سياسة

بوتين يشيد بإجراءات الملك لتخفيف التوترات العالمية ويأمل في تعزيز علاقات روسيا بالمغرب

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالملك محمد السادس، معربا عن أمله في رؤية العلاقات الثنائية تتطور وتسير على نفس الزخم الذي انطلق خلال زيارة الملك لروسيا في عام 2016.

ونوه  بوتين، خلال حديثه عن القضايا المتعلقة بالأمن الغذائي في إفريقيا والعالم، بـ”الإجراءات الهامة التي اتخذها الملك محمد السادس” لتخفيف التوترات العالمية بشأن المنتجات الغذائية.

أعرب بوتين خلال القمة الروسية الإفريقية الثانية، أمس الجمعة بسانت بطرسبرغ، عن رغبته في تعزيز العلاقات الروسية المغربية ومواصلة الزخم الذي تم إطلاقه خلال زيارة الملك محمد السادس إلى روسيا عام 2016.

وفي نفس السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن العلاقات بين روسيا والمغرب “متميزة، وتجسد انفتاح إفريقيا على روسيا وانفتاح روسيا على إفريقيا”.

وأوضحت المسؤولة الروسية في تصريح لوكالة الأنباء المغربية “لاماب”، على هامش القم التي انعقدت يومي 27 و28 يوليوز في سانت بطرسبرغ، أن روسيا والمغرب يقيمان علاقات تعاون “جيدة للغاية” في عدة مجالات.

وشددت زاخاروفا على “التعاون الجيد جدا” بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك “الاقتصاد والمال والسياحة والأعمال والعديد من القطاعات الأخرى”.

وأضافت قائلة “لدينا أساس قانوني متين لهذا التعاون”، في إشارة إلى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والمغرب، المنفذة منذ عام 2002، والتي تم تعزيزها في عام 2016 من خلال التوقيع على “إعلان حول الشراكة الاستراتيجية المعمقة”.

وتابعت بالقول “نشجع الصداقة والاحترام المتبادل مع المغرب. يتعلق الأمر بمثال ساطع على كيفية بناء العلاقات بين البلدان”.

وسلطت زاخاروفا الضوء على “العلاقات الجيدة والودية تقليديا” بين موسكو والرباط ، مستعرضة تطور العلاقات الثنائية منذ توقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والمغرب عام 2002.

وبرأي المتحدثة، كان هناك “تعميق للعلاقات الاستراتيجية مع المغرب وقد أتى ذلك بثماره”.

وأوضحت أن المغرب من بين الشركاء الثلاثة الأوائل لفدرالية روسيا في إفريقيا، مشيرة في هذا الصدد إلى أن المملكة تأتي في المرتبة الثانية من حيث الصادرات والثالثة من حيث الواردات.

وأشارت زاخاروفا إلى أن “التبادلات التجارية زادت بأكثر من 25 بالمئة منذ عام 2021، وتم تسجيل نفس الدينامية في الأشهر الأولى من العام الحالي”، مشيرة إلى أن الصيد البحري هو أحد القطاعات الرئيسية للتعاون بين البلدين.

وبخصوص آفاق تطوير العلاقات التجارية مع المغرب، أشارت المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية إلى أن الشركات الروسية مهتمة بتطوير قطاع الطاقة وتنفيذ مشاريع في مجالات التكنولوجيا العالية والخدمات اللوجستية.

مداخلة أخنوش

وكان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، قد دافع، أمس الجمعة من روسيا، عن حق الدول الإفريقية، في تحديد طبيعة الشراكات الاستراتيجية التي تـعتـزم إقامتها مع مختـلف التجمعات والقوى الدولية الفاعلة، باستقلالية تامة، بما يراعي مصالحها الحيوية.

وقال أخنوش إن الرؤية الملكية تنطلق من أن إفريقيا تتوفر على إمكانات بشرية وطبيعية هائلة، وتطمح بشكل مشروع إلى تحديد دورها ومصالحها في علاقتها مع بقـية دول العالم بطريقة مستقلة وسيادية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها أخنوش باسم المملكة المغربية، أمام الدورة الثانية لقمة روسيا-إفريقيا، المنعقدة بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية، بحضور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وزعماء الدول الإفريقية.

وشدد أخنوس على أن المغرب عمل، تحت قيادة الملك محمد السادس، على تنويع شراكاته الاستراتيجية. مضيفا أن وضع القارة الإفريقية ومستقبلها، أضحى في ظل هذه الرؤية الملكية، أولوية محورية للسياسة الخارجية المغربية.

وأشار رئيس الحكومة في هذا الصدد، إلى أن المملكة المغربية حافظت على علاقات دبلوماسية متـميزة مع روسيا منذ القرن الثامن عشر.

وأوضح أخنوش أن الملك محمد السادس كان سباقا إلى التـنبيه إلى ضرورة تغيـير زاوية التعامل مع القارة الافريقية من طرف شركائها التـقليديـين.

وأضاف أن الملك عبر عن ذلك عدة مرات، وخاصة في خطابه الذي ألـقاه في افتتاح المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري بأبيدجان سنة 2014، بقوله “فـقارتنا ليست في حاجة للمساعدات، بقـدر ما تحتاج لشراكات ذات نـفع متبادل. كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية.”

ويرى أخنوش أن هذه العلاقات تعززت بشكل كبير منذ زيارة الملك محمد السادس لموسكو في عام 2016، التي تـم خلالها إرساء شراكة استراتيجية مـعمقـة، تهم مجموعة واسعة من مجالات التعاون، من بينها الزراعة والطاقة والصيد البحري والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتعليم العالي.

وفي سياق التحديات الناجمة عن الأزمة الأوكرانية على مستوى الأمن الغذائي والطاقي، خاصة في القارة الإفريقية، قال أخنوش إن المملكة المغربية تـؤمن بالحاجة إلى تـكثـيف الجهود وتـشجيع التعاون الدولي والإقلـيمي، لمواجهة تحديات هذه الأزمة وإزالة العراقيل، وبناء مستقبل يـمكن جميع دول القارة من ضمان أمنها الغذائي وكذا في مجال الطاقة.

واعتبر رئيس الحكومة أن المغرب يبني مواقفه فيما يتعلق بالأزمات الدولية الراهنة، على محددات جوهرية وأساسية.

وأوضح أنا هذه المحددات ترتكز على 3 مبادئ، أولا احترام الوحدة التـرابية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وثانيا احترام مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، ثم ثالثا التـشبث بالطرق السلمية لحل النزاعات وتجنب استعمال القوة.

وقال أخنوش إن هذه القمة تنعقـد في سياق دولي مضطرب وغير واضح المعالم، يطبعه عدم الاستقرار وتـزايد حدة الصراعات والتـوتـر في عدة مناطق من العالم.

وبحسب المتحدث، فإن دورة هذه السنة من قمة روسيا-إفريقيا، تكشف عزم فدرالية روسيا على تعزيز العلاقات الودية والتعاون البناء مع البلدان الافريقية المشاركة، ودعم جهودها لتحقيق التنمية الشاملة ومواجهة مختلف التحديات التي تواجهها بشكل فعال.

وشدد في هذا الصدد، على التزام المغرب الدائـم بعلاقته مع مختلف شركائه الاستراتيجيين، بما في ذلك روسيا.

كما أعرب عن تـطلع المغرب لأن تـمكن هذه القمة من تعزيز هذه العلاقات وإطلاق مجالات تعاون مبتـكرة، كفيلة بالنهوض بالتنمية وتوطيد الأمن والاستقرار بقارتنا الأفريقية، وبـفتح آفاق أوسع أمام مستـقبـل العلاقات الأفريقية الروسية.

وكان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، قد وصل الخميس إلى سانت بطرسبورغ، لتمثيل الملك محمد السادس في القمة الثانية روسيا-إفريقيا.

وانطلقت أشغال القمة الثانية والمنتدى الاقتصادي روسيا-إفريقيا، الخميس، بحضور قادة دول وحكومات ووزراء 49 بلدا إفريقيا، حسب الكرملين.

ويضم الوفد المغربي المشارك في القمة، إلى جانب رئيس الحكومة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وسفير المغرب بروسيا، لطفي بوشعرة.

وبعد دورة أولى في سوتشي سنة 2019، تطمح القمة الروسية الافريقية إلى تعزيز الشراكات في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والإنسانية.

ويضم البرنامج الرسمي لهذا الحدث الذي تواصل يومي 27 و28 يوليوز، أزيد من 50 جلسة ومائدة مستديرة بمواضيع متنوعة تهم أساسا الطاقة والسيادة الغذائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *