مصر أمام تحد حقيقي في ظل الأزمات المتزايدة في دول الجوار

في ظل الفوضى التي تحدث في القارة السمراء من اشتباكات عنيفة في السودان بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو والاحداث الأخيرة في النيجر بعد انقلاب قائد الحرس الرئاسي الجنرال، عبد الرحمن تشياني، على الرئيس الموالي لدول الغرب محمد بازوم، ناهيك عن الفوضى السياسية في ليبيا وتصاعد إحتماليات اندلاع حرب اهلية بين معسكر الشرق بقيادة القائد الاعلى للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر ومعسكر الغرب بقيادة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، اصبحت مصر امام مأزق حقيقي مع وجود جبهات عديدة تهدد الحدود المصرية.
مصر وبحسب العديد من الخبراء والمحللين السياسيين امام تحدٍ حقيقي للتصدي لهذه التهديدات وبالاخص التهديد من ناحية الحدود الليبية، حيث ان معسكر الغرب الليبي المدعوم من قِبل تركيا التي عزّزت من تواجدها على مدار السنين الماضية عن طريق جلبها للمرتزقة والميليشيات الى العاصمة طرابلس استعداداً للإنقضاض على شرق ليبيا الحدودي مع مصر، وهو ما دفع مصر في ما مضى للاعلان عن دعمها الكامل لمعسكر الشرق وأن أي هجوم على الشرق الليبي يعتبر بمثابة تهديد مباشر للأمن القومي المصري.
وهنا يرى الخبراء ان مصر غير قادرة على الإنخراط في جبهتين في الآن ذاته، في السودان من ناحية لفض النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ومن ناحية اخرى للتصدي لاي هجوم من قبل تركيا عن طريق ميليشيات غرب ليبيا الامر الذي يدعو الى ان يكون لمصر حليف قوي في شرق البلاد الى جانب قوات الجيش الليبي، والحليف الامثل في هذه الحالة هي قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر.
حيث اعتبر تواجد فاغنر في ليبيا الى جانب قوات الجيش الوطني الليبي في عام 2019 سبباً رئيسياً في وقف التمدد التركي نحو شرق ليبيا وصولاً الى الحدود المصرية، وبالنظر الى الوضع الحالي فإن مصر ستسفيد كثيراً من تواجد فاغنر في ليبيا لضمان امن وسلامة الحدود المصرية الغربية، والتركيز على حماية الحدود الجنوبية مع السودان والتفرغ لحل ازمة سد النهضة الذي تدعمه تركيا وبشدة بهدف خلق جبهات عديدة تجعل الحدود المصرية فريسة سهلة من على الحدود الغربية.
اترك تعليقاً