منتدى العمق

خطاب العرش خطاب الجد

خطاب العرش لهذه السنة أكد فيه جلالة الملك نصره الله على مجموعة من النقط الجوهرية التي تتماشى مع تقدم المغرب وازدهاره خاصة في عالم عجت فيه السنوات الأخيرة مجموعة من المشاكل الاقتصادية والسياسية والصحية.

من بين ما أكد عليه جلالته الدور المهم الذين يقوم به الشباب عندما تمنح لهم فرصة إظهار كفاءتهم وطاقاتهم المغمورة مثل ما قام به المنتخب المغربي الشاب في مونديال قطر الذي أبهر العالم العربي والغربي في دفاعه المميت عن العلم الوطني وكذلك في المجال التكنولوجي بتصنيع سيارة الهدروجين صناعة مغربية قحة وكذلك مجموعة من الإنجازات الشبابية الأخرى. فكانت هذه رسالة ملكية لكثير من شيوخ السياسية الذين عمروا طويلا في مسؤوليات وغلقوا الأبواب في وجوه دماء شابة جديدة وعقول طرية وهمم عالية. فهم يرتحلون من وزارة إلى أخرى ومن إدارة إلى أخرى مدمنين الجلوس على كراسي المسؤولية وياليتها كانت مثمرة!

المصطلح الذي تكرر كثيرا في الخطاب الملكي السامي هو مصطلح “الجدية” و الجدية هي تحمل المسؤولية كاملة والتفاني في تسيير وتدبير شؤون الدولة في كل المجالات. فقد ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعة من الاختلات في تسيير وتدبير مجموعة من المشاريع المهمة مما يعطل عجلة التنمية في البلاد. وهذا راجع لعدم تحمل المسؤولية الكاملة التي أنيطت بمن يهمهم الأمر.

فالجدية في العمل ضرورية لأنها تتعلق بمصير بلد ومصير شعب ينتظران المزيد من الازدهار والتقدم . فالتصور الملكي الحكيم في تدبير شؤون البلاد يحتاج لرجال وطنيين قلبا وقالبا وعملا وليس من يقعد على كرسي التراخي والتماطل فيعطل شؤون البلد ويراكم الاخفاقات التي تخيب آمال جلالة الملك وطموحاته ومن وراءه الشعب المغربي.

النطقة الثالثة في الخطاب الملكي التي أثارت انتباهي هو هذه اليد التي لاتزال تمد للجارة الشرقية رغم تعنتها وتجبرها وهلوستها اتجاه المملكة المغربية الشريفة. فالخطاب الملكي السامي أعطى درسا خلقيا للجارة الشرقية في باب حسن الجوار والتضامن والتكافل بين الشعبين المغربي والجزائري. فاليد المغربية الممدودة تضرب بها المثل في كل دول العالم ليعلم الجميع أن رسولنا الكريم أوصى بالجار قبل الدار وكاد الجار أن يورثه. فأرجو الله أن تعي الجزائر هذه المرة مفهوم اليد الممدودة وتتراجع عن غيها و تهورها لتعود المياه إلى مجارها ويتلاحم الشعبين من جديد في أفق إحياء اتحاد المغرب العربي الذي وأده حماقة النظامين الجزائري والليبي أنذاك.

عبد الحميد العايدي
المعهد المغربي الهولندي للديبلوماسية الموازية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *