اقتصاد

العلاقات بين المغرب والدول الأوروبية .. الإقتصاد مفتاح تحسين أو تأزيم العلاقات

تلعب العلاقات الاقتصادية دورًا محوريًا في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي على مستوى العالم، فضلا عن تعزيز التكامل الاقليمي، وومواجهة التحديات العالمية، وتكريس الاستقرار السياسي.

وفيما يبدو فإن العلاقات بين المغرب والبلدان الأوروبية يسمها نوع من التوجس حينا والتقارب حينا أو التنافس حينا آخر تبعا لاختلاف الدول الأوروبية واختلاف حاجياتها الاقتصادية والسياسية وموقفها من السياسة الاقتصادية الخارجة للمملكة.

المغرب وبريطانيا “شراكة قانونية”

الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط، الموساوي العجلاوي، يرى أنه ابتداء من صدور القرار القضائي الاستئنافي الرافض لمساعي إبطال اتفاق الشراكة الذي يربط المغرب ببريطانيا لن تقبل أي دعوى في بريطانيا تطرح موضوع قانونية اتفاق الشراكة بين المغرب وبريطانيا.

واعتبر أن في ذلك طمأنة قانونية للمقاولات البريطانية والمغربية، وحماية قانونية للاستثمارات البريطانية في المغرب.

ويعتبر الموساوي، في تصريح سابق لجريدة “العمق”، أن قرار المحكمة البريطانية الاستئنافي، فتح طريقا سريعا لكل مجالات التجارة ولكل المبادرات المالية، وللمشاريع التي تم الاتفاق حولها بين المغرب وبريطانيا، وع ما لذلك من آثار في بناء مستقبل مستدام ومواجهة التحديات الدولية.

وأكد على أن على أن الاستثمارات البريطانية المغربية أضحت محمية من الناحية القانونية بقرار المحكمة، أكثر من أي وقت مضى، مشيرا أن للقرار  انعكاس مالي قوي في إطار الشراكة مع المراكز المالية بين لندن والدار البيضاء،

وفي سياق البعد التجاري والمالي أيضا، يشير المتحدث إلى أن بريطانيا تهتم كذلك بالسياحة وبالبنيات التحتية والطاقات المتجددة، وإلى أن هناك مشروع كبير لنقل الطاقات المتجددة نحو بريطانيا، فضلا عن اهتمامها بالفلاحة.

المغرب إسبانيا .. زخم إيجابي

أستاذ العلاقات الدولية تاج الدين الحسيني، يؤكد من جهته، أن الجانب الاقتصادي يلعب بدوره دافع هام في استمرارية التطور الإيجابي للعلاقات المغربية الإسبانية، مشيرا إلى أن اسبانيا تمكنت من انتزاع موقع فرنسا داخل المملكة المغربية، وذلك بوجود 900 شركة اسبانيا بالمغرب.

وأشار الحسيني، في تصريح للجريدة، إلى أن منطقة جنوب اسبانيا تستفيد من 90% من مجموع عمليات الصيد البحر المخولة لها بناء على الاتفاق القائم بين المغرب والاتحاد الأوروبي، بما فيها مياه المنطقة الجنوبية للمملكة.

الطاقات المتجددة، للمغرب من هيدروجين أخضر وكهرباء، والغاز المستورد من اسبانيا والذي بالإمكان إيصاله لدول إفريقيا أخرى عبر المغرب، ومشروع الربط القار بين الدولتين، كل هذه عناصر أخرى يرى الحسيني أنها امتيازات لا يمكن لأي حكومة اسبانيا الاستغناء عنها.

المغرب فرنسا تنافس لا شراكة

قال تاج الدين الحسيني، إن فرنسا تعتبر المغرب منافسا لها ولم تعد تعتبره كشريك، لأنه استطاع بأذرعه الاقتصادية أن يصل للأسواق الإفريقية ويعمل على مبدأ المصلحة المشتركة ومبدأ “رابح رابح”.

واعتبر استاذ العلاقات الدولية، خلال حلوله ضيفا على برنامج “سيناريوهات”، الذي يبث على قناة “الجزيرة”، أن العد العكسي للعلاقات الفرنسية الإفريقية قد بدأ بالفعل، وأن هذا العد قد يؤدي إلى قطيعة نهائية بين هذه البلدان وفرنسا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *