سياسة

المعارضة الاتحادية تعدد اختلالات التعليم العالي وتنتقد “ارتجالية ومزاجية” إصلاحه

عدد فريق الاتحاد الاشتراكي بمجلس النواب (المعارضة الاتحادية) خمس اختلالات تجثم على منظومة التعليم العالي بالمغرب، وانتقد “الارتجالية والمزاجية” في الإصلاح البيداغوجي للمنظومة.

ونبه الفريق، في تعقيب على رئيس الحكومة عزيز أخنوش خلال الجلسة الشهرية لمساءلته أمس الإثنين، إلى عدد من الاختلالات التي تئن منظومة التعليم العالي تحت وطأتها.

اختلالات

ومن هذه الاختلالات، ذكر الفريق الفوارق الاجتماعية، بحيث إن 17 % من المغاربة الذين تتراوح أعمارها بين 18 و24 سنة، بما يقارب 8 ملايين، لا يصل منهم إلى التعليم العالي سوى مليون واحد، بما يبتعد بشكل كبير عن النسبة الدولية لولوج التعليم العالي بالنظر إلى تعداد الساكنة.

كما أشار المصدر ذاته إلى الفوارق المجالية، منبها إلى أن هناك توزيع غير عادل وغير موحد للمدارس العليا والجامعات العمومية يكرس التفاوتات بين جهات المملكة، فمن بين 12 جامعة عمومية هناك مثلا جهة واحدة تتوفر على ثلاث جامعات (جهة الدار البيضاء سطات)، بينما تغطي جامعة ابن زهر بأكادير خمس جهات.

غياب تكافؤ الفرص، كان أيضا من بين الاختلالات التي نبه إليها الفريق، قائلا إن للتكوين الجامعي مسارات متعددة ومشتتة، حيث إن 92 % من حاملي الباكالوريا يلجون الجامعة العمومية؛ و85 % منهم يلجون المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح، ولا يلج المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود سوى 7 %، بينما تكتفي مؤسسات تكوين الأطر الموزعة على 17 وزارة باستقبال 3 %، ويستقبل القطاع الخاص والمؤسسات في إطار الشراكة 5 %.

وقال الفريق الاشتراكي إن هناك غياب لاستراتيجية واضحة للبحث العلمي، منبها في هذا الصدد إلى انعدام مؤسسة وطنية للبحـث العلمـي، ما يجعل الأبحاث التي تنجز في المختبرات رهينة مبادرات فردية أو عمل مجموعات محدودة. “فرغم وضع أنظمة لتنظيم فرق ومختبرات ومراكز البحث منذ 2006، إلا أنها لم ترق للمستوى المطلوب في غياب تمويل حقيقي وتجهيزات متكاملة”.

كما تعاني منظومة التعليم العالي، بحسب المصدر ذاته، من الهشاشة الاجتماعية للطالبات والطلبة، منبه إلى عدم الاهتمام بالحياة الطلابية وهو ما يترجمه غياب بنيات للمواكبة، وضعف التغطية الاجتماعية لجميع الطلبة، ووجود إشكالات حقيقية على مستوى المنح والإقامات الجامعية.

“الارتجالية والمزاجية”

في سياق متصل انتقد الفريق الاشتراكي “ارتجالية ومزاجية” الحكومة في إصلاح منظومة التعليم العالي، مذكرا رئيس الحكومة بالالتزامات الواردة في البرنامج الحكومي ذات الصلة.

وقال في هذا الصدد، “التزمتم في برنامجكم الحكومي بالسهر على تطبيق نظام البكالوريوس، لكنكم تخليتم عنه وعن تعاقدكم مع المغاربة، مما يدل على الارتجالية والمزاجية في الإصلاح البيداغوجي لمنظومة التعليم العالي”.

وواصل قائلا “انخرطتم في برنامج إصلاحي عنوانه الأقطاب الجامعية، لكن حكومتكم اتخذت قرارات على النقيض من ذلك، وخير دليل ما راج لدى الرأي العام الوطني حول الاستثناء الذي تم بخصوص إحداث كلية متعددة التخصصات بتارودانت”.

واسترسل “في حين تم التراجع عن الأمر في مناطق متعددة من قبيل الحسيمة وخنيفرة وفكيك وغيرها. وهو ما يضع الحكومة موضع مساءلة بخصوص المبادئ والمعايير المعتمدة في تفعيل السياسة العمومية المتعلقة بالتعليم العالي”.

“التزمتم، السيد رئيس الحكومة، بوضع وتفعيل خطة استثمارية من خلال تنويع مصادر التمويل المتاحة من أجل تجديد البنيات التحتية، ودعم التفوق البيداغوجي، وهو ما لم يتجسد على أرض الواقع إلى اليوم”، يقول الفريق الاشتراكي.

كما ذكر بالتزام الحكومة بانفتاح منظومة التعليم العالي على عالم المقاولات، لكن “تخرج حكومتكم إلى اليوم، وهي على مقربة من منتصف ولايتها، بأي مؤشر أو إنجاز يهم الوفاء بهذا الالتزام الحكومي اتجاه المواطن واتجاه المقاولة”.

وفيما يخص البحث العلمي، قال المصدر ذاته “مازلنا نبحث عن شيء ملموس تقوم به حكومتكم من أجل النهوض به وتخويله الوسائل المادية والبشرية اللازمة. فالميزانية المخولة له لا تتجاوز 1% من الناتج الداخلي الخام، ولا يمكن بهذه النسبة ضمان مساهمته في تعزيز السيادة الاقتصادية، وتحقيق الأمن الصحي والغذائي والطاقي لبلادنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *