مجتمع

خلال ملتقى جيومنتزهات لليونيسكو.. المغرب يؤكد التزامه بحماية التراث الجيولوجي (فيديو)

جيوبارك مراكش

جدد المغرب التزامه المتواصل في الانخراط في كل جهود حماية التراث البيئي ودعم جهود التنمية المستدامة في القارة السمراء، ذلك خلال أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي العاشر لجيو منتزهات اليونيسكو المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، تحت شعار “التزام من أجل المحافظة والتعاون الدولي”.

وفي كلمة له باسم الحكومة، الخميس بمراكش، أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في كلمته باسم الحكومة في أشغال الجلسة الافتتاحية بمراكش، التزام المغرب بمواصلة انخراطه في شبكة جيومنتزهات اليونيسكو بكل فعالية، وهو الانخراط الذي دأب عليه المغرب منذ تأسيس الشبكة والذي تكلل في 2014 بضم “جيوبارك مكون” ضمن المنتزهات الجيولوجية لليونيسكو.

وقال الوزير إن “الاهتمام المتزايد بالجيومنتزهات على المستوى الدولي يندرج في إطار الوعي بضرورة الحفاظ على التوازنات البيئية في ظل التحديات التي يطرحها التغير المناخي، فضلا عن تثمين الموارد الطبيعية على المستوى المحلي والجهوي”، مشيرا إلى أن تأسيس الشبكة العالمية للجيومنتزهات أحد اللبنات الأساسية لتكريس هذا التوجه التنموي المندمج، بحيث يبلغ حاليا عدد الجيومنتزهات ما يناهز 195 منتزه تحظى بعلامة اليونسكو والموزعة على 48 دولة.

من جهته، قال رئيس جهة بني ملال خنيفرة عادل بركات إن تجربة “جيوبارك مكون” تعد “تجربة رائد في تدبير المجالات الجبلية والقروية، لإسهامها الكبير في دمج وتعبئة مختلف الشركاء المؤسساتيين والجماعات الترابية والقطاعات الحكومية لتنفيذ برامج عمل سنوية تشرف عليها لجنة الاشراف والمراقبة والتي عهد برئاستها لوالي الجهة ورئاسة مجلس الجهة، لتعزيز البنية التحتية وفتح المسالك الجبلية وتسهيل الولوج إلى المواقع الجيوسياحية، وكذا تنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وخلق شبكة من التعاونيات الإنتاجية المهتمة بالمنتجات المجالية والنباتات الطبية والعطرية والصناعة التقليدية وكذا تطوير الرياضات الجبلية والمائية وتنمية وإنعاش السياحة الجبلية والمستدامة وحماية المواقع الجيو سياحية وتعزيز التربية على البيئة و تقوية حضور “جيو بارك مكون” على المستويات القارية والعالمية”.

وشدد على أهمية منظومة التدبير المندمج للجيو بارك، معتبرا أنها “جعلت من المملكة المغربية رائدا عربيا وإفريقيا”، مشيرا في الصدد ذاته أنها “تعززت اليوم  بإحداث اللجنة الوطنية للجيوبارك والتي عهد لها بمواكبة مشاريع المنتزهات الجديدة بالمغرب والبالغ عددها 6  مشاريع متكاملة”.


وعبر بركات عن أمله في أن يتم تقديم ترشيحات هذه المنتزهات الست خلال السنة الجارية للانضمام إلى الشبكة العالمية”، معتبرا أنها تبرز “التنوع البيولوجي والأيكولوجي للمملكة المغربية وغناها الثقافي وشساعة مجالاتها الغابوية ورصيدها الهيدروجيولوجي وتنوع طبقاتها الجيولوجية الأطلسية وما تكتنزه من ثروات معدنية ومستحثات صخرية واثار للديناصورات الأطلسية العملاقة، والتي ستتعرفون من خلالها على غنى وتنوع الموروث الثقافي المادي واللامادي لبلادنا وكذا قوة التسامح وانفتاح الشعب المغربي وتمازج الحضارة العربية والامازيغية والافريقية في بوتقة واحدة، ازداد وهجها بتمازج الحضارة الإسلامية  واليهودية والاندلسية في تناغم كبير قل نظيره”، على حد تعبيره.

وأبرز الوزير أن “الجيومنتزه مكون” يمتد هذا الجيومنتزه الذي يمتد على مساحة 5700  كلم²، يزخر بمؤهلات طبيعية وجيولوجية وثقافية وبشرية هامة، كفيلة بأن تجعله قاطرة للتنمية الشاملة والمستدامة على المستوى المحلي والجهوي.

ويتم احتضان المؤتمر الدولي المذكور من طرف جميعة “جيو بارك مكون” التي يتواجد مقرها بجهة بني ملال خنيفرة، وينظمه كل من الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية ( Géoparcs) التابعة لليونيسكو ومجلس جهة بني ملال خنيفرة.

وانطلقت أشغال الملتقى منذ الرابع من الشهر الحالي وتستمر إلى غاية 11 منه، ويجمع أكثر من 1200 مشارك من 60 بلدا، من بينهم خبراء دوليين وباحثين ومسؤولين حكوميين.

كما يشكل مناسبة لتوقيع أكثر من 20 اتفاقية شراكة وتعاون وتوأمة بين جيوبارك مكون ومنتزهات جيولوجية أخرى حول العالم، من الصين وماليزيا وأندونيسيا وكوريا واليابان وفرنسا والبرتغال وكندا ورومانيا والبرازيل واليونان، بهدف تعزيز الروابط بين مختلف المواقع الجيولوجية عبر العالم.

بالموازاة مع المؤتمر سيقام معرض على مساحة 2000 متر مربع، فضلا عن فضاء مؤسساتي على مساحة 350 متر مربع مخصص للمؤسسات العمومية والشركات والهيئات ذات الصلة بالثروة الجيولوجية والثقافية والطبيعية والتنمية المستدامة الراعية للمؤتمر، على غرار رواق منظمة اليونسكو ورواق الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية (Global Geoparks Network –  GGN)، والمكتب الوطني المغربي للسياحة والمجمع الشريف للفوسفاط… كما سيخصص فضاء بمساحة 250 متر مربع لجهات المغرب من خلال 12 رواقا تمثل الجهات الـ12 للمملكة، من أجل تقديم الثراء والتنوع الطبيعي والثقافي المجالي بالمغرب، بالإضافة إلى أروقة تعاونيات منطقة مكون من أجل تثمين منتجاتها المحلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *