منتدى العمق

الأمراض النفسية آفة زماننا

المرض النفسي أو ما يعرف باضطرابات الصحة النفسية والعقلية، هو مجموعة كبيرة من أمراض الصحة النفسية، وهي اضطرابات تؤثر سلبا على المزاج والسلوك والتفكير ونمط العيش، ومن أشهر هذه الأمراض وأكثرها انتشارا في وقتنا الحاضر:  الاكتئاب والقلق والخجل الاجتماعي والتوتر، واضطرابات الشهية، والسلوكيات التي تؤدي للإدمان، واختلال الآنية…وهذه الأمراض النفسية قد توصل في كثير من الأحيان إلى أمراض جسدية وذلك لما بين النفس والجسد من ترابط وتأثير وتأثر.

ولكن مع الانتشار الكبير لهذه الأمراض واستشرائها في مجتمعاتنا، فإن كثير من الناس  يجهلها، بل هناك من ينكرها وينفي وجودها، وبالتالي فهذا الجهل أو إنكار الوجود يؤثر سلبا على المريض ولا يوفر له تلك البيئة المناسبة للبرء والعلاج، بل على العكس من ذلك قد يؤدي هذا إلا تأزم حالة المريض وازديادها سوءا، وذلك بسبب السخرية منه و الاستخفاف بمرضه، بالإضافة إلى وسمه بأوصاف وسماعه لكلام يعمق جروحه النفسية.

إن أهم معالج للمريض النفسي هو الدعم النفسي الذي يجب أن يتلقاه ويحيطه من أقربائه وخلانه، وهذا لأن المرض النفسي في حد ذاته سببه في كثير من الأحيان هم أشخاص محيطين بالعليل، أثروا عليه بقصد أو بدون قصد، عن سبيل الاستهزاء به أو التقليل من شأنه، وعدم منحه الفرصة ليثبت ذاته وكينونته، وخاصة في مرحلة الطفولة. أو قد يكون ناتجا عن صدمة نفسية أو عاطفية أو اجتماعية تعرض لها الشخص ولم يتحمل ثقلها ووقعها عليه.

إن الحالات النفسية الحرجة والعسيرة  يرجع سبب حدوثها في الغالب إلى مرحلة الصبا، وبهذا فإن الوالدين يلعبان دورا هاما وبارزا في رسم معالم شخصية أطفالهما، فالطفل إذا وجد من يوجهه ويثق فيه ويسمع له فستكون احتمالية إصابته بهذه الأمراض النفسية على تنوعها ضئيل جدا بالمقارنة مع طفل لم  يتلق نفس الاهتمام ونفس المعاملة.

إن الأمراض النفسية هي آفة زماننا، وهي منتشرة في وقتنا الحاضر أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي وجب تضافر الجهود للعمل من أجل الحد منها أو على الأقل التخفيف من حدتها، ولعل أنجع الحلول وأهمها: حرص الوالدين والمعلمين والمجتمع على التعامل مع الأحداث بالحب والاحترام، ونشر الروح الإيجابية وإعطاء الفرصة لهؤلاء الأطفال لإثبات ذواتهم وعدم السخرية أو الاستنقاص منهم، هذا بالإضافة إلى نشر ثقافة الوعي بهذه الأمراض بين الناس وفي مختلف وسائل الإعلام، وإفهام العامة والخاصة بالطريقة المثلى للتعامل مع المرضى. وذلك لأن هذه الأمراض علاجها سلوكي معرفي أكثر مما هو دوائي كيميائي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *