أخبار الساعة

“كايسيد” يطلق ثاني زمالة لصحافة الحوار بمشاركة صحافيين من 15 دولة عربية

انطلق مساء اليوم الثلاثاء، برنامج “زمالة الصحافة للحوار” في نسخته الثانية، والذي يشرف على تنظيمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات المعرف اختصارا باسم “كايسيد”، وذلك بمشاركة صحافيين ينتمون لـ15 دولة عربية.

ويهدف برنامج “الصحافة للحوار” إلى تزويد الصحافيين العرب بمهارات ومعارف وأطر عمل تسهل عملهم في تجسيد ثقافة الحوار بين أتباع الأديان، ومبادىء صحافة الحوار عبر أنشطتهم وتغطياتهم الصحافية والإعلامية، بما يكرس ثقافة الحوار في المجال الإعلامي العربي.

البرنامج انطلق بجلسة افتتاحية عن بعد، شارك فيه الأمين العام لمركز “كايسيد”، الدكتور زهير الحارثي، ومايا سكر، مسؤولة برامج في “كايسيد” ومديرة برنامج زمالة الصحافة للحوار، ووسيم حداد، مدير برنامج المنطقة العربية في “كايسيد”، ودافيدي كابيكي، مدير البرامج في “كايسيد”.

وإلى جانب مسؤولي “كايسيد”، شارك في الجلسة الافتتاحية أزيد من 60 صحافيا وصحافية، ضمنهم 34 من المقبولين في الدفعة الثانية من برنامج الزمالة ينتمون إلى 15 دولة عربية، إلى جانب خريجي الدفعة الأولى من البرنامج.

وستنطلق الدورات التدريبية الميدانية للبرنامج، بدورة أولى في العاصمة الأردنية عمان، شهر يونيو الجاري، ودورة ثانية في تونس، على أن يُختتم بدورة نهائية في العاصمة البرتغالية لشبونة، حيث ستتخلل هذه الدورات، تدريبات وجلسات توجيهية وإرشاد إفتراضية.

ويمثل الصحافيون المشاركون في دفعة هذا العام، دول السعودية ومصر والعراق ولبنان واليمن والأردن والمغرب والسودان وموريتانيا وتونس والجزائر وليبيا وفلسطين والإمارات، إذ سيعمل المشاركون على تطوير وتنفيذ مشاريع محلية تعزز التنوع والحوار بين أتباع الأديان والثقافات في الإعلام.

نحو ثقافة الحوار

وخلال الجلسة الافتتاحية، عبَّر الأمين العام لمركز الحوار العالمي “كايسيد”، الدكتور زهير الحارثي، عن افتخاره بتنظيم النسخة الثانية من هذا الحدث الكبير بمشاركة نخبة مميزة من الإعلاميين العرب، مشيرا إلى أن قبولهم في البرنامج هو اعتراف بمهاراتهم وشغفهم بمساهمتهم في خدمة المجتمع وتعزيز الحوار وبناء السلام.

وشدد الحارثي على أن “الشراكة الاستراتيجية مع الإعلام تندرج ضمن رؤية وأهداف “كايسيد” الذي يؤمن بأن الإعلام، بشتى أشكاله، أصبح يمثل قوة تغييرية هائلة، وعنصرًا أساسيًا في أي استراتيجية مستقبلية سواء كانت لبناء السلام وتعزيز الحوار أو لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة”.

وأضاف المتحدث في كلمته الافتتاحية، أن برنامج زمالة ‎صحافة للحوار “يأتي كاستجابة لحاجة ملحة في عالمنا اليوم من أجل التعاون مع المؤسسات الإعلامية والصحافيين ودعمهم في أن يكونوا وسطاء لتعزيز ‎الحوار وبناء الجسور بين الثقافات والمجتمعات.”.

وأشار إلى أن الصحفيات والصحفيين المشاركين هذا العام، “تجمعهم إرادة التغيير والإيمان بالحوار كوسيلة فعالة لمواجهة خطاب الكراهية، وتعزيز التماسك الاجتماعي، عبر ترسيخ مباديء صحافة الحوار في وسائل الاعلام العربية”.

وفي ظل ما تشهده مجتمعاتنا من صراعات وحروب، ومن استقطابات تنعكس في الإعلام التقليدي والرقمي، لا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي، يقول الحارثي، يسعى برنامج زمالة الصحافة إلى تعزيز دور الإعلام والتعاون معه كقوة مؤثرة في تشكيل الرأي العام وتوجيه المجتمعات نحو ثقافة الحوار.

من جانبها، رحبت مايا سكر، مسؤولة برامج في “كايسيد” ومديرة برنامج زمالة الصحافة للحوار، بالصحافيين المشاركين، قائلة: “أنتم قلب الحدث ومضمونه، نحتفل بكم كزميلات وزملاء جدد في عائلة كايسيد، ونأمل أن يكون هذا الحدث محوريا في مسيرتكم الشخصية والمهنية، وأن لا نسهم في تغيير نظرتكم لتغطية الأحداث فحسب، بل أن يمتد إلى صناعتها”.

وتابعت سكر قولها: “نفتخر هذا العام بتواجد 34 صحفيا وصحفية من 15 دولة عربية، من خلفيات ثقافية دينية اثنية وجغرافية متنوعة، مع توازن جندري ملفت، تم اختيارهم في ظل منافسة شديدة من بين 184 متقدما للبرنامج، هم من سيكون معهم تعاون مشترك مستدام بين المركز والزملاء”.

بدوره، أوضح وسيم حداد، مدير برنامج المنطقة العربية في “كايسيد”، أن المركز لديه برامج متعددة في آسيا وإفريقيا وأوروبا، مضيفا: “نحن الآن في مرحلة مهمة جداً فيما يخص المنطقة العربية، إذ نعمل على استراتيجية محددة لبرامج كايسيد، وتوسيع الدعم من المركز لنتطرق إلى محاور لم نتطرق لها اليها من قبل”.

وكشف حداد أن “كايسيد” بصدد العمل على برامج خاصة بصانعي السياسات والدين والدبلوماسية الموازية، والعمل المشترك باتباع الأديان بما يتعلق بالبيئة وأماكن العبادة وبحقوق الإنسان والنساء والفنانين والثقافة وغيرها لدعم مسيرة الحوار.

وشدد على أن محورية الإعلام الذي يشكل الأساس لنشر ثقافة الحوار وتعزيز العيش المشترك في المنطقة”، مخاطبا المشاركين في برنامج الزمالة بالقول: “دوركم أساسي ومحوري كرافد لكل المحاور السابقة التي يعملل عليها كايسيد”.

مدير البرامج في مركز “كايسيد”، دافيدي كابيكي، اعتبر في كلمة له أنه “ليس على وسائل الإعلام أن تحدد المشاكل فقط، ولكن عليها أن تجد الحلول أيضاً، لذا فإن تعزيز الحوار والسلام من خلال الإعلام واضح في مختلف المشاريع والفعاليات التي قمنا ومازلنا نقوم بها، خاصة في العالم العربي”.

ومضى قائلا إن “مركز كايسيد، وأنا شخصيا، نؤمن بأنه من الأمر الأساسي أن نعزز المحيط للحوار من أجل السلام من خلال اجتماع الصحفيين وصناع القرار والمجتمع المدني وأصحاب المصلحة وإشراكهم في النشاطات، حيث سنتمكن من تحديد الأهداف المنشودة” وفق تعبيره.

وشهدت الجلسة الافتتاحية تمرينا للتعرف على المشاركات والمشاركين في زمالة الصحافة للحوار لعام 2023، واستعراض توقعاتهم من هذا البرنامج، مع تقديم برنامج ومراحل الزمالة ومنتدى السياسات الإعلامية، إضافة إلى تفاصيل الجدول الزمني للتدريبات والأنشطة الأخرى.

كما عرفت الجلسة عرض قصص نجاح وتجارب من بعض المبادرات لخريجي الدفعة الأولى من البرنامج، حيث استعرضا الصحافيين زيد الأصيل من العراق وعبد الرزاق العزعزي من اليمن، نبذة عن مبادرتهم “إثراء”، فيما استعرضتا الصحفيتين المصريتين تريزا شنودا وهناء شلتوت نبذة عن مبادرتهما “منصة المجرة”

يُشار إلى أن مركز “كايسيد” هو منظمة دولية تأسست من قبل الدول الأعضاء، وهي النمسا والمملكة العربية السعودية وإسبانيا والفاتيكان بصفة مؤسس مراقب، إذ يجمع المركز القيادات الدينية وصناع القرار والخبراء حول طاولة الحوار سعيًا لإيجاد حلول مشتركة للمشاكل المشتركة.

وتتمثل رؤية المركز في الإسهام في إيجاد عالم يسوده الاحترام والتفاهم والتعاون والعدالة والسلام والمصالحة بين الناس، وإنهاء إساءة استخدام الدين لتبرير القمع والعنف والصراع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *