مجتمع

وفاة طفلتين بـ”سم العقارب” يخرج دواوير للإحتجاج بزاكورة

نظمت ساكنة دوار الفايجة وعدد من الدواوير التابعة للنفوذ الترابي لجماعة ترناتة بإقليم زاكورة، الإثنين، وقفة احتجاجية مرفوقة بمسيرة على الأقدام، للتنديد بـ“وفاة الطفلتين صفاء وهبة جراء لسعات العقارب، وغياب قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي لزاكورة”، ولـ“مطالبة السلطات المعنية بفك العزلة عن هذه الدواوير، عبر إحداث مستوصف، وتوفير شبكة الطرق والهاتف والكهرباء وفضاء للشباب بالمنطقة”.

الحسين أعبو، واحد من الساكنة، قال في تصريح لـ“العمق”، إن “تنظيم هذه الوقفة الإنذارية نريد من خلالها أن نوصل صوتنا لمن يهمهم الأمر، ونقول لهم إن فك العزلة هي السبيل الوحيد إلى تنمية هذه الدواوير التي تعيش المعاناة، بإعتبار أن غياب الطريق وشبكة الهاتف هي الأمور التي تساهم بشكل كبير في وفاة المرضى بالمنطقة”.

وأبرز المتحدث ذاته، أن “سيارات الإسعاف تستغرق ساعات من الزمن لكي تصل إلى مستشفى زاكورة انطلاقا من منطقة الفايجة، وذلك لوعورة هذه الطريق التي لم تبرمج إلى حدود اليوم بالرغم من أن الدراسة تم إنجازها منذ أكثر من سنة، وهو الأمر الذي دفعنا إلى توجيه المراسلات وإطلاق النداءات في أكثر من مناسبة، إلا أنها قوبلت بالتجاهل وسياسة الآذان الصماء”.

ولفت أعبو إلى أن “هذه المنطقة النائية تفتقر لعدد من المقومات وعلى رأسها سيارات الإسعاف والنقل المدرسي، في وقت تمتد منطقة الفايجة على مساحة شاسعة، وتوجد بها دواوير كثيرة من بينها تكورت، دوار المغامر، بوزكار، ركاب النتل، ميقبا، بتملكو، وتضم تقريبا ما بين 5300 و5500 نسمة”.

وختم المصدر ذاته حديثه بالقول، إن مطالبهم معقولة، بإعتبار أن دستور المملكة كفلها، وهي توفير شبكة الطرق، وشبكة الهاتف، وتوفير سيارات إسعاف مجهزة بكل الوسائل الطبية اللازمة، مع العمل على تزويد المنطقة بالكهرباء، وتوفير النقل المدرسي لتسهيل تمدرس فلذات أكبادهم.

وكانت واقعة وفاة طفلتين بـ“رگاب النتل” بدوار الفايجة، الواقع بالنفوذ الترابي لجماعة ترناتة نواحي إقليم زاكورة، إثر تعرضهما للسعتي عقرب، قد أثارت في وقت سابق، ردود فعل غاضبة في الأوساط المدنية والحقوقية، وبين وعدد من المهتمين بالشأن الصحي بالمنطقة، معتبرين أن هذا الأمر “ما هو إلا نتيجة حتمية للاستهتار بحياة المواطنين”،  و“مساس خطير بحقهم الدستوري في الحياة”.

وصدحت حناجر العديد من الفعاليات الحقوقية والمدنية بعبارات التنديد والإستجهان، وذلك لتنبيه مدبري الشأن الصحي إلى خطورة غياب مصلحة الإنعاش والتخدير و“غياب الأمصال”، بعدد من المراكز الصحية بإقليم زاكورة، وبالمستشفى الإقليمي على وجه الخصوص، الشيء الذي يفاقم معاناة الذين يتعرضون للدغات ولسعات الزواحف السامة بالمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *