سياسة

معهد فرنسي: إيران تسعى لتطبيع علاقاتها مع المغرب للتخفيف من عزلتها الدولية

قال رئيس معهد الدراسات الجيوسياسية التطبيقية (IEGA)، ألكسندر نغروس، يجب أن تفهم تصريحات إيران بخصوص رغبتها في تطبيع علاقاتها مع المغرب  في سياق سعي طهران لخلق ديناميكية إقليمية جديدة ومحاولتها تخفيف عزلتها الدولية، مشيرا إلى أن إيران ليس لديها خيار سوى محاولة تغيير علاقتها باعتبارها واحدة من أكثر الدول معاقبة في العالم.

وأوضح ألكسندر في تصريح لصحيفة “جون أفريك” أنه حتى لو كان هناك تقارب بين البلدين، فإنه سيكون بعيدا عن التطبيع. وقال إن المغرب إذا استأنف الحوار مع طهران، فسيطالب على الأقل بالحياد بشأن مسألة الصحراء المغربية، وفق تعبيره.

أما أستاذ العلوم السياسية وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، زكريا أبو الذهب، فقد صرح للصحيفة الفرنسية ذاتها بالقول: “لا أرى ، على المدى القصير ، كيف يمكن للمغرب أن يسير في اتجاه إيران، العدو اللدود لإسرائيل ، بينما تقوم بعلاقات متطورة مع تل أبيب”.

وذكرت الصحيفة أن القضايا الحساسة بالفعل مثل نشر التشيع الذي يهدد الأمن الروحي للمغاربة وموقف طهران من قضية الوحدة الترابية، فضلا عن قضية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، تجعل التقارب المغربي الإيراني بعيدا على الأقل على المدى القريب.

وأشارت إلى أن الأسباب التي دفعت الرباط لقطع علاقاتها مع إيران سنة 2018 المتمثلة فيالدعم المالي واللوجستي الذي قدمه النظام الإيراني لحركة البوليساريو الانفصالية عبر حزب الله لا يزال مستمرا حتى يومنا هذا.

وقد أبدت إيران رغبتها في عودة العلاقات بينها وبين المغرب إلى “حالتها الطبيعية”، بعد سنوات من القطيعة الدبلوماسية، بحسب ما جاء في تصريح لوزير خارجية طهران أمير عبد اللهيان.

وقال عبد اللهيان خلال لقاء نظمته وزارة الخارجية الإيرانية بحضور سفراء الدول الإسلامية المعتمدين في طهران، الخميس الماضي، “نرحب بتطوير العلاقات والعودة إلى حالتها الطبيعية مع الدول الأخرى في المنطقة والعالم الإسلامي، بما في ذلك البلدين المسلمين والشقيقين مصر والمغرب”، بحسب ما نقلت عنه وكالة “فارس” الإيرانية.

وأوضح المسؤول الحكومي الإيراني أن من أولويات السياسة الخارجية لبلاده إعطاء أهمية خاصة للعلاقة مع دول العالم الإسلامي ودول المنطقة، مشيدا بإعادة العلاقات بين إيران والممكلة العربية السعودية، مؤخرا، إلى “الحالة الطبيعية من خلال الدبلوماسية والتفاوض”.

ويعيش المغرب وإيران قطيعة سياسية ودبلوماسية منذ سنوات، وذلك عقب قرار الرباط قطع علاقاتها مع طهران، بسبب ارتباط دبلوماسيين إيرانيين في الجزائر بجبهة “البوليساريو” الانفصالية، وهو ما حاولت إيران نفيه.

ففي 2018، أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، أن الرباط قررت إغلاق سفارة إيران وطرد سفيرها بالرباط، متهما حزب الله اللبناني بالضلوع في إيصال الأسلحة إلى البوليساريو، قائلا: “لدينا أدلة على تورط إيران في دعم البوليساريو”.

وقبل أيام،سلط تقرير لموقع “ديفنس بوست” الأمريكي الضوء على حملات التخريب التي تقودها إيران والجزائر من أجل زعزعة استقرار المغرب، وذلك عبر إمداد جبهة البوليساريو الانفصالية بطائرات “درون” هجومية من صنع إيراني.

وأشار الموقع الأمريكي، أن خطة إيران في الشرق الأوسط تحاول تكرارها في إفريقيا وبشكل بارز في الساحل الكبير والمغرب، مضيفا أنه في بلدان مثل السنغال وجمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا، قامت إيران بتسليح وتدريب جماعات شيعية متمردة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • الطياري عبدالواحد
    منذ 10 أشهر

    يجب على المغرب ان يكون حذرا من فخ ايران لأن سياستها مبنية على المد الشيعي وعلى تفجر الوضع الداخلي لكي ترتب الامور على هويتها وتتحكم في امور دولة