منتدى العمق

كيف لمصر أن توقف “الزحف التركي” عبر ليبيا لأراضيها؟

ليبيا التي على مرمى حجر من أوروبا.. ليبيا التي تنام على بحيرات هائلة من النفط النقي العالي الجودة.. ليبيا التي يراد لها أن تكون بقرة حلوباً، أو زوجة رجل معتوه يمنعها من الإخصاب والإنجاب ويطلب إليها ان تظل متسولة على أرصفة البرد والضياع.. يراد لليبيا ان تظل تنزف حتى آخر قطرة دم فيها.. يراد لها ان تتمزق أو تحترق أو تموت المهم ان تظل شرايين نفطها تتدفق، ليبيا ومنذ عام 2011 وحتى يومنا هذا فشلت بفعل فاعل من الوصول إلى إنتخابات رئاسية بل لا يزال الإنقسام قائم وقد تندلع حرب جديدة بين معسكر الغرب والشرق الليبي.

ومع فشل جميع المحاولات، بغض النظر عن أسباب الفشل، نحو الوصول بالبلاد إلى إنتخابات برلمانية ورئاسية تحقق مطالب الشعب الليبي، أصبحت البلاد أقرب لإندلاع حرب أهلية بين طرفي النزاع وداعميهم بسبب مساعي دول الغرب لإشعال الحرب في ليبيا ودول القارة السمراء ككل كما هو الحال اليوم في الدول المجاورة لليبيا.

أطراف النزاع واضحة للجميع وهي معسكر الشرق بقيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر، ومعسكر الغرب بقيادة رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبد الحميد الدبيبة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه من هو المعسكر القادر على الإنتصار وبسط نفوذه على جميع ربوع ليبيا، ومن يقف وراء كل معسكر؟

الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي أحمد عبد الحكيم تحدث عن أطراف النزاع في ليبيا ومن يقف وراء كل معسكر، وقال أن من يقف وراء طرفي النزاع في ليبيا هما في الواقع على خلاف حاد فيما بينهم وقد فشلا مراراً وتكراراً في الوصول إلى توافق لحل الخلافات القائمة بينهم.

عبد الحكيم قال أن معسكر الغرب تقف وراءه تركيا التي نجحت في بناء قواعد عسكرية لها غرب البلاد وعززت من تواجدها على جميع الأصعدة عن طريق توقيعها لإتفاقيات أمنية وإقتصادية مع حكومة الوفاق السابقة برئاسة فايز السراج ومع حكومة الوحدة من بعدها برئاسة عبد الحميد الدبيبة، كل هذه الإتفاقيات الغير شرعية تمت مقابل تقديم الدعم العسكري اللازم للتحرك نحو شرق البلاد أو لصد الهجوم عنهم.

أما معسكر الشرق فتقف وراءه مصر التي في وقتاً مضى رسمت خطاً أحمراً في الجفرة-سرت وهددت معسكر الغرب ومن خلفهم تركيا أنه في حال أن هجم الغرب على الشرق سيتدخل الجيش المصري بكامل عتاده لحماية أمن مصر كون أن التواجد التركي يمثل تهديداً للأمن القومي المصري.

الخبير الإستراتيجي قال أنه وبالنظر إلى فشل القوى الداخلية في ليبيا في حل الازمة السياسية وبالتزامن مع إشتعال الأوضاع في دول الجوار كما هو الحال في السودان والنيجر وغيرهما من دول القارة السمراء أصبحت إحتمالية إندلاع حرب في ليبيا أمر غير مستبعد لاسيما أن مصر وتركيا على خلاف منذ عام 2014 فيما بينهما وكلاهما يدعم طرف دون الأخر في النزاع الليبي الداخلي، والسؤال هو من الأقوى مصر أم تركيا.

أحمد عبد الحكيم قال أن تدخل القاهرة في الأزمة الليبية حينها كان بمثابة إعادة ضبط التوازن المفقود منذ التدخل التركي السافر لصالح الميليشيات في طرابلس، ونجحت مصر إلى جانب قوات الجيش الوطني الليبي في قطع الطريق على تركيا من الوصول إلى شرق البلاد على الرغم من العتاد المتطور والخبرة العسكرية للقوات التركية على عكس القوات المصرية ذات العتاد العسكري السوفيتي القديم، إلا أن هنالك عامل مهم وأساسي حينها حقق النصر لمعسكر الشرق وهو تواجد قوات شركة فاغنر العسكرية الخاصة إلى جانبهم.

عبد الحكيم يرى أنه في حال إندلاع حرب جديدة في ليبيا فمن المتوقع أن تخسر مصر وقوات الجيش الوطني الليبي المعركة في حال غياب قوات فاغنر، الأمر الذي يؤكد على ضرورة وأهمية تواجد قوات فاغنر داخل الأراضي الليبيةللمساهمة في حماية الأمن القومي المصري ومنع زحف تركيا نحو الأراضي المصرية عبر ليبيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *