات مع رجالات الثقافة والفن والعلم، وعيا منها بضرورة اعتماد وسائل ناجعة ترمي إلى تحقيق التكامل بين البرامج الثقافية والفكرية وبرامج تأهيل السجناء لإعادة الإدماج، وتطوير مجال انفتاح السجين على العالم الخارجي تمهيدا لإدماجه فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *