وجهة نظر

غباء الفكر اليميني العنصري في فرنسا

أكيد أن غالبية المغاربة وكثيرا من سياسيي العالم، لا يعرفون السياسي اليميني العنصري المدعو جوليان أودول Julien ODOUL، الذي يشغل منصب نائب برلماني يمثل دائرة “إيون L’Yonne” في الجمعية الوطنية (مجلس النواب) بفرنسا. وهو، أيضا، الناطق باسم حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف (حزب السيدة مارين لوبين) …

هذا السياسي “الخفيف الوزن”، كتب تدوينة تفاعل فيها مع انتصار المنتخب الفرنسي لكرة القدم النسوية على نظيره المغربي، وأرفق التعليق بصورة تظهر في عمقها اللاعبة المغربية نهيلة بنزينة، التي استأثرت باهتمام استثنائي من الإعلام الفرنسي والمعلقين في البرامج التلفزية، و بعض السياسيين الفرنسيين، دون سواهم من سكان كوكب الأرض، فقط، لارتدائها حجاب الرأس.

وقد لاحظنا كيف انتشرت في الإعلام الفرنسي سلسلة من التعاليق التي ركزت على “حجاب” نهيلة بنزينة، وأضفت عليه حمولة أخرجته من إطاره العادي. وقد وصل الأمر إلى حد مؤاخذة سياسيين وإعلاميين فرنسيين “الفيفا” لأنها سمحت للاعبة كرة القدم أن ترتدي حجابا وتلعب في كأس العالم …

ما يثير في تدوينة السيد النائب غير المحترم، هو قوله أن انتصار المنتخب الفرنسي “هو أيضا انتصار الحقوق والحريات لكل النساء ضدا في الإيديولوجية الإسلامية! … لقد تم إقصاء الحجاب !!!”. هكذا … بلا حشمة بلا حياء… دون منطق فكري سليم ومعقول … اختلطت الأمور في ذهن المعني بالأمر بشكل منحنا معه فرصة الوقوف على تجلي من تجليات الغباء السياسي الذي يغرق فيه الرجل، والانتهازية السياسوية التي تحرضه على استغلال أي شيء، وكل شيء، لتحقيق مكتسبات انتخابية بخطابات شعبوية مقيتة تؤكد حجم التفاهة الفكرية والرداءة الأخلاقية التي لم يعد يوجد مثيل لها سوى لدى هذا النوع من السياسيين الفرنسيين …

للأسف، هو غباء يسير بذلك البلد إلى ارتطام لامفر منه، بحائط شديد الصلابة، سيجعل أهله يستيقظون قريبا على واقع مليء بالتخلف السياسي والتنموي، و بالعدوانية والصدام الهوياتي الغارق في الإسلاموفوبيا و “حروب العقيدة” على النمط الذي عاشته أوروبا في القرون الوسطى، مع الابتعاد الكلي عن نموذج قيم الحرية والحق في الاختلاف التي طالما تغنت بها باريس وضغطت بها على دول العالم.

في هذا الصدد، يبدو أن النائب جوليان أودول، ومعه جزء كبير من سياسي الظلام اليميني العنصري في فرنسا، لم يشاهدوا نفس المباراة التي تابعناها صباح يوم الثلاثاء 8 غشت : نحن شاهدنا فريقين و 22 لاعبة كرة قدم، التزمن بالروح الرياضية والتنافس التقني، وانتهت المباراة بمنتصر ومنهزم، و طوينا الملف، بينما السياسي العنصري ومن هم على شاكلته، صنعوا لأنفسهم حلبة معشوشبة لصراع إيديولوجي يوجد في عقولهم المريضة بالعنصرية، أكثر مما يوجد في الواقع أو في ذهنية اللاعبة المحجبة نهيلة. لذلك، سمح النائب غير المحترم، لنفسه بوضع صورة لاعبتنا في سياق لا يتناسب مع الواقع و لا مع المعايير الأخلاقية والمهنية الإعلامية والموضوعية. و لذلك، استحق جوليان أودول أن أصفه بالخفيف سياسيا و العنصري المتطرف البليد فكريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *