مجتمع

مجلس المالكي يرد على دعوات تعويض الفرنسية بالإنجليزية في المدارس المغربية

اعتبر المجلس الأعلى للتربية والتكوين أن النقاش المجتمعي لتعويض اللغة الفرنسية بالإنجليزية في المدارس العمومية متجاوز، مشددا على ضرورة أن “يتقن التلميذ الحاصل على البكالوريا اللغتين معا إضافة للعربية لولوج سلس للتعليم العالي“.

وفي هذا الإطار، قال رئيس اللجنة الدائمة المكلفة بالبحث العلمي والابتكار، عبد الكريم مدون، على هامش تقديم المجلس لأربع آراء حول تطوير المنظومة التعليمية، إن المجتمع مطالب بتجاوز، ما أسماها، “عقدة الفرنسية والإنجليزية”، على اعتبار أن الطالب عليه أن يكون مجيدا للغتين معا إضافة للغة العربية.

إلى ذلك، دعا المجلس في رأيه حول الهندسة اللغوية إلى إرساء التعدد اللغوي المنصوص عليه في الوثائق المرجعية انطلاقا من تحديد القرابة اللغوية بين اللغة العربية والأمازيغية باعتبارهما لغتين رسميتين، واللغة الفرنسية والانجليزية والاسبانية باعتبارها لغات أجنبية، وتكييف البرامج الدراسية والإيقاعات الزمنية بناء على ذلك، وعلى اللغة المتداولة في الوسط العائلي.

وشدد المجلس على ضرورة تحديد اللغات الأجنبية بدقة وكذا المواد التي ستدرس بها، والابتعاد عن استعمال العبارات الغامضة من قبيل ” كلما توفرت إمكانية ذلك”، موصيا بإحداث شراكات مع مراكز اللغات الأجنبية معترف بها من طرف الدولة، وتوفيرها بالمجان لكافة الطلبة بمختلف المؤسسات الجامعية.

كما طالبت الهيئة الدستورية ذاتها بوضع مخطط جهوي على مستوى كل أكاديمية جهوية للتربية والتكوين للارتقاء بالقدرات اللغوية في الفرنسية لفائدة الأساتذة المكلفين بتدريسها في التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي وأساتذة المواد العلمية بالسلك الثانوي التأهيلي.

في السياق ذاتها، أوصى مجلس المالكي بإجراء تقييم للهندسة اللغوية المعتمدة حاليا فيما يخص الانفتاح على اللغات الأجنبية ومراجعتها أخذا بعين الاعتبار اختيارات وطموحات بلادنا والقوة الثقافية والاقتصادية والسياسية للغات، وذلك من أجل انخراط أكبر للمغرب في العالم في سياق العولمة.

واعتبر المجلس أن هذا الأمر يقتضي وضع آليات كفيلة باستشراف اللغات الأكثر تداولا في المستقبل، مع مراجعة مراحل إدخال اللغات والانتقال اللغوي، وذلك بهدف إخضاع خيارات التدريس لمعايير علمية تحترم كيفية اشتغال دماغ الطفل.

من جهة أخرى، نص رأي المجلس على ضرورة إعمال الإجراءات الكفيلة بإعمال مبدأ الإنصاف وتكافؤ الفرص من خلال  تحديد الإجراءات الكفيلة بتكييف المحتويات المقررة ومنهجيات اكتسابها ومحددات التقويم والإشهاد بغية ضمان العدالة المجالية وتحقيق مبدأ الإنصاف وتكافؤ الفرص بين سائر المتعلمين في التمتع بالحق من التمكن اللغوي، لاسيما الأطفال المتمدرسون بالوسط القروي و/أو بالأقسام متعددة المستويات، والأطفال الذين يجدون صعوبات في التواصل بلغة غير اللغة الأم في المستويات الأولى، والأطفال في وضعية إعاقة أو في وضعيات هشة، أو في وضعيات التمدرس الاستدراكي، وأطفال المغاربة بالمهجر.

وأوصى المجلس أيضا باعتماد الوسائل السمعية البصرية في اكتساب اللغات، كتابة ونطقا، بما في ذلك لغة الإشارة للأشخاص في وضعية إعاقة؛ مع توضيح طريقة تكييف تطبيقات الهندسة اللغوية مع حاجيات محددة وخصوصيات معينة بما في ذلك الأقسام التحضيرية للمدارس العليا، وأقسام تحضير شهادة التقني العالي، وشعب التكوين المهني.

وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد اللطيف ميراوي، قد أشار إلى أن الوزارة تعتزم جعل اللغتين الفرنسية والإنجليزية، شرطا أساسيا لحصول الطلبة على شهادة الإجازة في الدراسات الأساسية، وإلى إلزامية الحصول على إشهاد في واحدة منهما، ابتداء من الدخول الجامعي المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ملاحظ
    منذ 10 أشهر

    الإنجليزية. ثم الإنجليزية. ثم الإنجليزية. #مشددا على ضرورة أن “يتقن التلميذ الحاصل على البكالوريا اللغتين معا إضافة للعربية لولوج سلس للتعليم العالي“ .# بالله عليك يا سيدي المالكي أن تخبرني كيف يتم ذلك. قرأت المقال كله ولم أجد جوابا يبرد عطشي. مستحيل أن تتقن اللغات في ظل نظامنا التعليمي. يكفينا من لغة الخشب.

  • ضحايا اللغة الفرنسية
    منذ 10 أشهر

    يبدو من هذا الكلام ان المالكي يدافع عن وسامه الفرنسي. خدمة مجانية لتعطيل الركب الرقمي على المغاربة. الإنجليزية اصبحت ضرورة ملحة على كل مغربي لجلب العملة الصعبة من الشبكة الرقمية ....

  • غيزر
    منذ 10 أشهر

    نسال المالكي ،،! لماذى الفىنسيون لا يلزمون ابناءهم الا بلغتهم ولغة قارتهم (الانجليزية) واسال المالكي : كم من بحث عالمي ينشر بالفرنيبة؟ صفر ، وكل البحوث بالانجليزية.اليس كذلك؟؟؟

  • المصطفى افتحي
    منذ 10 أشهر

    المالكي وأمثاله من صناعة الإستعمار الفرنسي. لن يفرط في ولي نعمته.

  • حبيبتي المغرب
    منذ 10 أشهر

    اين ما ذهبت في ارجاء الكرة الارضية ستجد من يتحدث الانجليزية الامريكية قرن من الهيمنة فلا مقارنه لن يستفيد الطلاب من اللغة الفرنسية سوى علميا لذا يحبذ تدريس اللغتين مبكرا اجباريا وفي الاعدادية اختياريا فاللغة الانجليزية تفتح افاق واسعة للطلاب .

  • عبد الإله
    منذ 10 أشهر

    تعلم اللغات الأجنبية ضرورة ملحة و مفيدة جدا جدا بل تكاد تكون واجبا، إذ تقول القاعدة الشرعية (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) و تحصيل العلوم يستلزم تعلم اللغات الأجنبية و خاصة الإنجليزية... لكن من أوجب الواجبات و أوكدها تعلم لغة القرآن و جعلها لغة رسمية حقيقية و ليس فقط في الدستور، اللغة العربية يجب أن تكون لغة المراسلات الإدارية الوحيدة و لا تنافسها أية لغة أخرى، و العلوم المختلفة بما فيها الطب و الهندسة يجب أن تدرس بلغة القرآن مع إجبارية إتقان الإنجليزية و الفرنسية للحصول على الشهادة، كما يجب أن تعطى أهمية كبرى للتربية الإسلامية و الفقه حتى في الطب فالطبيب المسلم يجب أن يعرف الضوابط الشرعية الإسلامية لمزاولة مهمته... هذا هو الحل و هذا هو المنطق إن كنا نعتبر أنفسنا مسلمين في دولة إسلامية يؤمها أمير المؤمنين حفظه الله لمصلحة المؤمنين

  • ابن عباس
    منذ 10 أشهر

    حسبي الله على هذه الامة المختطفة . المغرب لايزال يخضع للاستعمارالتقافي ،ومن كتب هذا المقال عوض انتقاد هذا الوضع المزري راح يطبل لهؤلاء اولاد الخلا .

  • ابن عباس
    منذ 10 أشهر

    حسبي الله على هذه الامة المختطفة . المغرب لايزال يخضع للاستعمارالتقافي ،ومن كتب هذا المقال عوض انتقاض هذا الوضع المزري راح يطبل لهؤلاء اولاد الخلا .

  • مواطن
    منذ 10 أشهر

    اترك الاجيال المستقبلية تدرس المواد العلمية بالانجليزية لانها لغة العصر ولغة العلم اماتقافتك انت ومجلسك المفرنسة فاصبحت متجاوزة

  • Azzabi Ahmed
    منذ 10 أشهر

    هل الطفل التلميذ عبارة عن الة روبو حتى يطلب منه تعلم كل لغات العالم وحتى اللهجة الامازيغية التي تتواجد في قمم الجبال فقط.....ام ان الحبيب المالكي ابن القاءد الاستعماري له الحنين يريد ان يكافىء الاستعمار على ما منحه اياه من امتيازات في هذا الوطن. اتركوا ابناؤنا وشانهم يختارون ما يشاؤون وحسب قدراتهم العقلية،اللغة الانجليزية لغة العالم اما الفرنسية كلغة ميتة في بلدها لا شاء لها.