مجتمع

تأخر إحداث نواة جامعية بإقليم طاطا يضع ميراوي في مرمى الانتقادات

استياءٌ كبيرٌ يعترِي ساكنة إقليم طاطا حيال التأخر الذِي تعرفهُ عدد من الخدمات المرتبطة بقطاع التعليم العالي بالمنطقة، خصوصا ما يتعلق بتعثر إحداث نواة جامعية لفائدة الطلبة القاطنين بالإقليم السابق ذكره، التي من شأنها أن تعزز العرض البيداغوجي لفائدة المتمدرسين.

وعبرت عدد من الفعاليات المدنية في تصريحات متطابقة لموقع “العمق”، عن صدمتها من تلكؤ وزارة التعليم العالي بخصوص توفير هذه النواة الجامعية، واعتبرت أن هذا الأمر يثير الاستغراب، ويطرح أكثر من علامة إستفهام.

نفيسو عبد الرحيم، فاعل مدني بإقليم طاطا، قال إن“ساكنة إقليم طاطا استبشرت خيرا منذ2017 بعدما زار رئيس الجامعة السابق المنطقة ووعد بفتح نواة جامعية، وهو نفس الوعد الذي وعد به الوزير أمزازي في زيارة رسمية للمنطقة، وذلك بالرغم من كون مجلس بلدية طاطا إلتزم بتوفير وعاء عقاري.

وأشار نفيسو ضمن تصريح لجريدة “العمق”، أن هذا الأمر لم يتحقق منه شيئا لحد الآن، في وقت علقت الساكنة أمالا كثيرة على النواة الجامعية الذي أصبحت مطلبا إجتماعيا يطالب به الكبير والصغير، وحتى من لا علاقة له بالجامعة، لأن الساكنة عرفت مدى قيمة المؤسسات الجامعية في تحريك عجلة الاقتصاد والتنمية”.

وأبرز أن “طلبة طاطا يتجاوز عددهم 10 الاف طالب موزعة على الجامعات والمعاهد العليا والمدارس وفي كل سنة يلج أزيد من 400 طالب الجامعة من أبناء الإقليم، لذلك فمطلب إحداث مؤسسة جامعية بإقليم طاطا، هو مطلب شرعي إجتماعي سينهي معاناة طلبة الإقليم”، على حد تعبيره.

وأشار الفاعل المدني، أن “جل الأسر القاطنة في هذه المنطقة تعيش الويلات مع ظروفها المعيشية ومع معاناة أبنائها الطلبة الذين يقطنون الأحياء الجامعية ومع وسائل النقل من طاطا إلى أكادير، لذلك فإن إحداث مؤسسة جامعية سيمكن من استقطاب أبناء المنطقة مع التوجيه الصحيح الذي سيؤهلهم ويساعدهم لولوج سوق الشغل بكل سهولة”.

وسجل المتحدث ذاته أنه“ شخصيا كواحد من أبناء إقليم طاطا يعي كل الوعي قيمة إحداث مؤسسة جامعية  تتوفر فيها كامل الشروط العلمية والبيداغوجية لفائدة طلبة الإقليم، لكن في النهاية  يبقى دور المنتخبين الذين يملكون الشرعية لتمثيل الساكنة داخل مراكز القرار هو الترافع عن هذا المطلب الاساسي”.

ولفت المصدر ذاته، أن“لا يعقل بالبث المطلق أن يتم إقصاء إقليم طاطا خاصة وأنه يشكل نسبة 49 في المئة من مساحة جهة سوس ماسة ولا يتوفر حتى على مؤسسة جامعية، علما أنه تم إحداثها بتارودانت وقطب جامعي بأيت ملول، وكان بالأحرى على الحكومة عوض أن تسعى للمساواة في الإرث والتطاول على حدود الله، أن تقوم بتوفير هذه النواة بإقليم طاطا ”.

وطالب نفيسو الجهات الوصية بـ“ التسريع بتوفير نواة جامعية بالإقليم، وتحقيق المساواة بين أبناء الأقاليم الجبلية، لكي يحصل أبناء طاطا على حقهم المشروع  بإنشاء  مؤسسة جامعية للتعليم على غرار أبناء باقي الأقاليم المجاورة والمشابهة كوارزازات والراشيدية، بإعتبار أن هذه الخدمة أصبحت مطلبا ملحا وآنيا، وجب التفاعل معه بكل جدية وبسرعة متناهية”.

من جانبه، شدد الفاعل المدني، عمر نيت القاضي، على أن  “مطلب بناء النواة الجامعية بإقليم طاطا يمثل حلم الآلاف من حاملي شهادة الباكالوريا التواقين إلى متابعة مسارهم العلمي والارتقاء المعرفي والاجتماعي المنشود بمجال ترابهم، خاصة أن غالبية هؤلاء الطلبة لم يستفيدوا من السكن الجامعي بأكادير ولا من المنحة الجامعية وهو الأمر الذي أثقل كاهلهم وكاهل أسرهم”.

وأضاف نيت القاضي في تصريح لجريدة “العمق”، “إقليم طاطا  الذي ينتمي لجهة سوس ماسة ويضم عشرين  جماعة ترابية، تم إقصاؤه من إنشاء نواة جامعية، لذلك فساكنة المنطقة تتساءل عن أسباب هذا التهميش والإقصاء الممنهج، بإعتبار أن توزيع المشاريع بجهة سوس ماسة يتم اعتمادا على المقاربة السياسية والحزبية والولاءات في تنزيل المشاريع والتي تسير عكس تيار الجهوية الموسعة”.

وأبرز المتحدث أن“الأوان قد حان للنخب الجديدة لكي تلتئم من أجل تسويق الصورة الإيجابية للاقليم وكسر نمط البلوكاج والاسترزاق والنضال الزائف، لفك حالة الإقصاء والحصار المضروب عليه الذي ساهمت فيه بقدر كبير فئة من المتطفلين في كل المجالات التي همها الوحيد تحقيق مكاسب شخصية على حساب ساكنة المنطقة”.

وسجل المصدر ذاته أن “هذا الوضع هو ما أدى حتما إلى نفور الطاقات والخبرات المحلية وتراجعها إلى الوراء واكتفائها بالتفرج، وذلك بالرغم من الموقع الجغرافي والمكانة الاقتصادية والفكرية والرياضية والمؤهلات الفلاحية والسياحية، وهي مقومات لم تشفع للمدينة بأن تحتضن هذه النواة الجامعية ومراكز صناعية، علما أنها بمثابة الأم المرضعة جادت ولا زالت تجود بخيراتها من معادن لتنعم بها مدن أخرى”.

وختم نيت القاضي تصريحه بالقول، إن “الأصوات تتصاعد في كل مرة، لرفع هذا المطلب المرتبط ببناء هذا القطب الجامعي في العقار الذي دشنه وزير التعليم في وقت سابق، بعد أن وفرت لهم الجماعة السلالية الوعاء العقاري، ليبقى هذا المشروع حبرا على ورق، في وقت يتزايد عدد الطلبة الذين ينقطعون عن الدراسة، نظرا لبعد الجامعة عنهم وعدم استفادة غالبيتهم من المنحة الجامعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • حسن الطاطوي الغيور
    منذ 11 شهر

    احيي بحرارة صاحب المقال والمتدخلين انها الحقيقة ولكن ما اثار انتباهي هو عدم متابعة المواطنين الطاطويين وخاصة الشباب المثقفون منهم هذا الحق المشروع واثارة البلبلة والوقفات الاحتجاجية على المسؤلين حتى يتحقق هذا المشروع الهام والذي سيخفف عن طلابة الاقليم عناء السفر المضني والشاق بتكالفه المادية والمعنوية .واشكركم مرة اخرى على اهتمامكم بهذه البقعة الشريفة .