وجهة نظر

تلامذة الباكالوريا بجهة درعة تافيلالت وسؤال التوجيه والمرافقة

هل تعلمنا الدرس والتقطنا الإشارات ؛ من مبادرات سابقة ؛ واستطعنا أن نفهم أين يبدأ العمل التربوي بلباسه الأخلاقي وأين ينتهي العمل الإنتهازي بمنطقه السياسوي ؟
كيف نتفادى التورط في الشبهات بإسم الجودة والتوجيه وانتزاع الكراسي ومعانقة القمم ؟

هل الأمر متوقف على المرافقة أم مرتبط بالكفاءة ؟ ماذا ينقص مسار أبناءنا كي يصيروا طلبة متميزين وناجحين ؟

أسئلة وأخرى ؛ تفرضها الظرفية الراهنة باعتبارنا آباء نسهر على المسار العلمي لفلذات أكبادنا ؛ ونروم المساهمة في صناعة التنمية الحقيقية بالإستثمار في الطاقات البشرية .. بطرق آمنة ومعقولة، وتفويت الفرصة على كل من يبتغي غير ذلك.

لا شك أن صناعة النجاح مسار طويل وسنوات متوالية من العمل المضني الذي تتعب من أجله طاقات وفعاليات وجنود خفاء؛ ربما لا يحب معظمهم أن يذكر إسمه أو يسوق في واجهات الفايسبوك والإعلام الذي يهيج العواطف .. وهؤلاء هم من يسهمون صراحة في تدرج المتعلم عبر محطات شاقة ؛ من الإنصات والتكوين والتعليم والتأطير والمواكبة والدعم والإرشاد .. ليصل بعدها على أعتاب الترشح لولوج المدارس والجامعات والمعاهد المتخصصة؛ إن بلوغ المتعلم عتبة الإنتقاء لن يكون إلا تتويجا لمجهود طويل النفس؛ كان من ورائه الأب والأم والمربي والأستاذ والإداري والموجه .. وغير هؤلاء كثير ؛ فكان حقا على كل الذين جاؤوا من بعدهم وقد قدموا خدمات معينة من قبيل المرافقة والإيواء ؛ ألا يسارعوا بتبني نجاح النجباء وألا ينسبوا ولوجهم المدارس إلى جهود الجمعيات التي تقوم بهذا العمل ؛ وإلا فإنهم سيواجهون أسئلة محرجة من قبيل :

هل نجح كافة المتعلمين والمتعلمات المنخرطين في المرافقة في تحقيق الطموحات نفسها ؟ ماذا عن الذين لم يحصلوا على معدلات عالية في الباكالوريا ؟ هل تمة دعوتهم للإنخراط في المرافقة ؟ وإن انخرطوا ؛ فهل حققوا طموح الدخول إلى المعاهد والمدارس التي يتوقون إليها ؟

لا تبتغي هذه الأسئلة التشكيك في النوايا ؛ ولكنها تبحث عن منطق يفيد أحقية جهات بعينها في تبني صناعة نجاح عمره 18 سنة أو يزيد ؛ ومشروعية الترويج لأرقام وصور تخلق من الزخم الإعلامي أكثر مما هو عليه الواقع ..

يتفهم أحدنا دور الميديا في التسويق والترويج لكل شيء ؛ وأن المواقع تنتصر – مؤقتا وعرضا – على الواقع ؛ لكن مهما يكن ؛ فالمسألة التربوية مسألة أخلاقية وإنسانية في كل تفاصيلها ، ويجدر بكل أحد أن يصرف عنها منطق المنافسات ولغة السوق والأرقام ؛ ونستحضر جميعا الجهود والتضحيات التي بذلت من طرف المتعلمين أنفسهم ؛ ومن طرف أوليائهم .. وشركاء ضحوا جميعهم لكي تنضج شخصية هؤلاء ؛ وتكبر تعلماتهم ؛ وتتراكم تجاربهم ؛ ويصلوا إلى اللحظة التي يرتفع فيها الطلب العلمي والتربوي على كفاءاتهم وإمكانياتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *