مجتمع

نقابيون يرسمون صورة قاتمة عن مندوبية الكثيري ويحذرون من تحولها لـ”ضيعة”

رسم المكتب الوطني للنقابة الوطنية لموظفي المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، صورة قاتمة عن وضعية المندوبية، محذرا من تحولها إلى ما أسماها “ضيعة وزريبة في خدمة المسؤول عنها”.

وسجل المكتب في بلاغ مطول له، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، ما أسماه “تغول الإدارة”، في ظل “الإجراءات الانتقامية التي استهدفت مناضلي الاتحاد”، مشيرا إلى وجود “اختلالات وانحرافات طبعت سلوك الإدارة إزاء الموظفين”.

وقرر المكتب الوطني، التعامل مع المذكرات الإدارية الخاصة بتخليد الذكريات بإعداد برامج الاحتفال بهذه المناسبات في حدودها الدنيا، مع وقف جميع أشكال “الاجتهاد” فيما يخص تنظيف المقرات الإدارية التي تبقى الإدارة ملزمة بتوفيرها.

وقال البلاغ إن الإدارة لجأت إلى “عقوبات جائرة صدرت عن مجالس تأديبية شكلية وكيدية تخضع للإملاءات التعسفية الانتقامية المباشرة لمندوب قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الذي أفرط في إجراءاته التعسفية العدوانية ضد مناضلي الاتحاد المغربي للشغل”.

كما سجل “لجوء الإدارة إلى اقتطاع يوم إضراب من رواتب المشاركين في الاستحقاق النضالي ليوم 19 ماي 2023، والاقتطاع من مبلغ الحوافز المادية لهؤلاء المشاركين، وحرمان البعض منها أصلا، وحرمان الموظفين من الإجازة السنوية، ولجوئها إلى تشطيرها على أساس 3 أيام عن كل شطر لمن حظيت طلباتهم بالموافقة.

وأشار المصدر ذاته إلى “إصدار الإدارة مذكرة “إعادة الانتشار” بشكل غامض وغير واضح المعالم؛ حيث لم تتضمن المذكرة الإدارية أيا من شروط الاستفادة من الانتقال المتعارف عليها وطنيا؛ كالأقدمية في العمل بالمناطق النائية، والتجمع العائلي وكذا الانتقال لأسباب اجتماعية أو صحية، كما أنها لم توضح مكامن النقص والشغور الخاصة بالموارد البشرية”.

وسجل البلاغ “تغييب الإدارة في مذكرتها عن قصد لمنطق التشاور مع الفرقاء النقابيين في زمن مأسسة الحوار الاجتماعي الذي تقوده الحكومة مع المركزيات النقابية، وتؤكده شواهد الواقع اليومي بكل القطاعات الحكومية، عدا قطاع المقاومة وجيش التحرير الشاذ عن القاعدة ولا غرابة في ذلك” وفق تعبير النقابة.

واتهم البلاغ إدارة المندوبية بـ”التهرب من الجلوس لطاولة الحوار، وعدم الاستجابة للملف المطلبي للنقابة، والتنصل من التزامها بخصوص توقيع محضر اللقاء اليتيم الذي عقدته مع ممثلي النقابة بتاريخ 29 يناير 2023، والذي جاء تحت الضغط النضالي للنقابة وليس منة من أحد” على حد قول النقابة.

واعتبرت النقابة أن إدارة المندوبية “ماضية في نهجها القائم على الضبابية والفوضى، والتفريق بين الموظفين والموظفات عبر سياستها البالية بالاستجابة لطلبات بعض المحظيين تحت الطاولة وغض الطرف عن طلبات الأطر النقابية، في انحياز واضح ومفضوح عفا عنه الزمن”.

وفي هذا الصدد، نددت النقابة بما اعتبرته “النهج السيء المتبع في تدبير الإدارة منذ ما يزيد عن 22 سنة، تحولت خلالها الإدارة إلى إقطاع وضيعة وزريبة في خدمة المسؤول عنها وأقاربه وزبانيته”، معتبرة أن هذه المؤسسة “تظل استثناء بين إدارات الدولة وغريبة في وضعها وواقعها”.

واستنكرت “غياب أي تفاعل للإدارة مع الملف المطلبي للشغيلة، وتملصها من الالتزامات المتواضعة التي قطعتها على نفسها في جلسة الحوار معها بتاريخ 29 يناير 2023″، مدينة “اقتطاع الإدارة نسبا مهمة من مبالغ الحوافز الذي استهدف الموظفين المشاركين في الإضراب وحرمان البعض منها أصلا”.

كما أدانت ما أسمته “السلوك الانتقامي للمندوب في حق الموظفين، عبر طبخه مجالس تأديبية كيدية ضدهم وإملائه عقوبات جائرة في حق موظفين شرفاء وأمناء في عملهم، وتضرب في العمق استقلالية ونزاهة وتجرد رؤساء وبعض أعضاء اللجان الإدارية المتساوية الأعضاء الموكول لها اختصاص المجالس التأديبية”.

وعبر المصدر ذاته عن رفضه لـ”الإجراءات الانتقامية الممثلة في اقتطاع يوم عمل من الراتب انتقاما من الموظفين المشاركين في الإضراب عن العمل يوم 19 ماي 2023، في تطبيق تحريفي وفهم أخرق لمبدإ الأجر مقابل العمل”.

وأدانت النقابة “لجوء الإدارة إلى حرمان بعض الموظفين من الإجازة السنوية بدعوى التحضير لذكرى بناء طريق الوحدة التي لا علاقة لها باختصاصات المندوبية”، مستنكرة “تشطير الإجازة السنوية على أساس ثلاثة أيام عن كل شطر مما يفرغها من محتواها وينزع عنها طابع الإجازة”.

كما استنكرت، أيضا، “إثقال الموظفين بمذكرات إدارية للاحتفال بمناسبات لا علاقة لها باختصاصات الإدارة وإجبارهم على إعداد برامج احتفالية تمتد إلى أكثر من أسبوع من مالهم الخاص، دون تكليف الإدارة نفسها عناء تخصيص ميزانية للاحتفاء بهذه المحطات التاريخية التي لا يستفيد حتى صناعها الأماجد ولا ذوو حقوقهم من خدمات المندوبية  بسبب عدم توفرهم على بطاقة مقاوم”.

وأدانت النقابة، بشدة، “عدم توفير خدمات النظافة بالوحدات الإدارية وإجبار الأطر على التكفل بتنظيف المقرات”، مطالبة الإدارة بـ”تحكيم العقل واعتماد شروط واضحة وشفافة ونزيهة، فيما يتعلق بالتعاطي مع طلبات الانتقال وإعمال المقاربة التشاركية مع الفرقاء النقابيين، في تدبير هذا الاستحقاق الإداري باعتباره حقا من حقوق الموظف”.

وفي هذا الإطار، دعت النقابة ذاته، “كافة الاتحادات بجهة الشرق، وسائر المناضلين إلى اليقظة والتعبئة والمشاركة في الاحتجاج الذي سينظم بمناسبة ذكرى معركة أنوال بإقليم الدريوش يوم 21 يوليوز 2023 لدحر الغطرسة والطغيان”، وفق تعبير البلاغ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ادهم علي نقابي حر
    منذ 10 أشهر

    قال البيان:[ وقرر المكتب الوطني، التعامل مع المذكرات الإدارية الخاصة بتخليد الذكريات بإعداد برامج الاحتفال بهذه المناسبات في حدودها الدنيا ....] يعني أن العبث والتقصير يرجع إلى مصدري البيان من النقابيين...تأملت الصورة المرفقة فوجدت فيها عددا محدودا من الموظفين ...أين غيرهم ؟؟؟